أنامل الإبداع لخادم الجوادين "عليهما السلام" استطاعت اليوم أن تجسد لنا لوحة فنية جديدة لتضاف إلى سجل الإبداعات الثقافية لورشة النقش والزخرفة في العتبة الكاظمية المقدسة، لوحة بل هي أكثر من لوحة حملت في طياتها أفكاراً ومعانٍ وأسراراً ودروساً وعِبَر جسدت مواقف ولحظات تأريخية لشهادة ثاني الكواكب المحمدية سبط النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" الإمام أبي محمد الحسن المجتبى "عليه السلام".
ولمعرفة فكرة العمل وإنجازه تحدث لموقع العتبة المقدسة الإلكتروني مدير وحدة النجارة والألمنيوم والحفر على المرمر والخشب والمعدن الخادم: علاء حسين جابر قائلاً: إن السيرة العطرة للإمام الحسن المجتبى "عليه السلام" وما تعرض إليه سبطُ الرسول "صلّى الله عليه وآله وسلم" وقُرّةُ عينه من الجَورِ والقهرِ من قبل أعداء الإسلام، جعلتنا نستوقف أمام تلك المناظر الأليمة التي شهدتها حياته الشريفة، ونستمد منها السمو والكرامة والعُلى لبلوغ ذرى المجد.
ولأجل تخليد ذكرى الشهادة والأحداث والصور والمشاهد والمواقف التي تعرّض لها نعش الإمام الحسن "عليه السلام" عند تشييعه ورميه بسهام البغض والحقد والضلالة من قبل أعداء الإسلام حكام بني أمية، تلك الصور المروعة التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة الإنسانية، فمن هذا المنطلق تولدت فكرة عمل فني جديد وجّه به خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، ونفّذ هذا العمل الفني خادم العتبة المقدسة حسن منصور غناوي، حيث لاقى الدعم والإشراف والمتابعة الحثيثة من قبل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ليخلد تلك الحادثة الأليمة وترسيخها في ذاكرة موالي ومحبي أئمة أهل البيت "عليهم السلام".
مضيفاً: استغرقت مدة العمل في هذه اللوحة أكثر من (60) يوماً تقريباً على تنفيذها، وأن طبيعة الخشب المستخدم فيها هو الصاج، فضلاً عن توظيف الخيال لتخليد الحادثة والشخصيات التي شهدت تلك المواقف ومن بينهم إمامنا سيد الشهداء الإمام الحسين، وأخيه المولى أبي الفضل العباس "عليهما السلام"، وكان هناك تشجيع كبير من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة على إنجاز اللوحة وكانت متابعته لهذا العمل بمثابة حافز ودعم بأن تكون هناك لوحة تجسد مرحلة تاريخية لمظلومية الإمام المعصوم ، فالحمد الله قد عبَرت هذه اللوحة الفنية عن الأبعاد الإنسانية الحقيقية للإمام الحسن "عليه السلام"، وصوّرت جزءاً من ولاء الناس لهُ وحبّهم ومودتهم في تشييعه إلى بقيع الغرقد، وفي الوقت ذاته جسّدت مدى العداء الأثيم على نعشه وتجرّؤ أعداء الدين والإنسانية على سبط النبوة من خلال رميهم النعش بسهام الحقد والكراهية بسبب محاربته "عليه السلام" للمشروع الأموي الظالم والمنحرف لإبعاد الناس عن ابن بنت رسول الله وأهل بيته "عليهم السلام" والعودة بهم إلى الجاهلية، بل عَبَرت عن كلّ المعاني الأخلاقية والإنسانية السامية للأئمة الأطهار "عليهم السلام"، في الوقت الذي تحاول فيه قوى التكفير والإرهاب طمس الهوية الإسلامية ومعالم ديننا الحنيف.
من خلال منبركم الكريم أدعو الله العلي القدير أن نوفق لإعمار مراقد أئمتنا الأطهار "عليهم السلام" وصروح الإسلام والمسلمين والتي نعدها قبلة العاشقين المؤمنين، وأختتم قولي بالشكر والتقدير لكل الجهود التي ساهمت في إنجاح هذا العمل المبارك ونقدّمه هدية إلى مقام سيدنا ومولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد والإمام الحجة المنتظر "عليهم السلام" وإلى المرجعية المباركة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" وإلى خَدَمَة العتبة الكاظمية المقدسة وأن يتقبلوا منا هذا القليل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .