المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير قوله تعالى : {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ..}


  

2271       05:15 مساءاً       التاريخ: 14-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [آل عمران : 119] .
{ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ}‏ «أنتم» مبتدا والظاهر ان «أولاء» نداء يفيد هنا فائدة الاختصاص تأكيدا للومهم في مقام التحريض على التباعد عن أولئك وأمثالهم‏ {ولا يُحِبُّونَكُمْ} الظاهر ان الجملة حالية والعامل فيها «تحبونهم» ويجوز ان تكون خبرا ثانيا بالعطف‏ {وتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ} القرآن ولبعض المفسرين في تفسير الكتاب تكلفات ‏{كُلِّهِ‏} وقد نهيتم فيه قبل هذا عن الركون الى الذين ظلموا كما في سورة هود المكية وفيه‏ {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة : 190] ‏ كما في سورتي البقرة والأعراف المكية. و{الظَّالِمِينَ‏} كما في سورة الشورى المكية. و{بِالْمُفْسِدِينَ}‏ كما في سورة القصص المكية. و{الْخائِنِينَ‏} كما في سورة الأنفال. و{بِالْكافِرِينَ}‏ كما في سورة الروم. فهل يسوغ ويحسن منكم ايها المؤمنون بالكتاب كله ان تحبوا من لا يحبه اللّه لأجل شره‏ «1» والظاهر ان الجملة معطوفة على الخبر أي ها أنتم تحبونهم وتؤمنون بالكتاب كله وكيف تجمعون بين الأمرين وقد سمعتم من الكتاب انه ينهاكم عن الركون الى الذين ظلموا ويوعز لكم ان لا تحبوا هؤلاء وأمثالهم فإن اللّه لا يحبهم. وفي الكشاف ان الجملة حالية. ويرد عليه وجود الواو وهي لا تدخل على الحالية من المضارع المثبت. وتقدير الضمير لتكون اسمية لا داعي له‏ {وإِذا لَقُوكُمْ قالُوا} بنفاقهم ومخادعتهم‏ {آمَنَّا} بما آمنتم به ونحن معكم ومنكم‏ {وإِذا خَلَوْا} ولم يكن معهم احد منكم‏ {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} من أجل إيمانكم وعلو كلمتكم بظهور الإسلام. وعضّ الأنامل يكون عند شدة الغيظ بحيث لا يتمالك المغتاظ عن ان يعض أنامله ويؤلمها كما قال ابو طالب «يعضون غيظا خلفنا بالأنامل» والحرث بن ظالم المري «يعضون من غيظ رؤوس الأباهم» والأنامل أطراف الأصابع. والأباهم جمع إبهام‏ {قُلْ‏} لهم يا رسول اللّه‏ {مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} فإن اللّه معل كلمة الحق وسلطان الإسلام وخاذلكم‏ {إِنَ‏ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ} لا يخفى عليه نفاقكم. وذات الصدور كناية عن الخصلة او السريرة او الحالة او العلة المتعلقة بالصدور من نفاق او إيمان ونحو ذلك. على حد قولهم ذات الصدر وذات الرئة وذات الجنب. وعلى ذلك جاء قوله تعالى { وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران : 154] فالآيتان مثل قوله تعالى في سورة النمل { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} [النمل : 74] ‏ ونحوه الآية التاسعة والستين من سورة القصص. والتعبير بذات الصدور وما تكنّ صدورهم إنما هو باعتبار ان الصدر وعاء للقلب الذي هو مرجع لهذه الأمور كما يدل عليه قوله تعالى‏ {وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} [آل عمران : 154] ‏. كما تقول علم بخبايا الدار أي بما في صناديقها ونحو ذلك. وبما ذكرناه تعرف ما في المصباح المنير من قوله «المعنى عليم بنفس الصدور» وعلى ما ذكرناه من معنى ذات الصدور فسروا قول الشاعر «لتغني عني ذا إنائك اجمعا» بإضافة «ذا» إلى الإناء أي ما يتعلق بإنائك مما فيه من لبن اوغيره.
وعليه ايضا ما في المصباح المنير انه أنشده ابن فارس في متخير الألفاظ
ونعم ابن عم القوم في ذات ماله‏
إذا كان بعض القوم في ماله كلبا
اي : فيما يرتبط ويتعلق بماله ، وقال النابغة :
مجلتهم ذات الإله ودينهم‏
قويم فما يرجون غير العواقب‏
المجلة الكتاب اي كتابهم هو ما يرتبط ويتعلق بالإله ووحيه‏.

______________________________
(1) وان الجهل بترتيب النزول ضيع علينا كثيرا مما نزل قبل هذه الآية في التحذير من موالاة أمثال هؤلاء فضلا عن اتخاذهم بطانة. ولعل من ذلك ما في سورة الممتحنة والمجادلة والنساء وغيرها.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معالجة الاسلام لآفة الزنا (14)
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
محمدعلي حسن
لا تعجب بعملك
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية في كتاب مناسك الحج للسيد السيستاني (ح 2)
إسلام سعدون النصراوي
زواج النورين
د. فاضل حسن شريف
كتاب الحج للشيخ السبحاني والقرآن الكريم (ح 7)
عبد الهادي حسني
أسعد الناس
د. فاضل حسن شريف
مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 11) (اهل البيت الأطهار)
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معطيات الزواج وتداعيات الزنا...
د. فاضل حسن شريف
مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 10) (اهل البيت الأطهار)
حسن الهاشمي
رفقا بالفرقة الناجية؟!
أقلام بمختلف الألوان
جوائز مسابقة كنز المعرفة لشهر أيّار 2024
منتظر جعفر الموسوي
ما الفرق بين موازنة البرامج وموازنة البنود؟