أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016
4952
التاريخ: 22-8-2016
3033
التاريخ: 22-8-2016
2897
التاريخ: 15-04-2015
3005
|
بويع هشام بن عبد الملك في اليوم الذي هلك فيه أخوه يزيد وهو يوم الجمعة لخمس بقين من شوال سنة 105هـ وهو أحول بني أمية وكان حقودا على ذوي الاحساب العريقة ومبغضا لكل شريف وفيه يقول الشاعر :
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد وعين له حولاء باد عيوبها
ومن مظاهر ذاته البخل فكان يقول : ضع الدرهم على الدرهم يكون مالا وقد جمع من المال ما لم يجمعه خليفة قبله وقال : ما ندمت على شيء ندامتي على ما أهب أن الخلافة تحتاج إلى الأموال كاحتياج المريض إلى الدواء ودخل إلى بستان له فيها فاكهة فجعل أصحابه يأكلون من ثمرها فأوعز إلى غلامه بقلع الأشجار وزراعة الزيتون لئلا يأكل منه أحد وكان له قباء أخضر كان يلبسه أميرا وخليفة ووصفه اليعقوبي بانه بخيل فظ ظلوم شديد القسوة بعيد الرحمة طويل اللسان وكان شديد البغض للعلويين وهو الذي قتل زيد بن علي وتعرض الامام أبو جعفر (عليه السلام) في عهده إلى ضروب من المحن والآلام .. .
[ومن تلك الالام ] أمر الطاغية عامله على يثرب بحمل الامام إلى دمشق وقد روى المؤرخون .. إن الامام (عليه السلام) لما انتهى إلى دمشق وعلم هشام بقدومه أو عز إلى حاشيته إنه ان دخل عليه الامام قابلوه بمزيد من التوهين والتوبيخ عند ما ينتهي حديثه معه ودخل الامام (عليه السلام) على هشام فسلم على القوم ولم يسلم عليه بالخلافة فاستشاط غضبا وأقبل على الامام (عليه السلام) فقال له : يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم أنه الامام سفها وقلة علم ؛ وسكت هشام فانبرى عملاؤه فجعلوا ينالون من الامام ويسخرون منه ووثب (عليه السلام) فقال : أيها الناس : أين تذهبون؟ وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا وليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة والعاقبة للمتقين .. .
وخرج (عليه السلام) وقد ملأ نفوسهم حزنا وأسى ولم يستطيعوا الرد على منطقه الفياض.
وازدحم أهل الشام على الامام وهم يقولون : هذا ابن أبي تراب! وكانوا ينظرون إليه نظرة حقد وعداء فرأى (عليه السلام) أن يهديهم الى سواء السبيل ويعرفهم بحقيقة أهل البيت فقام فيهم خطيبا فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم قال : اجتنبوا أهل الشقاق وذرية النفاق وحشو النار وحصب جهنم عن البدر الزاهر والبحر الزاخر والشهاب الثاقب وشهاب المؤمنين والصراط المستقيم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو يلعنوا كما لعن أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا .. ثم قال بعد كلام له : أبصنوَ رسول الله (صلى الله عليه واله) ـ يعني الامام امير المؤمنين ـ تستهزئون أم بيعسوب الدين تلمزون؟ وأي سبل بعده تسلكون؟ وأي حزن بعده تدفعون هيهات برز ـ والله ـ بالسبق وفاز بالخصل واستولى على الغاية واحرز على الختار فانحسرت عنه الابصار وخضعت دونه الرقاب وفرع الذروة العليا فكذب من رام من نفسه السعي واعياه الطلب فانى لهم التناوش من مكان بعيد وأنشد :
اقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
اولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وان عاهدوا أوفوا وان عقدوا شدوا
فأنى يسد ثلمة أخي رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ شفعوا وشقيقه إذ نسبوا ونديده إذ قتلوا وذي قرنى كنزها إذ فتحوا ومصلي القبلتين إذ تحرفوا والمشهود له بالأيمان إذ كفروا وللمدعي لبذ عهد المشركين إذ نكلوا والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا والمستودع الاسرار ساعة الوداع .. .
وأكبر الظن ان هذه الفقرات مقتطفات من خطابه وهي وإن كانت متقطعة إلا أنها قد عنت بنشر مآثر أهل البيت والتدليل على فضائلهم أمام ذلك المجتمع الذي تربى على عدائهم وبغضهم.
لما ذاع فضل الامام بين أهل الشام أمر الطاغية باعتقاله في السجن وقد احتف به السجناء وهم يتلقون من علومه وآدابه وخشي مدير السجن من الفتنة فبادر إلى هشام فأخبره بذلك فأمره بإخراجه من السجن وارجاعه إلى بلده .
|
|
لتجنب "بكتيريا قاتلة".. تحذير من أطعمة لا يجب إعادة تسخينها
|
|
|
|
|
الهند تنجح بإطلاق صاروخ باليستي من غواصة نووية
|
|
|
|
|
شعبة فاطمة بنت أسد تقيم برنامج زينة الحياة القرآني للأطفال
|
|
|