قال تعالى : {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة : 18] .

- يُعد المسجد المركز العبادي والاجتماعي المهم للمسلمين ، وعليه يجب أن يكون من يتولى شؤونه نقياً وصالحاً ، كذلك يجب أن تكون برامجه مفيدة ومربية فضلاً عن وجوب أن تكون الأموال التي تُصرف فيه وميزانيته حلالاً ومشروعة ، كذلك ينبغي أن يكون رواده من أهل التقوى وأصحاب الارتباط بالله تعالى ، وإلا فلو كان بناة المسجد من الجبارين والسلاطين الظلمة ، وأوئل المصلين فيه من الجهلة والجبناء ، وخادموه من المتقاعسين ، فسيبتعد المسجد عن هدفه الأصليّ الذي هو البناء والتربية حتماً .

- قال المرحوم الفيض الكاشاني في تفسير الصافي : ويتناول بناءها ورمّ ما استرم منها وكنسها وتنظيفها وتنويرها بالسرج وزيارتها للعبادة والنكر ودرس العلم .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان) (1) .

وقد ذكرت في الأحاديث كثير من الفوائد للمترددين على المساجد ، من جملة ذلك : العثور على الصديق والأخ في الدين ، والتعلم المفيد ، والإرشاد والابتعاد عن الذنوب ، والتعرض لنعم الله تعالى ورحماته (2) .

- لا يفترق الإيمان عن العمل ، {آمن ... وأقام} ، والصلاة غير مفترقة عن الزكاة ، {أقام الصلاة وآتى الزكاة} ، ولا يفترق المسجد عن الثورة ، {مساجد الله ... ولم يخش} .

________________

1. تفسير الدر المنثور ، ج10 ، ص 140 .

2. تفسير الدر المنثور ، ج10 ، ص 142 .