انطلاقاً من ضرورة الفائدة من مدرستي سيدا شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" الإمامين الحسن والحسين "عليهما السلام" الرائدتين اللتان رفدتا الساحة الإسلامية بشتى مجالات الحياة العلمية والمعرفية، حضر خدّام الإمامين الجوادين المجالس العزائية المُقامة في دار المرحوم الحاج جواد غانم الدباغ، حيث استهلت بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم بعدها ارتقى المنبر الخطيب الحسيني فضيلة السيد عادل الياسري، وتتبّع خلال سلسلة بحثه (امتيازات النهضة الحسينية وفقدان الأمة القدرة على التمييز)، مستشهداً بقول الإمام الحسين "عليه السلام": ( إنّ هذه الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها، فلم يبق منها إلا صُبابة كصابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأنّ الباطل لا يُنتهى عنه).
مبيناً أن تحركات الإمام الحسين "عليه السلام" هي منطلقات رسالية تحرّك فيها من جو الأنبياء "عليهم السلام" من خلال الدعوة والتركيز على مركزية التوحيد للمعبود، وتوكيد الدخول في طاعة الله عزّ وجلّ، كما انمازت بطابع السلمية، والاحتجاج بالدليل من خلال امتلاكه قوة البيان، لأنه "عليه السلام" هو أحد مصادر التشريع وترجمان القرآن.
وأشار إلى التداعيات التي واجهت حركة سيدا شباب أهل الجنة الإمامان الحسن والحسين "عليهما السلام" في نهضتهما الإصلاحية وهي: أن الأمة فقدت القدرة على التمييز، وأصيبت بشلل الإرادة، مما أدى إلى فقدانها القدرة على التغيير عندما وقفت صامتة أمام استشهاد الإمام الحسن "عليه السلام"، وصامتة أمام حرق الكعبة المُشرفة وهي قبلة المسلمين، وكذلك وقفت صامتة أمام واقعة الحَرّة في المدينة المنورة، وكلّ هذه التداعيات أدت إلى مقتل الإمام الحسن والإمام الحسين "عليهما السلام"، قرباناً لإحياء القرآن من جديد في كلّ النفوس وإشعال جذوة الحرية في العقل الإسلامي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المجلس العزائي يُقام في الساعة السابعة والنصف مساءً ويستمر خلال الأيام العشرة الأولى من شهر صفر المظفر.