تواصلاً للبرنامج الديني والعزائي الخاص بموسم أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام" استضافت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة فضيلة الشيخ جعفر الوائلي "دامت توفيقاته" لإحياء العشرة الثانية من شهر صفر المظفر، حيث استعرض بحثاً قيماً خلال محاضراته في رحاب الصحن الكاظمي الشريف بيّن فيه دواعي الحثّ على زيارة الأربعين ومنزلتها وفضائلها العظيمة وآثارها في الفرد والمجتمع، مبيناً إن زيارة الأربعين هي جوهر الفكر الحسيني حين أضحت حدثاً لا تعرف البشرية لهُ نظير على المستويين المادي والمعنوي.
وأشار فضيلته أن أهداف زيارة الأربعين متعددة لا تنحصر في جوانب محدّدة، فضلاً عن صفاتها الدينية والشعائرية والاجتماعية وما شابه، في الوقت الذي تعدّ رافداً ثقافياً عقائدياً للشباب، حيث تمدّهم بنبع الأفكار الثقافية الجماعية على نحوٍ سنوي، ففي كلّ موسم يعيش الموالون أجواء هذه الزيارة الخالدة، وهم يستلهمون منها الثقافة الإيجابية لاسيما في مجال الأفكار التي تدعم مساراتهم الإنسانية السليمة في الحياة، منطلقين ومسترشدين في ذلك من الفكر الحسيني الذي وضع قواعد تفضيل الآخرين على النفس من خلال ترسيخ قيم الإيثار، وجعلها قيمة ثقافية توجيهية سلوكية.
وأوضح الشيخ الوائلي أن زيارة الأربعين تشجّع على ممارسات البذل والعطاء الإنساني والعمل التطوعي في نفوس الشباب، وتبني روح التضحية والتكافل لديهم خاصةً في مجال الخدمة الحسينية، كما أكد على ضرورة إحياء هذه المناسبة وإظهار مظاهر الحزن والولاء الأربعيني من خلال المشاركة في المجالس والمؤتمرات الحسينية لأنها واجب أخلاقي تفرضه عليك العقيدة، وتحتم عليك الحضور.
كما تطرق إلى عودة ركب السبايا إلى كربلاء الشهادة، والتي بقيت صورها حيّة إلى يومنا هذا، وتخللت تلك المجالس العزائية مشاركة رواديد مدينة الكاظمية المقدسة بالقصائد والمراثي الولائية التي تجدد العهد والولاء لآل بيت النبوة "عليهم السلام".