وهي من المسائل الأساسية التي كثر فيها الخلاف تاريخيا ، خصوصا بين الأشاعرة والمعتزلة ، وقد اتّخذ الشيعة في ذلك الجادّة الوسطى ، إذ يقولون : (قال إمامنا الصّادق (عليه السلام) لبيان الطريق الوسط كلمته المشهورة : «لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين»).

إنّ أفعالنا من جهة هي أفعالنا حقيقة ونحن أسبابها الطبيعية ، وهي تحت قدرتنا واختيارنا ؛ ومن جهة اخرى هي مقدورة للّه تعالى وداخلة في سلطانه ، لأنّه هو مفيض الوجود ومعطيه .

فلم يجبرنا على أفعالنا حتى يكون قد ظلمنا في عقابنا على المعاصي ، لأنّ لنا القدرة والاختيار فيما نفعل ، ولم يفوّض إلينا خلق أفعالنا حتى يكون قد أخرجها عن سلطانه ، بل له الخلق والحكم والأمر ، وهو قادر على كلّ شي‏ء ومحيط بالعباد» «1» .

______________________________
(1)- عقائد الإماميّة/ المظفّر/ ص 44 .