المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9120 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

محمد بن الحسن بن جُمهور القُمِّي الكاتب
13-08-2015
خيثمة بن سليمان بن جندرة
7-8-2017
عمر الأطرف ابن أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده
10-02-2015
غزوة بني النضير
2-4-2022
seme (n.)
2023-11-14
قريش تصرّ على إلغاء أحد بنود المعاهدة
7-6-2017


هشام بن عبد الملك  
  
3292   06:59 مساءاً   التاريخ: 23-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص56-60.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

بويع هشام بن عبد الملك في اليوم الذي هلك فيه أخوه يزيد وهو يوم الجمعة لخمس بقين من شوال سنة 105هـ وهو أحول بني أمية وكان حقودا على ذوي الاحساب العريقة ومبغضا لكل شريف وفيه يقول الشاعر :

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد     وعين له حولاء باد عيوبها

ومن مظاهر ذاته البخل فكان يقول : ضع الدرهم على الدرهم يكون مالا وقد جمع من المال ما لم يجمعه خليفة قبله وقال : ما ندمت على شيء ندامتي على ما أهب أن الخلافة تحتاج إلى الأموال كاحتياج المريض إلى الدواء ودخل إلى بستان له فيها فاكهة فجعل أصحابه يأكلون من ثمرها فأوعز إلى غلامه بقلع الأشجار وزراعة الزيتون لئلا يأكل منه أحد وكان له قباء أخضر كان يلبسه أميرا وخليفة ووصفه اليعقوبي بانه بخيل فظ ظلوم شديد القسوة بعيد الرحمة طويل اللسان وكان شديد البغض للعلويين وهو الذي قتل زيد بن علي وتعرض الامام أبو جعفر (عليه السلام) في عهده إلى ضروب من المحن والآلام .. .

[ومن تلك الالام ] أمر الطاغية عامله على يثرب بحمل الامام إلى دمشق وقد روى المؤرخون .. إن الامام (عليه السلام) لما انتهى إلى دمشق وعلم هشام بقدومه أو عز إلى حاشيته إنه ان دخل عليه الامام قابلوه بمزيد من التوهين والتوبيخ عند ما ينتهي حديثه معه ودخل الامام (عليه السلام) على هشام فسلم على القوم ولم يسلم عليه بالخلافة فاستشاط غضبا وأقبل على الامام (عليه السلام) فقال له : يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم أنه الامام سفها وقلة علم ؛ وسكت هشام فانبرى عملاؤه فجعلوا ينالون من الامام ويسخرون منه ووثب (عليه السلام) فقال : أيها الناس : أين تذهبون؟ وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا وليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة والعاقبة للمتقين .. .

وخرج (عليه السلام) وقد ملأ نفوسهم حزنا وأسى ولم يستطيعوا الرد على منطقه الفياض.

وازدحم أهل الشام على الامام وهم يقولون : هذا ابن أبي تراب! وكانوا ينظرون إليه نظرة حقد وعداء فرأى (عليه السلام) أن يهديهم الى سواء السبيل ويعرفهم بحقيقة أهل البيت فقام فيهم خطيبا فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم قال : اجتنبوا أهل الشقاق وذرية النفاق وحشو النار وحصب جهنم عن البدر الزاهر والبحر الزاخر والشهاب الثاقب وشهاب المؤمنين والصراط المستقيم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو يلعنوا كما لعن أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا .. ثم قال بعد كلام له : أبصنوَ رسول الله (صلى الله عليه واله) ـ يعني الامام امير المؤمنين ـ تستهزئون أم بيعسوب الدين تلمزون؟ وأي سبل بعده تسلكون؟ وأي حزن بعده تدفعون هيهات برز ـ والله ـ بالسبق وفاز بالخصل واستولى على الغاية واحرز على الختار فانحسرت عنه الابصار وخضعت دونه الرقاب وفرع الذروة العليا فكذب من رام من نفسه السعي واعياه الطلب فانى لهم التناوش من مكان بعيد وأنشد :

اقلوا عليهم لا أبا لأبيكم           من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

اولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا  وان عاهدوا أوفوا وان عقدوا شدوا

فأنى يسد ثلمة أخي رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ شفعوا وشقيقه إذ نسبوا ونديده إذ قتلوا وذي قرنى كنزها إذ فتحوا ومصلي القبلتين إذ تحرفوا والمشهود له بالأيمان إذ كفروا وللمدعي لبذ عهد المشركين إذ نكلوا والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا والمستودع الاسرار ساعة الوداع .. .

وأكبر الظن ان هذه الفقرات مقتطفات من خطابه وهي وإن كانت متقطعة إلا أنها قد عنت بنشر مآثر أهل البيت والتدليل على فضائلهم أمام ذلك المجتمع الذي تربى على عدائهم وبغضهم.

لما ذاع فضل الامام بين أهل الشام أمر الطاغية باعتقاله في السجن وقد احتف به السجناء وهم يتلقون من علومه وآدابه وخشي مدير السجن من الفتنة فبادر إلى هشام فأخبره بذلك فأمره بإخراجه من السجن وارجاعه إلى بلده .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.