أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-13
101
التاريخ: 10-10-2018
1149
التاريخ: 2023-07-05
642
التاريخ: 1-12-2016
949
|
( ... لِلظُّهْرِ ) مِنْ الْوَقْتِ ( زَوَالُ الشَّمْسِ ) عَنْ وَسَطِ السَّمَاءِ وَمَيْلُهَا عَنْ دَائِرَةِ نِصْفِ النَّهَارِ ( الْمَعْلُومِ بِزَيْدِ الظِّلِّ ) أَيْ زِيَادَتِهِ ، مَصْدَرَانِ لَزَادَ الشَّيْءُ ( بَعْدَ نَقْصِهِ ) وَذَلِكَ فِي الظِّلِّ الْمَبْسُوطِ ، وَهُوَ الْحَادِثُ مِنْ الْمَقَايِيسِ الْقَائِمَةِ عَلَى سَطْحِ الْأُفُقِ ، فَإِنَّ الشَّمْسَ إذَا طَلَعَتْ وَقَعَ - لِكُلِّ شَاخِصٍ قَائِمٍ عَلَى سَطْحِ الْأَرْضِ بِحَيْثُ يَكُونُ عَمُودًا عَلَى سَطْحِ الْأُفُقِ - ظِلٌّ طَوِيلٌ إلَى جِهَةِ الْمَغْرِبِ ، ثُمَّ لَا يَزَالُ يَنْقُصُ كُلَّمَا ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ السَّمَاءِ فَيَنْتَهِيَ النُّقْصَانُ إنْ كَانَ عَرْضُ الْمَكَانِ الْمَنْصُوبِ فِيهِ الْمِقْيَاسُ مُخَالِفًا لِمَيْلِ الشَّمْسِ فِي الْمِقْدَارِ وَيُعْدَمُ الظِّلُّ أَصْلًا إنْ كَانَ بِقَدْرِهِ ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ مَكَان يَكُونُ عَرْضُهُ مُسَاوِيًا لِلْمَيْلِ الْأَعْظَمِ لِلشَّمْسِ أَوْ أَنْقَصَ عِنْدَ مَيْلِهَا بِقَدْرِهِ وَمُوَافَقَتِهِ لَهُ فِي الْجِهَةِ .
وَيَتَّفِقُ فِي أَطْوَلِ أَيَّامِ السَّنَةِ تَقْرِيبًا فِي مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَمَا قَارَبَهَا فِي الْعَرْضِ ، وَفِي مَكَّةَ قَبْلَ الِانْتِهَاءِ بِسِتَّةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ يَحْدُثُ ظِلٌّ جَنُوبِيٌّ إلَى تَمَامِ الْمَيْلِ وَبَعْدَهُ إلَى ذَلِكَ الْمِقْدَارِ ، ثُمَّ يُعْدَمُ يَوْمًا آخَرَ .
وَالضَّابِطُ : أَنَّ مَا كَانَ عَرْضُهُ زَائِدًا عَلَى الْمَيْلِ الْأَعْظَمِ لَا يُعْدَمُ الظِّلُّ فِيهِ أَصْلًا ، بَلْ يَبْقَى عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ مِنْهُ بَقِيَّةٌ تَخْتَلِفُ زِيَادَةً وَنُقْصَانًا بِبُعْدِ الشَّمْسِ مِنْ مُمَاسَّةِ رُءُوسِ أَهْلِهِ وَقُرْبِهَا ، وَمَا كَانَ عَرْضُهُ مُسَاوِيًا لِلْمَيْلِ يُعْدَمُ فِيهِ يَوْمًا وَهُوَ أَطْوَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ ، وَمَا كَانَ عَرْضُهُ أَنْقَصَ مِنْهُ كَمَكَّةَ وَصَنْعَاءَ يُعْدَمُ فِيهِ يَوْمَيْنِ عِنْدَ مُمَاسَّةِ الشَّمْسِ لِرُءُوسِ أَهْلِهِ صَاعِدَةً وَهَابِطَةً ، كُلُّ ذَلِكَ مَعَ مُوَافَقَةٍ لَهُ فِي الْجِهَةِ كَمَا مَرَّ .
أَمَّا الْمَيْلُ الْجَنُوبِيُّ فَلَا يُعْدَمُ ظِلُّهُ مِنْ ذِي الْعَرْضِ مُطْلَقًا ، لَا كَمَا قَالَهُ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الذِّكْرَى - تَبَعًا لِلْعَلَّامَةِ - مِنْ كَوْنِ ذَلِكَ بِمَكَّةَ وَصَنْعَاءَ فِي أَطْوَلِ أَيَّامِ السَّنَةِ ، فَإِنَّهُ مِنْ أَقْبَحِ الْفَسَادِ.
وَأَوَّلُ مَنْ وَقَعَ فِيهِ الرَّافِعِيُّ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ ، ثُمَّ قَلَّدَهُ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَّا وَمِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ تَحْقِيقٍ لِلْمَحَلِّ ، وَقَدْ حَرَّرْنَا الْبَحْثَ فِي شَرْحِ الْإِرْشَادِ .
وَإِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْ الْمُصَنِّفُ هُنَا حُكْمَ حُدُوثِهِ بَعْدَ عَدَمِهِ لِأَنَّهُ نَادِرٌ ، فَاقْتَصَرَ عَلَى الْعَلَامَةِ الْغَالِبَةِ ، وَلَوْ عَبَّرَ بِظُهُورِ الظِّلِّ فِي جَانِبِ الْمَشْرِقِ كَمَا صَنَعَ فِي الرِّسَالَةِ الْأَلْفِيَّةِ - لَشَمِلَ الْقِسْمَيْنِ بِعِبَارَةٍ وَجِيزَةٍ .
( وَلِلْعَصْرِ الْفَرَاغُ مِنْهَا وَلَوْ تَقْدِيرًا ) بِتَقْدِيرِ أَنْ لَا يَكُونَ قَدْ صَلَّاهَا فَإِنَّ وَقْتَ الْعَصْرِ يَدْخُلُ بِمُضِيِّ مِقْدَارِ فِعْلِهِ الظُّهْرَ بِحَسْبِ حَالِهِ مِنْ قَصْرٍ ، وَتَمَامٍ ، وَخِفَّةٍ ، وَبُطْءٍ ، وَحُصُولِ الشَّرَائِطِ ، وَفَقْدِهَا بِحَيْثُ لَوْ اشْتَغَلَ بِهَا لَأَتَمَّهَا .
لَا بِمَعْنَى جَوَازِ فِعْلِ الْعَصْرِ حِينَئِذٍ مُطْلَقًا ، بَلْ تَظْهَرُ الْفَائِدَةُ لَوْ صَلَّاهَا نَاسِيًا قَبْلَ الظُّهْرِ ، فَإِنَّهَا تَقَعُ صَحِيحَةً إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِهَا الْمَذْكُورِ ، وَكَذَا لَوْ دَخَلَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّهَا ( وَتَأْخِيرُهَا ) أَيْ الْعَصْرِ إلَى ( مَصِيرِ الظِّلِّ ) الْحَادِثِ بَعْدَ الزَّوَالِ ( مِثْلُهُ ) أَيْ مِثْلُ ذِي الظِّلِّ وَهُوَ الْمِقْيَاسُ ( أَفْضَلُ ) مِنْ تَقْدِيمِهَا عَلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ ، كَمَا أَنَّ فِعْلَ الظُّهْرِ قَبْلَ هَذَا الْمِقْدَارِ أَفْضَلُ ، بَلْ قِيلَ بِتَعَيُّنِهِ بِخِلَافِ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ .
( وَلِلْمَغْرِبِ ذَهَابُ الْحُمْرَةِ الْمَشْرِقِيَّةِ ) وَهِيَ الْكَائِنَةُ فِي جِهَةِ الْمَشْرِقِ ، وَحَدُّهُ قِمَّةُ الرَّأْسِ .
( وَلِلْعِشَاءِ الْفَرَاغُ مِنْهَا ) وَلَوْ تَقْدِيرًا عَلَى نَحْوِ مَا قُرِّرَ لِلظُّهْرِ إلَّا أَنَّهُ هُنَا لَوْ شَرَعَ فِي الْعِشَاءِ تَمَامًا تَامَّةَ الْأَفْعَالِ فَلَا بُدَّ مِنْ دُخُولِ الْمُشْتَرَكِ وَهُوَ فِيهَا ، فَتَصِحُّ مَعَ النِّسْيَانِ بِخِلَافِ الْعَصْرِ .
( وَتَأْخِيرُهَا ) إلَى ذَهَابِ الْحُمْرَةِ ( الْمَغْرِبِيَّةِ أَفْضَلُ ) ، بَلْ قِيلَ بِتَعَيُّنِهِ كَتَقْدِيمِ الْمَغْرِبِ عَلَيْهِ أَمَّا الشَّفَقُ الْأَصْفَرُ وَالْأَبْيَضُ فَلَا عِبْرَةَ بِهِمَا عِنْدَنَا .
( وَلِلصُّبْحِ طُلُوعُ الْفَجْرِ ) الصَّادِقِ وَهُوَ الثَّانِي الْمُعْتَرِضِ فِي الْأُفُقِ .
( وَيَمْتَدُّ وَقْتُ الظُّهْرَيْنِ إلَى الْغُرُوبِ ) اخْتِيَارًا عَلَى أَشْهُرِ الْقَوْلَيْنِ لَا بِمَعْنَى أَنَّ الظُّهْرَ تُشَارِكُ الْعَصْرَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ، بَلْ يَخْتَصُّ الْعَصْرُ مِنْ آخِرِهِ بِمِقْدَارِ أَدَائِهَا ، كَمَا يَخْتَصُّ الظُّهْرُ مِنْ أَوَّلِهِ بِهِ .
وَإِطْلَاقُ امْتِدَادِ وَقْتِهِمَا بِاعْتِبَارِ كَوْنِهِمَا لَفْظًا وَاحِدًا إذَا امْتَدَّ وَقْتُ مَجْمُوعِهِ مِنْ حَيْثُ هُوَ مَجْمُوعٌ إلَى الْغُرُوبِ لَا يُنَافِي عَدَمَ امْتِدَادِ بَعْضِ أَجْزَائِهِ - وَهُوَ الظُّهْرُ - إلَى ذَلِكَ ، كَمَا إذَا قِيلَ : يَمْتَدُّ وَقْتُ الْعَصْرِ إلَى الْغُرُوبِ لَا يُنَافِي عَدَمَ امْتِدَادِ بَعْضِ أَجْزَائِهَا - وَهُوَ أَوَّلُهَا - إلَيْهِ .
وَحِينَئِذٍ فَإِطْلَاقُ الِامْتِدَادِ عَلَى وَقْتِهِمَا بِهَذَا الْمَعْنَى بِطَرِيقِ الْحَقِيقَةِ لَا الْمَجَازِ ، إطْلَاقًا لِحُكْمِ بَعْضِ الْأَجْزَاءِ عَلَى الْجَمِيعِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ .
( وَ ) وَقْتُ ( الْعِشَاءَيْنِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ) مَعَ اخْتِصَاصِ الْعِشَاءِ مِنْ آخِرِهِ بِمِقْدَارِ أَدَائِهَا ، عَلَى نَحْوِ مَا ذَكَرْنَاهُ فِي الظُّهْرَيْنِ .
( وَيَمْتَدُّ وَقْتُ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ) عَلَى أُفُقِ مَكَانِ الْمُصَلِّي وَإِنْ لَمْ تَظْهَرْ لِلْأَبْصَارِ .
|
|
حمية العقل.. نظام صحي لإطالة شباب دماغك
|
|
|
|
|
إيرباص تكشف عن نموذج تجريبي من نصف طائرة ونصف هليكوبتر
|
|
|
|
ستوفر فحوصات تشخيصية لم تكن متوفرة سابقا... تعرف على مميزات أجهزة المختبر في مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة
|
|
بالصور: تزامنا مع ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع).. لوحات مطرزة تزين الصحن الحسيني الشريف
|
|
بالفيديو: الاكبر في العراق.. العتبة الحسينية تنجز المرحلة الأولى من مدينة الثقلين لإسكان الفقراء في البصرة
|
|
ضمنها مقام التل الزينبي والمضيف.. العتبة الحسينية تعلن عن افتتاحها ثلاثة أجزاء من مشروع صحن العقيلة زينب (ع) خلال الفترة المقبلة
|