المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ظافر الحدّاد  
  
6371   12:05 صباحاً   التاريخ: 23-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص270-271
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 3046
التاريخ: 14-08-2015 2178
التاريخ: 30-12-2015 2307
التاريخ: 24-3-2016 4059

هو أبو المنصور ظافر بن القاسم بن منصور بن عبدالله بن خلف بن عبد الغني الإسكندري المعروف بالحداد؛ كان حداداً بالإسكندرية، وكان يغلب عليه الأدب ونظم الشعر فاتصل بنفر من الحكام والأعيان ومدحهم مودة او تكسباً : من هؤلاء الأفضل بن بدر الجمالي وطلائع بن رزيك.

ولما كان أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي في مصر لقي ظافراً الحداد في الإسكندرية مدة طويلة نشأت بينهما في خلالها مودة (طبقات الأطباء 2 : 54 -55).

وكانت وفاة ظافر في القاهرة في المحرم سنة 529 (تشرين الثاني – نوفمبر 1154).

كان ظافر الحداد فقيها وشاعراً حسن البديهة، في شعره شيء من الجودة وشيء من التكلف والصنعة وكثير من الضعف. ولظافر ديوان فيه مدائح ومراث ومقطعات. وغزله ووصفه للطبيعة جيدان.

مختارات من شعره:

- قال ظافر الحداد يمدح بعض الأعيان بقصيدة منها :

لو كان بالصبر الجميل ملاذهُ... ما سحَّ وابل دمعه ورذاذهُ (1)

ما زال جيش الحب يغزو قلبهُ... حتى وهى وتقطعت أفلاذه (2)

من كان يرغب في السلامة فليكن... أبداً من الحدق المراض عياذه (3)

لا تخدعنك بالفتور فإنها... نظر يضر بقلبك استلذاذه

يا أيها الرشأ الذي من طرفهِ ... سهمٌ الى حب القلوب نفاذهُ (4)

هاروت يعجز عن مواقع سحرهِ... وهو الإمام، فمن ترى أستاذهُ (5)

تالله، ما علقت محاسنك امرأً... إلا وعز على الورى استنقاذه (6)

ما لي أتيت الحظ من أبوابهِ... جهدي، فدام نفوره ولواذه (7)

إياك من طمع المنى، فعزيزهُ ... كذليله وغنيّه شحاذهُ

- كان في يد الأمير ابن ظفر والي الاسكندرية خاتم شد على إصبعه كثيراً فاستدعى ظافراً الحداد فقطع ذلك الخاتم؛ فقال ظافر :

قصَّر عن أوصافك العالم... وكثر الناثر والناظم (8)

من يكن البحر له راحةً... يضيق عن إصبعه الخاتم

- وقال في الحماسة :

سأتبع عزمي حيث عم (9) وأنتحي... وجوه المنايا في ظهور المخاوفِ

عسى عزمة تنجي من الذل، أو غنى... من الفقر، أو ألقى الردى غير آسف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الملاذ : العياذ، الالتجاء، الاحتماء. سح : انسكب، هطل. الوابل : المطر الكثير. الرذاذ : المطر القليل (تساقط نقطا متفرقة).

(2)وهي (قلبه) يهي : ضعف. تقطعت أفلاذه : تقسم قلبه قطعاً.

(3)الحدق : العيون. المراض : الناعسة (كناية عن جمال صاحبها).

(4)الرشأ : الغزل الصغير. طرفه : بصره، عينه.

(5)هاروت وماروت كانا ساحرين قديرين مشهورين في بابل. – هذا الغزال الصغير (المحبوب) بسحر العشاق سحراً كان يعجز عن مثله هاروت، وهاروت امام صنعة السحر. فمن علم هذا المحبوب فنون السحر؟

(6)علقت محاسنه (فاعل) امرا (مفعول به) : اذا سيطرت محاسنه على قلب انسان. الورى : الناس كلهم.

(7)أنا تقربت من المحبوب من أثوابه (بالطرق المألوفة) جهدي (بأكثر ما استطيع من الطاقة والسعي) نفوره (هرب المحبوب مني) ولواذه (احتماؤه مني واستتاره مني).

(8)كثر الناثر والناظم : مدحك الادباء (الناثرون والشعراء) كثيراً (فلم يحيطوا بجميع صفاتك).

(9)عم (كذا في الأصل)، لعلها هم.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.