المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تحضير معوضات 4،3،1-اوكسادايازول
2024-05-06
شعر لأبي الحسن ابن عيسى
2024-05-06
شعر لأبي الحسين النفزي
2024-05-06
معوض 1-فورميل هيدرازيد
2024-05-06
معوضات الهيدرازيد
2024-05-06
شعر لأبي الصلت الأندلسي
2024-05-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مبادئ التنمية وموانعها وآفاتها  
  
2140   12:58 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص299-314
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2022 1090
التاريخ: 24-11-2016 3188
التاريخ: 2024-01-31 335
التاريخ: 19-4-2016 1745

لا ريب أن ملاحظة العناصر التي ادرجت تحت عنوان مبادئ التنمية الاقتصادية أو موانعها وآفاتها سيثير للوهلة الاولى حفيظة الاقتصاديين في العالم المعاصر، ويبعث على دهشتهم، ويرسم في أذهانهم الاستفهام التالي : ترى ماهي الصلة بين هذه العناصر وبين التنمية الاقتصادية؟ بل سيكون منطق هؤلاء: إن عددا مما جاء بعنوان مبادئ التنمية واُسسها ليس فقط لا يساهم في التنمية الاقتصادية، بل يدخل في عداد الموانع والآفات. وبالعكس إن عددا مما اندرج بعنوان الموانع أو الآفات ليس فقط لا يضر بمسار التنمية الاقتصادية، بل يعد من مقدماته.

فأمور كمثل الاعتقاد بالرازقية وأن الله سبحانه هو الرزاق وهو الذي يقدر للناس أرزاقهم، والحث على الزهد والقناعة وعدم الحرص في تحصيل الثروة، ثم التأكيد على أن الحرص الشديد لا يزيد في الرزق المقدر، والإيمان بتأثير التقوى والتوكل في ازدياد الدخل وتنامي الثروة؛ كل هذه الامور وما شابهها تؤدي إلى وأد الأمل بازدياد الرفاه المعيشي من خلال بذل المزيد من الجهد والعمل، ومن ثم ينبغي أن تدرج في نطاق موانع التنمية الاقتصادية وآفاتها.

كما يفضي منطق الاقتصاد المعاصر إلى أن عناصر مثل الربا، والحرص، والتكاثر ليست من موانع التنمية الاقتصادية وآفاتها وحسب، بل هي من مقدماتها ومقوماتها!

تُملي هذه المفارقة بيان الصلة بين هذه العناصر وعملية التنمية، قبل الولوج في النصوص الإسلامية ذات العلاقة بتحديد مبادئ التنمية الاقتصادية وموانعها وآفاتها، كما تفرض تفسير بعض العناوين خاصة للفئة التي لا تعرف لغة القرآن والحديث وتجهل منطقهما، من خلال النقاط التالية:

1- القيم والتنمية :

لتوضيح طبيعة العلاقة القائمة بين مبادئ التنمية وموانعها وآفاتها وبين التنمية الاقتصادية من المنظور الإسلامي، من المفيد التذكير بالنقاط التالية - مضافا لما مرت إليه الإشارة في مدخل الكتاب من تأثير القيم المعنوية ودورها في التنمية:

أ - تخطي دائرة العلم المعاصر :

تبرز النقطة الاولى في تأثير الامور المعنوية ودورها في التنمية الاقتصادية بتخطي هذه العلاقة لمستوى العلم الإنساني المعاصر، ومن ثم لا يمكن تقديم تحليل مبدئي لمثل هذه المسائل إلا في إطار الرؤية الكونية. على ذلك لا ينبغي أن نترقب من الفئات التي تعرض اطروحاتها الاقتصادية انطلاقا من الرؤية الكونية المادية ومرجعيتها الفكرية والقيمية، أن تؤمن بتأثير القيم المعنوية في الاقتصاد. ما يمكن أن نقدمه بجلاء في جواب من ينكر انفعال الماديات وتأثرها بالمعنويات، هو جواب القرآن الكريم نفسه: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}[يونس: 39].

أجل، لقد تشبث اولئك بإنكار ما لم يقع في دائرة علمهم، مع أنهم لو تلبثوا قليلا لأدركوا أن العقل لا يسمح لهم بإنكار ما يجهلونه وما لا يعرفونه.

إن عدم اكتشاف التأثير المتبادل للقيم المعنوية وما يضادها على مسار التنمية الاقتصادية، لا يمكن أن يكون دليلا على عدم تأثيرها؛ لأن عدم العلم لا يصح دليلا للإنكار. من هنا يفتقد إنكار دور القيم في التنمية لمرتكزه في العقل كما لا يوجد له أي أساس علمي، إنما ينشأ من جهل المنكر وحسب. على ضوء الرؤية الكونية الإسلامية، تنتهي جميع الظواهر إلى علة العلل وتؤول إلى الموجد الحقيقي، وهو الله سبحانه؛ لا فرق بين الأسباب المادية والمعنوية، بل يمكن في إطار هذه الرؤية أن تنبثق المعنوية من صميم المادية وأن تنبع المادية من أحشاء المعنوية، كما أوضحنا ذلك من قبل(1).

يمكن القول بصيغة اخرى‏: إن تجسد القيم الإنسانية على أرض الواقع كما يكون باعثا على التنمية السياسية والثقافية والاجتماعية، فهو يعد في الرؤية الكونية الإسلامية أحد مجاري الإمداد الغيبي الإلهي التي تغذي ظاهرة التنمية الاقتصادية وتمدها بأسباب النمو والازدهار.

هذه مضامير الحياة مفتوحة على هذه الحقيقة الرحبة، ومن شاء فليجرب(2). ثم هذا هو المسرح التأريخي حافل بحوادث، ويضم بين دفتيه ظواهر كثيرة من حياة الأفراد والامم لا سبيل إلى تفسيرها بالأسباب والعلل المادية المحضة.

ب - الصلة الجلية بين جزء من القيم والتنمية :

ما ينبغي الالتفات إليه، أن صلة المبادئ المعنوية وما يضادها بالتنمية ليست بالأمر الغامض على مستوى جميع تلك المبادئ والموانع؛ فارتباط بعض المبادئ المعنوية - مثل الزكاة والخمس والصدقة والوقف والنذر - بالتنمية هو من الامور الجلية التي لا تحتاج إلى توضيح. وكذلك الحال في صلة بعض الخصال السلبية المضادة للقيم بالتخلف، كما هو شأن الظلم والاحتكار.

على أن لهذه الامور - بالإضافة إلى الدور الإيجابي أو السلبي الذي تلعبه في الحياة المعنوية للإنسان - تأثيرا مباشرا تتركه على طبيعة توزيع الثروة، حتى راحت الدراسات التجريبية في كثير من البلدان النامية تشير في الوقت الحاضر إلى التأثير الإيجابي لتعديل توزيع الثروة على النمو الاقتصادي.

من هذا المنطلق، يلحظ عناية حتى المجتمعات الرأسمالية الآن بتأمين احتياجات المعوزين عبر توسعة أنظمة التأمين الاجتماعي وتعميمها، بالرغم من أن هذه المدرسة لم تكن تؤمن في بواكيرها الاولى بأن تأمين مثل هذه الاحتياجات يدخل في ضرورات الازدهار الاقتصادي(3).

ج - العلاقة غير المباشرة بين بعض القيم والتنمية:

مضافا لما سلفت إليه الإشارة، ثَمّ دور غير مباشر لعدد آخر من العناصر القيمية المعنوية في التنمية والازدهار الاقتصادي لا يمكن إنكاره، لا فرق بين تلك التي تدخل في نطاق التربية الروحية وحدها أو التي لها أثر على ضمان سلامة جسم الإنسان وتقويته.

على نحو عام، إن الارتباط بالله سبحانه، والفيء إلى المعنويات والانس بأجوائها، وتجنب الخصال الذميمة المنافية للقيم الأخلاقية والعملية، والتحلي بروح المثابرة وإتقان العمل، والاتصاف بالأمانة والصلاح؛ كل هذه عناصر تقوي التضامن الاجتماعي في بنيان المجتمع، وتساهم في خلق الأجواء الملائمة لترسيخ الأمن والاستقرار والعدالة فيه؛ مما يعد شروطا لابد منها لانطلاق التنمية وتحقق الازدهار الاقتصادي بأي شكل كان(4).

2- التقدير والتنمية :

الله هو الرزّاق ؛ رزّاق الإنسان وكل الكائنات الحية وما يدب في هذا الوجود الرحيب... فما من دابة إلا وقد قدر لها الله رزقها، وهو سبحانه شاء أن يبسط الرزق ويقبضه بمقتضى حكمته، ولأجل ابتلاء الإنسان وامتحانه، فلا حرص الحريص يزيد الإنسان من الرزق المقدر له، كما لا

يرده عنه كراهية كاره، وإن بمقدور الإنسان أن يرزق بتقوى الله والتوكل عليه بغير الأسباب

الطبيعية ومن حيث لا يحتسب ولا يعلم.

السؤال الآن: ما هو الهدف من وراء الإيمان بمثل هذه الاسس والمرتكزات؟

ثم هل تعد هذه المعتقدات منطلقا للتنمية، أم هي لها موانع وآفات؟

... إن معرفة لغة القرآن والحديث ووعي منطقهما هما من ضرورات الفهم الصحيح لمعارف الإسلام؛ فإذا ما توفرت للإنسان معرفة هذا المنطق أو لاحظ السيرة العملية للعارفين به؛ سيكون من السهل عليه أن يرى بأن هذه المعتقدات ليست أنها لا تحول دون التنمية وحسب، بل هي أفضل عامل ذاتي لتحقق التنمية النموذجية المنشودة.

في ما يلي من نقاط نقدم شرحا مختصرا للعناوين المذكورة أعلاه:

أ - الرازقية الإلهية :

"الرزق"(5) في لغة القرآن والحديث هو كل ما يكون ضروريا لتأمين الحياة المادية والمعنوية للموجودات الحية. أما "الرازقية الإلهية" فهي بمعنى أن الله سبحانه قد أمن "رزق" جميع الموجودات الحية في نظام الخليقة والتكوين، ويسّر لها سبيل بلوغ تلك الأرزاق، كما زودها بالأدوات التي تستطيع من خلالها استيفاء رزقها.

في الرؤية الكونية التوحيدية ما من ظاهرة - تتحرك بإرادة الإنسان أو لا دور لإرادة الإنسان فيها - إلا وتنتهي إلى علة العلل وتنتسب إلى الله سبحانه مسبب الأسباب، و"الرزق" أحد هذه الظواهر، ومن ثم فهو لا يشذ عن هذه القاعدة. على هذا لا ينفي مبدأ "رازقية" الله سبحانه الإرادة الإنسانية وحرية الاختيار الإنساني، كما لا يعطل دوره في تحديد مصير حياته المادية والمعنوية. فالله ـ جل جلاله - "رازق"، بيد أنه ترك الإنسان حرا لكي يمضي في تعيين مصيره بنفسه(6).

ب - التقدير وتقسيم الأرزاق :

على ضوء ما مر، من الضروري الانتباه إلى عدد من الملاحظات لتبيين معنى التقدير وتقسيم الأرزاق في الرؤية الكونية التوحيدية وموقعهما من التنمية الاقتصادية. هذه الملاحظات هي:

الاولى: حين النظر إلى مصطلح "التقدير" من خلال ارتباطه بالظواهر الكونية، فهو يحكي صيرورة كل ظاهرة ودوامها على أساس نظام دقيق وحكيم. فمن وجهة نظر الإسلام ما من ظاهرة إلا وقد خلقت بقدر وعلى أساس الحكمة الإلهية (7)، وليس هناك في نظام الوجود أمر جزافي، بل كل شيء يمضي بسبب‏(8) وله مساره الخاص، بحيث يؤدي دوره الوجودي في نطاق شروط خاصة.

على هذا، لن تشذ ظاهرة "الرزق" والتنمية الاقتصادية أو التخلف عن هذا القانون التكويني الإلهي العام، بل لهذه الظواهر أسبابها الخاصة وعواملها التي تتحرك من خلالها على أساس الحكمة الإلهية البالغة، وبالنتيجة لا معنى لتقدير الأرزاق غير هذا.

الثانية: ثمة دور للاختيار في مقدرات الموجودات ذات الإرادة كالإنسان بحيث لا يتعارض التقدير مع مبدأ الاختيار، بعكس الموجودات التي لا إرادة لها حيث تعد مقدراتها جبرية.

على سبيل المثال: قدر الله سبحانه للشمس والقمر مسارا خاصا يتحركان فيه في نظام التكوين (9), وهذا التقدير الحكيم يتحقق على نحو جبري. أما بشأن ما له إرادة من الموجودات فقد اقتضى‏ التقدير الإلهي أن لا يتحقق فعل من دون إرادتها وتبعا لقدرتها على الاختيار.

يصرح القرآن بهذه الحقيقة وهو يقول:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النجم: 39]. على هذا، مادام الإنسان موجودا ذا إرادة فإن ما يقضي به التقدير الإلهي أنه كلما بذل جهودا أكبر فإنه يتقدم صوب مقدراته أكثر. من هذه الزاوية جاء تركيز الأحاديث الإسلامية على أن الله سبحانه ضمن رزق الإنسان، بيد أن هذا الضمان مشروط لصاحبه بالطلب والعمل والحركة وبذل الجهد(10).

الثالثة: ما يعنيه تقسيم الأرزاق في نظام التكوين؛ هو أن مقدرات كل إنسان متناسبة مع بنيته الجسمية ومقتضياته الروحية والفكرية، وهي على اتساق مع محيطه الطبيعي وفضائه العائلي والاجتماعي، ومن ثم فإن جهوده ستتكلل بالنجاح في حال اتساقها مع مسير مقدراته.

يمكن مقاربة الحالة من خلال مثال عرفي: فكما هناك فارق بين المقدرات العلمية للإنسان الذي ينطوي على ذاكرة قوية وبين مقدرات الإنسان الذي له ذاكرة متوسطة أو ضعيفة، فكذلك الحال بالنسبة إلى المقدرات المالية والاقتصادية للأفراد التي تختلف هي الاخرى‏. أما الحكمة من وراء هذه الاختلافات فهي تتمثل في أن يتجه كل إنسان لإيفاء جزء من احتياجات المجتمع(11).

إن الإيمان بالتقدير وتقسيم الأرزاق على هذا النحو من التفسير، يفضي إلى ترتب أثرين مهمين وفاعلين على صعيد النشاطات الاقتصادية، هما:

الأثر الأول: أن تتجه الجهود وتساق نحو مسارها الصحيح، بحيث يختار كل إنسان طريقا لتحصيل رزقه يتناسب مع طاقاته واستعداداته الوجودية. وهذا ما حثت عليه الروايات الإسلامية بهذا الشأن وأوصت به : «من رزق في شيء فليلزمه»(12).

الأثر الثاني: استشعار الاستقرار النفسي وهدوء البال، فالإنسان الذي يؤمن بالتقدير وتقسيم الأرزاق سيدرك أن الجهود التي تبذل في نطاق المقدرات التي تستند إلى الاستعدادات ستثمر وتؤتي اكلها، وأن ليس بمقدور كل إنسان أن ينال كل شيء، ومن ثم سيتخلص من آثار الحرص والطلب الشديد، ولا يلقي بنفسه في لهوات معاناة لا معنى لها ولا ثمرة من ورائها، فيستشعر عندئذ - ومن خلال الرضا بالتقدير - حالة الهدوء والاطمئنان.

يمكن القول باختصار: إن الحكمة التي تستشف من وراء تركيز النصوص الإسلامية على تقدير الأرزاق وتقسيمها تبرز من جهة في سوق الجهود ووضعها في المسار الصحيح، كما تتجلى من جهة اخرى بالاستقرار النفسي الذي يحظى به الإنسان الذي يبذل الجهد على كل حال، بحيث لا يبتلى بمرض الحرص، ولا يدفعه تأمين المعاش إلى الاعتداء على حقوق الآخرين واجتراح ما لا يليق .

هذه هي الحكمة التي تلوح للنظر، لا أن يكف الإنسان عن العمل ويعزف عن الطلب بدعوى‏ الإيمان بالتقدير وتقسيم الأرزاق.

3- التقوى والتنمية :

نقرأ في النصوص ذات الصلة بالمبادئ الاعتقادية للتنمية، أن الله سبحانه ضمن لثلاثة أصناف رزقهم من غير احتساب؛ بحيث تأتيهم أرزاقهم خارج نطاق الحسابات العادية، هؤلاء هم: المتقون، وأهل التوكل، والمتفقهون في الدين. يمكن القول بإزاء هذه النصوص: إن ذكر الطائفتين الثانية والثالثة جاء من باب ذكر الخاص بعد العام؛ من حيث إن التوكل و التفقه في الدين هما من اللوازم البارزة للتقوى‏؛ إذ لابد من تحقق التقوى بمفهومها الكامل من التوكل والتفقه معا.

سؤالان هامان يثاران إزاء هذه الرؤية؛ الأول: ما المقصود من أن التقوى هي سبب للرزق من غير المسارات الطبيعية؟ ثم هل التقوى - كسبب للرزق - هي في طول العمل وبذل الجهد، أم هي في عرضهما؟

لا ريب أن الإقرار بدور تؤديه التقوى في التنمية الاقتصادية يأتي في طول العمل وامتداده لا في عرضه. ما يمكن أن يثبت هذا المدعى بوضوح هو:

أولاً : السيرة القطعية لأنبياء الله ورسله الكرام وأئمة الدين، وهم الذروة في أهل التقوى والقمة الشاهقة لأهل التوكل؛ فهذه سيرتهم تشهد بنصاعة على أن مسار التقوى والتوكل في حياتهم إنما هو في امتداد العمل، لا في عرضه(13).

ثانياً : ثمة آيات وروايات مستفيضة بل متواترة تحث الناس على المثابرة والعمل، وتدعو المسلمين إلى تأمين احتياجاتهم الحياتية من خلال تحمل الأذى‏ وتجشم العناء في هذا السبيل، وهي إلى ذلك ترجع الفقر والتخلف إلى التواني والكسل، ثم تلوم من يلقي بكله على المجتمع ويكون عالة عليه، بل تلعن من يقصر في إيفاء متطلبات عائلته ولا ينهض بمسؤولية تأمين احتياجاتها، وتصفه بأنه مذنب. كل هذه تشهد على أن الدور الذي تلعبه التقوى يأتي إلى جوار العمل، لا متقاطعا معه(14).

ثالثاً :ما ورد من أحاديث في تفسير الآية الكريمة:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق:2، 3] هو أنصع شاهد على ما ندعيه؛(15) فحين تناهى‏ إلى سمع النبي(صلى الله عليه واله وسلم) أن جمعا من الصحابة لم يدركوا مغزى‏ الآية ولم يفهموها على نحو صحيح حيث تركوا العمل وانصرفوا إلى العبادة، بعث إليهم وسألهم : «ما حملكم على ما صنعتم؟».

قالوا: يا رسول الله، تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة.

فقال: « إنه من فعل ذلك لم يُستجب له، عليكم بالطلب !»(16).

ربما يُثار سؤال في هذه الأجواء عن طبيعة التأثير الذي يمكن أن تؤديه التقوى في التنمية الاقتصادية إلى جوار العمل؟ ثم كيف يمكن تحديد هذا التأثير ومعرفته؟

ما نستشفه من النصوص الإسلامية أن للتقوى أثرين مهمين تنهض بهما في التنمية الاقتصادية إلى جوار العمل، هما :

الأول: إن التقوى‏ تُسبغ على العمل البركة، ومن ثم ستأتي نتائج العمل ومعطياته أعلى مما تمليه الحسابات الطبيعية، وبتعبير القرآن الكريم نفسه : ستهطل البركات الإلهية من السماء والأرض، وتحيط بالمجتمع من كل صوب(17).

الثاني :في المواقع التي لا تفي الأسباب المادية ببلوغ المقصود وتضل الجهود سعيها، تطلّ التقوى‏ على الإنسان كنافذة من الغيب وكهِبَة من السماء، فيتأمن للإنسان رزقه بغير الطرق المادية.

على هذا، لا تعدّ التقوى‏ إلى جوار العمل مانعا عن التنمية الاقتصادية، بل تدخل في عداد المبادئ القيمية للتنمية أيضا، كما جاء في متن الكتاب.

على أن الحكمة الإلهية قد تقتضي أحيانا أن يصل الرزق إلى إنسان من دون عمل ويجري عليه بغير جهد؛ لكي يتعرف الناس على الرازق الحقيقي بنحو أفضل أو لأي سبب آخر تقتضيه حكمته سبحانه(18). مثال هذه الحالة ما تحدث به القرآن عن السيدة مريم :{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران:37].

بيد أن هذه الحالات نادرة، وهي خاضعة للحكمة الخاصة التي تمليها، ومن ثم فإن ضرورة العمل لا تتنافى‏ مع إيجاد دور للتقوى في بقية الموارد.

4- الزهد والتنمية :

تصنف النصوص الإسلامية الزهد وما يتصل به على نحو ما - كالرضا والقناعة - في عداد مبادئ التنمية، في المقابل تنظر إلى الحرص والتكاثر بوصفهما من موانعها وآفاتها (19), على حين يبدو الأمر بالعكس تماما في مناخات الحضارة المادية، وخاصة في إطار المرتكزات الأخلاقية للتنمية الغربية. فما ذهب إليه ماكس فيبر في كتابه "الرأسمالية والأخلاق البروتستانتية": أن الرأسمالية الغربية مدينة في ازدهارها إلى ذيوع الأخلاق البروتستانتية التي تشيد بتراكم الثروة واكتنازها، وتحث الناس في هذا السبيل.

أجل، ما يبدو في الظاهر أن الزهد يناهض التنمية في حين أن الحرص والتكاثر يعينان على تحققها، بيد أن الواقع ليس كذلك. لتوضيح الأمر من الضروري إلقاء نظرة فاحصة على النقطتين التاليتين:

الاولى: لتوضيح طبيعة العلاقة بين الزهد والتنمية، ينبغي قبل كل شيء تحديد مفهوم هذين المصطلحين والأهداف المتوخاة منهما. فمن جهة إذا ما حصرنا مفهوم التنمية في نطاق نمو الإنتاج القومي وإحراز التقدم الفني والعلمي، ونظرنا إلى ذلك بوصفه الهدف الأعلى والغاية القصوى‏ التي نرجوها، ثم عمدنا من جهة ثانية إلى تفسير الزهد على أساس العزوف عن الدنيا، والإحجام عن ممارسة النشاطات الاقتصادية، فلا مناص عندئذ من أن نعترف بأن الزهد ليس فقط لا يساهم في التنمية بل يعد من آفاتها أيضا. لكن إذا فسرت التنمية بمعنى أنها حالة متكاملة لازدهار طاقات الإنسان وتفجير مكنوناته في جميع مرافق الحياة، وتأمين احتياجاته المادية والمعنوية، وأن الهدف منها هو بلوغ الكمال المطلق والرسوّ على السعادة الأبدية، ثم إذا وضع الزهد في إطار معناه الصحيح، فإن الزهد عندئذ ليس فقط لا يناهض التنمية ولا ينافيها بل يدخل في عداد مبادئها الأخلاقية، ..

الثانية: إن تفسير الزهد بالعزوف عن الدنيا والإحجام عن العمل والفعاليات الاقتصادية، يعكس رؤية منحرفة وغير سليمة للمصطلح؛ فالمعنى الصحيح للزهد هو: عدم الرغبة في أي شيء يمكن أن يكون مانعا لتكامل الإنسان وبلوغه الكمال المطلق. والهدف منه في الدرجة الاولى هو أخذ القليل في مقابل تقديم الكثير.

فالزاهد الحقيقي من جهة: هو من يبذل قصارى‏ جهده في مضمار الإنتاج والعمل، ولا يدخر من طاقته شيئا، وهو من جهة ثانية: من يعزف بسهولة عن الرغائب المادية في مجال الاستهلاك وعندما تحين لحظة العطاء والاستثمار الشخصي، من خلال السلطة النفسية المكينة التي يتحلى بها؛ الزاهد هو من يهب الكثير ويقنع بالقليل، وهو من يبذل للآخرين ما تناهت عسرته ومشقته، ويرضى‏ لنفسه بالنصيب الأقل.

أما الذروة لهذا النمط من الزهاد والمثل الأعلى لهم فهو إمام الزاهدين أمير المؤمنين(عليه السلام) من خلال سيرته في العمل والإنتاج والاستهلاك(20).

5- القناعة والتنمية :

.. إن من ضرورات التنمية حس طلب المزيد والجنوح إلى الاستهلاك الكثير، وهذا ما يتنافى‏ مع مفاهيم كالقناعة والرضا مما جاء في نصوص مبادئ التنمية.

لمعالجة هذا الإشكال، من الضروري الالتفات إلى عدد من النقاط - مضافا لما سلفت إليه الإشارة في حديث الزهد - وهي:

الاولى: لا يدخل المجال الاستعمالي لهذه المفاهيم في نطاق دائرة الإنتاج وخفض ساعات العمل؛

لأن مما لا شك فيه أن الإنتاج لخدمة الآخرين ليس فقط لا يقف عند حد معين، بل هو إلى ذلك من أفضل العبادة.

الثانية: لا تعني القناعة في مضمار الاستهلاك تضييق المعيشة، بل ما ينشده الإسلام هو رعاية حال التوازن في الاستهلاك، ومن هذا المنطلق نهى‏ هذا الدين عن الإسراف والتقتير معا؛ طلبا للاعتدال.

الثالثة: يكمن الهدف من وراء طرح القناعة في الإسلام بالإنفاق على المحتاجين وخدمة المعوزين، وتأمين هذا الهدف هو بمعنى‏ ازدياد الاستهلاك على مستوى‏ المجتمع. بعبارة اخرى‏: تستبدل القناعة زيادة استهلاك الطبقة المرفهة بازدياد الإنفاق في أوساط عموم الناس.

على هذا الضوء، يتبين أن القناعة والمفاهيم المشابهة ليست غير مانعة من التنمية فحسب، بل تعجل في مسارها من خلال سوقها لإمكانات المجتمع وطاقاته صوب الاستثمار في الطاقة الإنسانية أو دفعها باتجاه الاستثمار المباشر، وهذا ما يعجل بوتيرة التنمية ويسارع بخطواتها.

6- التكاثر والتنمية :

يصل الكلام أخيراً إلى الحرص والتكاثر وما يرتبط بهما من مفاهيم كالربا وغيره؛ فحيث تترافق هذه الممارسات بالتعدي على حقوق الآخرين فهي تدخل في عداد آفات التنمية المستديمة التي تنشدها الرؤية الكونية الإسلامية، وإن كانت تعد من مقدمات التقدم الاقتصادي من منظور الاقتصاد الرأسمالي.

لبلوغ التنمية المستقرة يحرص الإسلام من جهة على تحشيد قوة العمل وتنظيمها في الاتجاه الذي يخدم تنمية الإنتاج الوطني وتقويته، كما يحرص من جهة اخرى على تحريم كل ما يعد آفة مناهضة للتنمية المستديمة الشاملة، وإن كانت تجر إلى ازدهار الإنتاج الوطني على نحو مؤقت.

للإسلام وصاياه وتحذيراته على صعيد: إيثار الآخرة أثناء السعي إلى الرزق وتحصيله‏(21), والابتعاد عن الإفراط والتفريط في الطلب(22), وعدم القلق عند بطء إثمار الفعاليات الاقتصادية (23), وعدم استقلال الرزق(24), وعدم الحزن لرزق الغد(25)، وذلك إلى جوار تركيزه الوافر على العمل ودور البرمجة والتخطيط الصحيح في تأمين المعاش. لقد جاءت وصايا الإسلام هذه وتحذيراته لكي تستأصل معوقات التنمية المستديمة وتحول دون بروز الآفات التي تتهددها، ومن ثم تفتح الطريق لكل فرد من أفراد المجتمع وتهيئ الأرضية الاجتماعية لبلوغ الهدف الأصلي المتمثل بالوصول إلى الكمال المطلق وتحقيق الراحة الأبدية.

_________

1ـ انظر: ص 40 (دور القيم المعنوية في التنمية).

2ـ أستطيع أن أضرب مثالا من تجربتي الشخصية في تنفيذ مشروع توسعة حرم السيد عبد العظيم الحسني(عليه السلام)، فقد تم إنجاز المشروع على نحو موفق برغم أنه يعد واحدا من المشاريع الوطنية الكبرى على صعيد إيران. لقد انطلق تنفيذ هذا المشروع من إمكانات لا تكاد تذكر، بيد أنه أثمر بفضل الله سبحانه وبالتوكل عليه، واستمداد العون من روح السيد عبد العظيم(عليه السلام)، ومن خلال التخطيط والتدبير.

3ـ انظر: نظام‏هاى اقتصادى، د. حسين نمازى، ص 81.

4ـ انظر: الميزان في تفسير القرآن: 10 / 300 و ج 8/197-201 وامدادهاى غيبى: 59-89 وانسان وسرنوشت: 87 و 96 وسنت‏هاى تاريخ در قرآن كريم، ترجمه سيد جمال

موسوى: 130 - 138 و گفتارهاى معنوى: 75.

5ـ يقول عبد الرحمان بن خلدون في تعريف الرزق: «ثم إن ذلك الحاصل (من سعي الإنسان وكسبه) أو المقتنى‏، إن عادت منفعته على العبد وحصلت له ثمرته من إنفاقه في مصالحه وحاجاته سمي ذلك رزقا... وإن لم ينتفع به في شيء من مصالحه ولا حاجاته فلا يسمى بالنسبة إلى المالك رزقا، والمتملك منه حينئذ بسعي العبد وقدرته يسمى كسبا» (مقدمة ابن خلدون، الفصل الخامس من الكتاب الأول‏/ الفصل الأول: في المعاش ووجوبه، ص 381).

بيد أن تتبع مواضع استعمال هذه المفردة في القرآن والحديث والتأمل في ذلك، يشير إلى أن الرزق يطلق على مطلق الأشياء الضرورية لإدامة الحياة المادية والمعنوية للموجودات الحية.

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: 11].

{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }[القمر: 49].

8ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام):«أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب» الكافي: /182/ 7.

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}[يس: 38، 39].

10ـ انظر: ص 331 (مضمون لطالبه).

11ـ {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}[الزخرف: 32].

12ـ انظر: ص 172 (ملازمة ما تيسر له من المكسب).

13ـ انظر: ص 136 ، (سيرة الأنبياء والأوصياء في طلب الرزق).

14ـ انظر: ص 144 (التحذير من التواني في العمل).

15ـ انظر: ص 150، ح 388 و ص 151، ح 394.

16ـ انظر: ص 151، ح 394.

17ـ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف:96].

18ـ انظر: ص 331 (قد يجري بغير حيلة) .

19ـ انظر: ص 373 (المبادئ الأخلاقية) و ص 453 (الموانع الأخلاقية).

20ـ انظر: موسوعة الإمام علي بن أبي طالب: ج 9 ، ص 343 - 376.

21ـ انظر: ص 392 (إيثار الآخرة).

22ـ انظر: ص 597 (الإجمال في الطلب) ، و ص 602 (الاقتصار على الكفاف).

23ـ انظر: ص 585 ، (ما يوجب الآفات) وكذلك: ص 595 ، (ما يعصم من الآفات).

24ـ انظر: ص 585 ، (ما يوجب الآفات) وكذلك: ص 595 ، (ما يعصم من الآفات).

25ـ انظر: ص 585 ، (ما يوجب الآفات) وكذلك: ص 595 ، (ما يعصم من الآفات).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ترفع رايتي الحزن والأسى إيذاناً لإعلان الحِداد بذكرى شهادة صادق بيت الوحي
بوقت قياسي وبواقع عمل (24)ساعة يوميا.. مطبعة تابعة للعتبة الحسينية تسلّم وزارة التربية دفعة جديدة من المناهج الدراسية
يعد الاول من نوعه على مستوى الجامعات العراقية.. جامعة وارث الانبياء (ع) تطلق مشروع اعداد و اختيار سفراء الجامعة من الطلبة
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يعلن عن رفد مكتبة الإمام الحسين (ع) وفروعها باحدث الكتب والاصدارات الجديدة