أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2017
![]()
التاريخ: 12-8-2017
![]()
التاريخ: 19-8-2017
![]()
التاريخ: 12-8-2017
![]() |
رأى الإمام (عليه السلام) أن يقيم الحجّة البالغة على أُولئك الوحوش قبل أن يقدموا على اقتراف الجريمة فدعا براحلته فركبها واتجه نحوهم فخطب فيهم خطابه التأريخي الحافل بالمواعظ والحجج فقد نادى بصوت عال يسمعه جلّهم :
أيّها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حقّ لكم عليّ وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم فان قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم عليَّ سبيل وان لم تقبلوا منّي العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثم امضوا إليَّ ولا تُنظرون إن ولّيي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين .. .
وحمل الأثير هذه الكلمات إلى السيدات من عقائل النبوة ومخدرات الرسالة فتصارخن بالبكاء فبعث إليهنّ أخاه العباس وابنه عليّاً وقال لهما : سكّتاهنّ فلعمري ليكثر بكاؤهنّ ولما سكتن استرسل في خطابه فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على جدّه الرسول (صلى الله عليه واله) وعلى الملائكة والأنبياء وقال في ذلك : ما لا يحصى ذكره ولم يسمع لا قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه .
وكان مما قاله : أيّها الناس ان الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور من غرّته والشقيّ من فتنته فلا تغرنّكم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلّ بكم نقمته فنعم الرب ربّنا وبئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول (صلى الله عليه واله) ثم أنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبّاً لكم ولما تريدون إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبُعداً للقوم الظالمين .
لقد وعظ الإمام (عليه السلام) أعداءه بهذه الكلمات التي تمثّل هدي الأنبياء ومحنتهم في أممهم لقد حذّرهم من فتنة الدنيا وغرورها وأهاب بهم من التورّط في قتل عترة نبيّهم وذريّته وانّهم بذلك يستوجبون العذاب الأليم والسخط الدائم ثم استرسل الإمام الممتحن في خطابه فقال : أيّها الناس : انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربّه أو ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي أو ليس جعفر الطيّار عمّي أو لم يبلغكم قول رسول الله (صلى الله عليه واله) لي ولأخي هذان سيّدا شباب أهل الجنّة فان صدّقتموني بما أقول : وهو الحقّ والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضرّ به من اختلقه وإن كذّبتموني فان فيكم من إذا سألتموه أخبركم سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وابا سعيد الخدري وسهل ابن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم انّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه واله) لي ولأخي أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي .. .
وكان خليقاً بهذا الخطاب المشرق أن يرجع لهم حوازب عقولهم ويردّهم عن طغيانهم فقد وضع الإمام النقاط على الحروف ودعاهم إلى التأمل ولو قليلاً ليمعنوا في شأنه أليس هو حفيد نبيّهم وابن وصيه وهو سيّد شباب أهل الجنة كما أعلن ذلك جدّه الرسول (صلى الله عليه واله) وفي ذلك حصانة له من سفك دمه وانتهاك حرمته ولكن الجيش الأموي لم يع هذا المنطق فقد خلد إلى الجريمة واسودّت ضمائرهم وحيل بينهم وبين ذكر الله.
وتصدّى لجواب الإمام شمر بن ذي الجوشن وهو من الممسوخين فقال له : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول .. .
وحقاً انه لم يع ما يقول الإمام فقد ران على قلبه الباطل وغرق في الاثم وقد أجابه حبيب بن مظاهر وهو من أعلام الهدى والصلاح فقال له : والله انّي لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك .. .
والتفت الإمام إلى قطعات الجيش فخاطبهم : فإن كنتم في شكّ من هذا القول أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيكم فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري فيكم ولا في غيركم ويحكم أتطلبونني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو بقصاص جراحة .. .
وغدوا حيارى لا يملكون جواباً لردّه ثم التفت الإمام إلى قادة الجيش الذين دعوه بالقدوم إلى مصرهم فقال لهم : يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحرث ألم تكتبوا إليَّ ان قد أينعت الثمار وأخضر الجناب وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة ... .
وأنكر أُولئك الخونة كتبهم وما عاهدوا عليه الله من نصرهم للإمام فقالوا له لم نفعل ذلك .. .
وبهر الإمام من ذلك وراح يقول : سبحان الله !! بلى والله لقد فعلتم .. .
وأعرض الإمام عنهم ووجّه خطابه إلى جميع قطعات الجيش قائلاً : أيّها الناس : إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمني من الأرض .. .
وتصدّى لجوابه قيس بن الأشعث وهو من رؤوس المنافقين وقد خلع كل شرف وحياء فقال له :
أو لا تنزل على حكم بني عمّك فانّهم لن يروك إلاّ ما تحبّ ولن يصل إليك منهم مكروه .. .
فردّ عليه الإمام قائلاً : أنت أخو أخيك أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد عباد الله إنّي عذت بربي وربّكم أن ترجمون أعوذ بربّي وربّكم من كل متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب ... .
ومثلت هذه الكلمات عزّة الأحرار وشرف الأباة ولم تنفذ إلى قلوب أُولئك الجفاة الذين غرقوا في الجهل والآثام.
وتكلّم أصحاب الإمام مع معسكر ابن زياد وأقاموا عليهم الحجّة وذكّروهم بجور الامويين وما أنزلوه بهم من الجور والاستبداد ولم تُجدِ معهم النصائح شيئاً وراحوا يفخرون بنصرتهم لابن مرجانة وقتالهم لريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله).
|
|
اكتشاف الخرف مبكرا بعلامتين.. تظهران قبل 11 عاما
|
|
|
|
|
العراق يفوز بمنصب نائب رئيس لجنة الشرق الأوسط لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة
|
|
|
|
|
مجمع العلقمي يقدم خدمات متعددة لزائري النصف من شعبان
|
|
|