شارك وفد الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في المؤتمر العشائري الوطني الذي أقامته الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة/ قسم الشؤون الدينية/ شعبة التبليغ الديني، بالتعاون مع اللجنة العشائرية في أحياء منطقتي الزعفرانية والكرادة الشرقية، تحت شعار: (العشائر العراقية تستضئ بفكر المرجعية)، بحضور معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور حيدر حسن الشمّري، وكوكبة من السادة الأفاضل وشيوخ العشائر الأكارم ووجهاء محافظة بغداد وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية.
وشهد المؤتمر كلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي بيّن خلالها قائلاً: (أكدت المرجعية الدينية العُليا متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" في مناسبات عدة على دور العشائر العراقية مشيرة إلى ان للعشيرة نظامها وتقاليدها وأعرافها وأحكامها دور مهم وفاعل في الحياة الاجتماعية في العراق.. فلها الكثير من الصفات النبيلة والكريمة التي لا بد من تدعيمها وترسيخها ونشرها بين مختلف أبناء المجتمع.. كما إن للأعراف والتقاليد والأحكام العشائرية دور مهم، وقد أصبح لها دور أكبر حساسية وخطورة في المجتمع العراقي وأكثر من السابق وذلك للجوء الكثير من الناس لها والاحتكام بتقاليدها واعرافها.
فالعشائر في العراق هي مدرسة للقيم التربوية النبيلة ومحامد الصفات ومكارم الاخلاق، وان أهم ما تميزت به العشائر الكريمة مساهمتها الفاعلة والمؤثرة والكبيرة في الدفاع عن الوطن والعرض والمقدسات..)
وكانت هناك كلمة لسماحة السيد عز الدين الحكيم "دامت توفيقاته" مؤكداً خلالها على أهمية حفظ العشيرة والمجتمع والوطن من كل منزلق، وأن يكون لرئيس العشيرة دور فاعل في الحفاظ على أفراد عشيرته من كل ما لا يليق بهم، وضرورة التعاون بين أبناء العشيرة للقضاء على الحالات الفردية التي تسبب الأذى للعشيرة.
وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات التي ستكون لها بإذنه تعالى أبعاد إيجابية وإنسانية ووطنية على المجتمع العراقي عموماً والبغدادي خصوصاً من أهمها: الحفاظ على الثوابت والمشتركات بين العشائر، ونشر أفكار الوئام والإيمان بالتقارب والتعايش السلمي، والرجوع لكتاب الله وسنة نبيه وأهل بيته "عليهم السلام"، والاحتكام للقانون لحلّ جميع المشاكل ومنع كل أشكال التخريب والفوضى.
في الوقت ذاته قامت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بطباعة كراس مهم يتعلق "بالسنينة العشائرية" كما تضمن مجموعة من الاستفتاءات الشرعية المتعلقة بهذه الموضوعات من حيث الدية ومقدارها ووليها وغير ذلك.
وتحرص الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالمشاركة في هذه المُلتقيات الوطنية امتثالاً لتوجيهات المرجعية الدينية العُليا ودعوتها الدائمة في مكافحة أشكال الكراهية، وتأكيدها على حرمة الدم العراقي، وتعزيز الوعي المجتمعي بشأن التسامح والحوار والتنوع العشائري، إذ كان لها فيما سبق مؤتمر عشائري دعت فيه شيوخ العشائر والوجهاء للعمل على وحدة المكون العراقي وديمومة السلم المجتمعي والحفاظ على المال العام واحترام القانون والالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية والذي انعقد في الصحن الكاظمي الشريف قبل عامين تحت شعار: (عشائرنا ذخرٌ .. وسلام)
وفي ختام المؤتمر أشاد وفد العتبة الكاظمية المقدسة المشارك بجهود القائمين على هذا المؤتمر المبارك متمنياً للجميع دوام التوفيق والسداد.