Legionella Spp.

وهي عبارة عن عصيات هوائية سالبة لصبغة جرام ولا تكون أبواغاً ويبلغ عرضها حوالي 0.9 – 0.3 ميكرومتر وطولها حوالي 2.0 – 1.5 ميكرومتر، وغالباً ما تتواجد انواع هذا الجنس البكتيري على هيئة عصيات مكورة عند الفحص المجهري المباشر للعينات السريرية وتكون متفاوتة الأطوال بعد تلقيحها المجهري المباشر للعينات السريرية وتكون متفاوتة الأطوال بعد تلقيحها على الوسط الغذائي المناسب ، وقد تكون خيطية طويلة ليصل طولها إلى أكثر من 20 ميكرومتر. يتم صبغ هذه الخلايا البكتيرية باستعمال أحد تقنيات الصبغ التالية :  Diff – Quik أو Giemsa أو Gram – Weigert . يعتبر اكتشاف الجنس البكتيري  Legionella Spp من التطورات التي حدثت في علم البكتيريا حيث أن تواجد أعداد كبيرة من هذا الجنس البكتيري في البيئة المائية التي يتعامل معها الإنسان بطريقة مباشرة قد يؤدي لاحتمالية تفشي وباء يعرف بمرض المحاربين القدامى legionnaires الذي قد يتفشى في المستشفيات والفنادق والمنتجعات وغيرها مما تطلب ضرورة اعتماد طرق كشف معملية جديدة أكثر دقة وحساسية من الطرق التقليدية حيث أن سرعة الكشف عن الجنس البكتيري الممرض يتيح فرصة السيطرة على تفشي المرض قبل استفحاله. في سنة 1976 انتشر وباء الالتهاب الرئوي وسط مجموعة من المحاربين القدامى كانوا مجتمعين في احتفال تكريمي لهم في ولاية فيلادلفيا وسمى هذا الوباء بمرض المحاربين القدامى (مرض الفيلق) حيث بلغ عد الحالات المصابة 182 حالة توفي منهم 29 حالة ومع بداية عام 1977 استطاع الدكتور جوزيف ما كداد التابع لمرز مكافحة الأمراض السارية CDC عزل الكائن المسبب وبذلك أضيفت عائلة جديدة لعلم البكتيريا وهي عائلة Legionellaceae . وفي سنة 1979 قام مجموعة من العلماء من بينهم الدكتور ما كداد بوضع تصنيف لأجناس البكتيريا التي تصنف تحت هذه العائلة وكان من بينهم النوع البكتيري L. Pneumophila المسببة للوباء سالف الذكر وحالياً يبلغ عدد الأجناس التي صنفت تحت هذه العائلة حوالي 41 جنس يتم عزلهم من عينات سريرية وعينات بيئية (يعتبر النوع البكتيري L. pneumophila SG1 الممرض للإنسان) حيث لهذه البكتيريا القدرة على التواجد في البيئات المائية والبيئات الرطبة والنمو في درجات الحرارة المختلفة 63-0 درجة مئوية كما تفضل النمو في معدل الأس الهيدروجيني ما بين 8.5-5.

الجنس البكتيري Legionella Spp

الامراضية :

تنتشر الإصابات بهذا الجنس البكتيري بصورة كبيرة بين الفئة العمرية    70-50 سنة من الرجال ويعتبر التدخين وأمراض الخلل المناعي (مرضى زراعة الأعضاء ومرضى السرطان) من اهم مسببات الإصابة. حوالي 50% من حالات الإصابة بالنوع بالكتيري L.pneumophila SGI تظهر عليها أعراض الإلتهاب الرئوي والبعض الآخر يصاب بحمى تشبه الإصابة بالأنفلونزا ويسمى Pontiac fever وتعتمد هذه البكتيريا في تكاثرها على تواجد كائنات دقيقة أخرى في الوسط البيئي الذي تنمو فيه حيث اظهرت الدراسات أن هذا النوع من البكتيريا يمكنه أن يبقى لفترات طويلة عند تنميته في مياه معقمة دون أن يتضاعف عددياً كما لوحظ أنه يتضاعف عند تواجد الطحالب ويتوقف تضاعفه عند التخلص من هذه الطحالب وبإمكان هذا الجنس البكتيرية المتواجدة في الغشاء الحيوي biofilm الذي يوفر العناصر الغذائية اللازمة للنمو ويحميها من الظروف الخارجية بما في ذلك عمليات التطهير وحيث أن اختبارات الكشف عن وجود هذا الجنس البكتيري لا يعد من الاختبارات الروتينية ، فإن تواجدها غالباً ما يحدد فقط بعد ظهور الإصابات . وأن تواجد الجنس البكتيري Legionella Spp الشائع في المياه كلفورا طبيعية يجعل من غير المجدي اعتماد اختبارات الكشف عنها كإختبار روتيني لتحديد وجودها حيث أن النتيجة الموجية لا تعنى بالضرورة احتمالية حدوث الإصابة وبالتالي فإنها ستكون نتيجة مضللة مما سينتج عن ذلك إتخاذ تدابير تصحيحية مكلفة من الناحية المادية كما ان النتيجة السالبة المضللة لا تعنى بالضرورة خلو هذه المياه من التلوث وبالتالي فإنها قد تؤدي إلى الآمان في حين أن المياه ملوثة كما أن المستعمرات البكتيرية لهذا الجنس البكتيري قد لا تظهر عند تنمية النوع الممرض من هذه البكتيريا في الوسط الغذائي المتعارف عليه.

آلية الإصابة بالجنس البكتيري Legionella Spp.

تعتبر المياه ضرورية لاستمرار الحياة وعند تلوثها بالنوع البكتيري L. pneumophila فقد تكون مهددة لهذه الحياة، حيث أن هذه الجراثيم يمكن أن تنمو في الأنابيب غير النظيفة والمياه الراكدة عند درجة حرارة ما بين 55-25 درجة مئوية وعند استنشاق رذاذ هذه المياه الملوثة فقد يؤدي ذلك إلى مرض الفيلق الخطير. تم تحديد وجود إصابات بهذا الجنس البكتيري في شمال وجنوب أمريكا واستراليا ونيوزلندا ومعظم دول أوروبا وكذلك أفريقيا ، وبالرغم من أن هذا الجنس بالكتيري منتشر بشكل كبير جغرافياً إلا أن أغلب هذه الإصابات تم تحديدها والكشف عليها في الدول المتقدمة حيث تتواجد انظمة تدوير المياه (recirculating water system) بشكل أكبر مما في الدول النامية أو قد يعود ذلك لقلة المعلومات حول تواجد هذا الجنس البكيري في الدول النامية وذلكل عدم وجود قاعدة بيانات في هذه الدول. إن تعرض الإنسان مباشرة للمصادر الملوثة بهذا النوع من الجنس البكتيري قد يؤدي إلى حدوث الاصابة وأن حالات تفشى المرض التي ظهرت كانت نتيجة للتعرض للمياه الملوثة كأبراج التبريد أو من مكونات شبكة توزيع المياه. وتعتبر أبراج تبريد المياه عن طريق أنظمة تكييف الهواء من اهم مصادر حدوث الإصابات حيث ينتج عن ذلك حدوث إصابات كثيرة من الناحية العددية في فترة زمنية قصيرة ومن النادر حدوث الإصابات نتيجة التعرض لمياه شبكات التوزيع أو غلايات المياه.

يمكن علاج الحالات المصابة بتناول المضادات الحيوية من مجموعة macrolides مثل المضاد الحيوي erythromycin أو المضاد الحيوي clarithromycin. وكعلاج بديل يمكن استعمال المضادات الحيوية من مجموعة fluoroquinolones مثل المضاد الحيوي viprogloxacin أو المضاد الحيوي levofloxacin كما يمكن إضافة المضاد الحيوي rifampicin في حالات الإصابة الشديدة.

التشخيص المعملي :

يتم التشخيص المعملي للإصابة بهذا الجنس البكتيري من خلال :

• المزرعة البكتيرية.
• الكشف على المستضد.
• الكشف على الأجسام المضادة.
• الكشف على الجينوم.

ــ الوسط الغذائي buffered charcoal yeast extract agar (BCYE) :

المستعمرات البكتيرية النامية تظهر بعد تحضين عينات إصابات الجهاز التنفسي مثل (البصاق أو غسيل الرئة bronchoalveolar lavage fluid) لمدة 10-3 أيام ، وهذه المستعمرات النامية ستعطي نتيجة 100% على أنها البكتيريا الممرضة حيث أنها لا تتواجد كفلورا طبيعية.

يحتاج الجناس البكتيري لتنميته معملياً لوسط غذائي يحتوي على الحمض الأميني L-cysteine وأملاح الحديد وهذا ما يتوفر في الوسط الغذائي BCYE ولا يمكن تنميته على الوسط الغذائي blood agar أو أي نوع آخر من الأوساط الغذائية التقليدية التي تستعمل لعزل البكتيريا المسببة لأمراض الجهاز التنفسي. نمو المستعمرات البكتيرية على طبق BCYE مع عدم نموها على الوسط الغذائي blood agar يعطي نتيجة افتراضية على وجود احد انواع الجنس البكتيري Legionella Spp مما يساعد في حالات تشخيص الإصابة بالالتهاب الرئوي ويشاركها في هذه الخاصية الجنس البكتيري francisella Spp إلا أن الفارق بينهم أن للجنس البكتيري Legionella Spp القدرة على تخمير سكر اللاكتوز كما أن اختبار تحلل sodium hipporate قد يعطى نتيجة افتراضية على وجود النوع البكتيري L. pneumophila في العينات السريرية وهذا ما يميزها عن الأنواع البكتيرية الأخرى لنفس الجنس .

نمو الجنس البكتيري Legionella Spp على الوسط الغذائي BCYE وانعدام النمو على الوسط الغذائي blood agar .

ــ الكشف على المستضد : يمكن الكشف السريع على إصابات النوع البكتيري L. pneumophila تحديد وجود هذا المستضد في عينة البول (وهو اختبار سريع ويعطي نتائج حساسة ومحددة sensitive & specific) ، او عينات الجهاز التنفسي فيمكن الكشف على المستضد للجنس البكتيري L. pneumophila SGI باستخدام تقنية direct immunofluorescence وهو أقل حساسية من اختبار عينة البول.

ــ الكشف على الأجسام المضادة : يمكن الكشف على الأجسام المضادة التي يطلقها الجهاز المناعي عند الإصابة بالجنس البكتيري Legionella Spp بعدة اختبارات مصلية لعينات الدم. فإن ارتفاع معدلات الأجسام المضادة antibody titer لأربع أضعاف مع وجود الأعراض دليل تشخيص كاف على الإصابة. وقد تتأخر الإستجابة المناعية (تكون الأشخاص المضادة لمدة قد تصل إلى 6 أسابيع إن لم ينعدم وجودها في بعض الأشخاص المصابين. إن تحديد وجود الأجسام المضادة IgM قد لا يعني بالضرورة إن الإصابة حادة acute infection حيث من الممكن تواجد هذه الأجسام بعد عدة شهور. ما يعيب هذا الإختبار هو حدوث التفاعل التداخلي cross reactions وتحديداً مع الجنس البكتيري. Campylobacter Spp .

ــ الكشف على الجينوم : يمكن استعمال تقنية PCR لتحديد وجود الجنس البكتيري Legionella Spp مما يتيح السرعة في تشخيص الإصابة ، إلا أن هذه التقنية مكلفة من الناحية المادية.