بين عضو مجلس إدارة العتبة العباسية والمتحدث الرسمي باسمها خلال شهر محرم الدكتور عباس الدده الموسوي التوجيهات التي أصدرت لأقسام العتبة المقدسة مع حلول الشهر الحرام. وقال الدده في مقابلة خاصة مع المركز الخبري ستنشر تفاصيلها لاحقا، أن هنالك عدة توجيهات إصدارتها العتبة العباسية المقدسة لأقسامها مع حلول شهر محرم الحرام، وكان هذا الرد جزءاً من عدة أسئلة تضمنتها تلك المقابلة. س/ ما التوجيهات التي قُدّمت لأقسام العتبة العباسية المقدسة مع استقبال شهر محرّم الحرام؟ ج/ قبل بداية موسم الحزن، تتكاثف الجهود من مفاصل العتبة كلها، لمراجعة الرؤية العامة للعتبة المقدسة، ومن ثم حث التشكيلات والمفاصل والمنتسبين إلى ترجمتها، وقبل كل شيء استعدنا مع منتسبنا عنوان الخادم الذي يرتب علينا قبل كل شيء مسؤولية التحلي بمتلازمات مترتبة عليه؛ وأظهرها هو أن الخادم يجب أن يكون كما يحب المخدوم، وأن يتحلى بكل ما يليق بالمخدوم (عليه السلام) من أخلاق، وأن عليه أن يترجم أخلاق أهل البيت،(عليهم السلام) ويترسم بمنهجهم. فالخدمة موصولة بهم أولا، قبل أن تكون بيننا وبين الزائر، مع أنه هو المستهدف وهو المستفيد من الخدمة فالخدمة من مبادئنا، بل مرتكزاتنا وأصل وجودنا هنا. نعم، فالمسلم يعتز بخدمة أخيه، إيمانا بما نشئنا عليها في شريعتنا الإسلامية؛ وما استيقنا به، جراء الأحاديث النبوية الشريفة؛ وأشهرها قوله صلى الله عليه وآله: (أيما مسلم خدم قوماً من المسلمين إلاّ أعطاه الله مثل عددهم خداماً في الجنة). ولا شك أن الحديث هنا عن عنوان الخدمة العام، والمسلمون عامة، ولكم أن تتصوروا البركات إذا كان مع سيد الشهداء عليه السلام، ومع مسلمين يزورون من أعطى لله كل شيء؛ فوهبه كل شيء!، وكيف والملائكة الموكلون شعث غبر، يصلون ويدعون لمن زاره، يبكونه ويستغفرون لزواره ويدعون الله لهم! نحن في العتبة المقدسة نستعيد قيمنا ومرتكزاتنا هذه، مع كل موسم، ونتنافس في ترجمتها، وفي كل موسم نرى تطبيقات واقعية لها، من خلال برامج، وفعاليات وأنشطة خدمية. لا شك أن سؤالا كهذا يتطلب حديثا طويلا عن استعدادات جميع الأقسام التي تستنفر جهدها ووقتها وطاقاتها لتوفير كل ما يحتاجه الزائر الكريم، من خدمات حياتية مادية فضلا عن كل ما يسهل له أداء الزيارة. وهذا من البديهيات، لكني أتحدث هنا عن تحضير الذات الخادمة، لتكون مهيأة للخدمة وممارسة المهام. نؤمن بأن الخدمة هي عبادة، بلحاظ أنها قرب من الباري جل وعلا، وأنها نية خالصة لوجهه، ومرضاة لرسوله الأكرم صلى الله عليه وآله، لأنه في صميم مودة أهل بيته وقرباه تلك التي جعلها مقابلا لرسالة الإسلام الخالدة. ندرك تماما، ويدرك منتسبنا أننا نتعامل مع زوار متفاوتين لونًا وجنسًا وعمرًا وأحيانا ملحوظة ديانة ومذهباً، ولكن آصرة الحسين (عليه السلام) وحبه توحدهم جميعاً، مثلما تدفعنا طائعين مخلصين متفانين راغبين في رضاه، وطمعا في أن يزيّن سجلّاتنا في الآخرة ويزيد في ميزان الحسنات. حيث نسعى إلى إيصال القضية الحسينية لإنسان هذا العصر؛ وتتنوع سبلنا نحو هدفنا، بتنوع الفئة المستهدفة، ويظل الهدف الأسمى هو نشر نهجه (عليه السلام)، وجعل المبادئ التي استشهد دونها نصب عين الزائر، وترسيخ قيم الحق والنبل الإنساني وهجر الباطل والظلم.