المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


روايات أسباب النزول2


  

2233       05:52 مساءً       التاريخ: 13-11-2020              المصدر: السيد نذير الحسني
 
من المواضيع التي وقع فيها الخلط والاشتباه، والذي وقع فيه بعض الذين تعرضوا الدراسات القرآنية هو عدم التمییز بین سبب النزول وشأن النزول فتجد الخلط بينهما في تعريفات الكثير من الباحثين في هذا المجال، بينما هناك فارق بين المصطلحين والفارق يكمن في لحاظ كل من سبب النزول وشأن التزول للواقعة التي يعالجها.
الفرق بين الاصطلاحين
 سبب النزول هو الحوادث والوقائع التي تدعي نزول القرآن الكريم، وتكون سیب لعملية النزول من قبيل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].
فالقوم سألوا النبي مره عن الروح فأنزل الحق تبارك وتعالى الآية جواب لهم،
فالسبب موافق لعملية النزول.
أما شأن النزول هي الآيات النازلة لشرح وبیان وتوضيح الحوادث السابقة لغرض الاعتبار والتوضيح، فمثلا جاءت في القرآن الكريم مجموعة من الآيات المباركة تبین كيفية غزو الكعبة من قبل أصحاب الفيل.
فواقعة الفيل لم تكن في زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله )، وإنما في فترات سابقة، ولكن جاءت الآيات المباركة لتوضح هذه الأحداث وتشرحها للمسلمين، لكن الواحدي في أسباب النزول عمم شأن النزول إلى أكثر من ذلك وذكر ما معناه: إن شأن النزول بمعنی بیان الآية في أي مطلب نزلت، ولكن سبب النزول يعني السبب الموجب لنزول الآية وسبب النزول غالبا مقارنة لنزول الآية أما شأن النزول أعم من ذلك.(1)
 
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
قد يطرح هنا تساؤل مهم وهو أن الآيات النازلة بسبب حادثة أو واقعة معينة هل تبقى في حدود تلك الحوادث والوقائع أو أنها عامة لا تتخصص في حدود وقائع و حوادث معينة، فإذا ما قلنا: إن الآيات النازلة بسبب معين تنحصر في حدود ذلك السبب فسوف يصبح القرآن كتابة تاريخية ليس فيه طراوة تواكب التطورات الزمانية والمكانية مع أننا نجد خلاف ذلك، ولهذا يقول الإمام الباقر(عليه السلام ):
( يجري كما تجري الشمس والقمر...)(2)
 فهو ليس كتاب للماضين فقط وليس المخاطب فيه فقط من كان سبباً لنزوله أو معاصرا لذلك السبب وإلا لتعطلت أحكام القرآن إذا ما خصصنا أحكام السرقة والقذف والظهار بخصوص السبب مثلا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 4].
ولفظ المحصنات يشمل الزوجات وغيرهن، فالصحابة تعجبوا من ذلك ووقعوا في حيرة وتردد فجاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) وسألوه: یا رسول الله إذا رأى أحد منا رجلاً مع امرأته إن أخبر بما بری جلد ثمانين جلده وإن التمس أربعة شهداء قضي الرجل منها حاجته وانصرف فأنزل الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النور: 6، 7].
فإذا ما خصصنا هذا الحكم بخصوص السائلين لرسول الله (صلى الله عليه واله ) فسوف تتوقف أحكام القرآن عن التطبيق لعدم العمومية فيها وهذا يخالف الرسالة التي جاء بها القرآن بأنها بيان للناس كافة.
 
تعدد الأسباب والنازل واحد والعكس
توجد بعض الآيات قد تعددت أسباب نزولها، فالسبب يتكرر مما يستدعي نزول  الآية مرتين والذي يبرر ذلك تعظيم ورفع شأن الآية النازلة أو السورة.
ولهذا يقول الزر کشي:
ونزول الشيء أكثر من مرة قد يكون تعظيما لشأنه وتذكير به عند حدوث سببه خوف نسيانه.(3)
 ومثال ذلك سورة الإخلاص يقال: إنها نزلت مرتين، مرة في مكة و أخرى في  المدينة، كانت الأولی جوابا للمشتركين من أهل مكة، والانية جوابا لأهل الكتاب من أهل المدينة(4).
وقد يحدث العکس تعدد النازل والسبب واحد، وهذا ما قيل في سؤال أم سلمة لرسول الله (صلى الله عليه واله ): یا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله تعالی: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } [آل عمران: 195]
وأنزل أيضاً جواباً لأم سلمة : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 35].
 
الخلاصة
1- سبب النزول هو الحوادث الواقعة التي تنزل الآية لعلاجها، وشأن النزول هو الآيات الشارحة لجال الأمم السابقة.
 2- إن الآيات الناظرة لحادثة معينة لا يمكن أن تحصر بها فقط، بل تكون عامة لجميع الحوادث المشابهة، فلو قلنا: إن الآية ينحصر دورها في اليب الذي نزلت فيه لأصبح القرآن كتابة تاريخية .
3-  قد يحدث تكرر نزول الآية تبعا لتكرر سببه فيتعدد السبب، ولكن يبقى النازل واحداً، ووجه ذلك هو تعظيم ورفع لمنزلة تلك الآية، ومثال ذلك سورة الإخلاص .
4- وقد يتعدد النازل ويتحد السبب، مثاله ما قيل في سؤال أم سلمة لرسول الله (صلى الله عليه واله) یا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشي.
___________
1- أسباب النزول للواحدي 306.
2- بصائر الدرجات: 1، 196.
3- البرهان في علوم القرآن، الزركشي:1 ،29.
4- الإتقان، السيوطي: 1، 35.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معالجة الاسلام لآفة الزنا (14)
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
محمدعلي حسن
لا تعجب بعملك
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية في كتاب مناسك الحج للسيد السيستاني (ح 2)
إسلام سعدون النصراوي
زواج النورين
د. فاضل حسن شريف
كتاب الحج للشيخ السبحاني والقرآن الكريم (ح 7)
عبد الهادي حسني
أسعد الناس
د. فاضل حسن شريف
مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 11) (اهل البيت الأطهار)
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معطيات الزواج وتداعيات الزنا...
د. فاضل حسن شريف
مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 10) (اهل البيت الأطهار)
حسن الهاشمي
رفقا بالفرقة الناجية؟!
أقلام بمختلف الألوان
جوائز مسابقة كنز المعرفة لشهر أيّار 2024
منتظر جعفر الموسوي
ما الفرق بين موازنة البرامج وموازنة البنود؟