المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الموارد التي يجوز فيها قطع الصلاة
2024-06-02
الترك العمدي لاحد افعال الصلاة
2024-06-02
اعداد الصلوات اليومية و نوافلها
2024-06-02
احكام السهو في الصلاة
2024-06-02
تقدير الشهادة
2024-06-02
تعريف القرينة
2024-06-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


إبن إياس  
  
4553   07:37 مساءاً   التاريخ: 10-2-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص934-938
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015 6405
التاريخ: 11-3-2016 1945
التاريخ: 4-6-2017 4550
التاريخ: 22-2-2018 3002

هو أبو البركات زين الدين محمّد بن أحمد بن إياس الحنفي، ولد في سادس ربيع الثاني من سنة 852 ه‍ (9/6/1448 م) في القاهرة و تلقّى علومه على نفر منهم جلال الدين السيوطي (ت 911 ه‍) و عبد الباسط بن خليل الحنفي (ت 920 هـ ‍- ت 920 ه‍) الفقيه المؤرّخ.

حجّ ابن إياس في سنة 882 ه‍ (1478 م) . ثمّ يبدو أنّه عاش في عزلة منصرفا الى التأليف و لم يتّصل بالبلاط المملوكي قط. و لعلّ وفاته كانت سنة 930 للهجرة (1524 م) .

ابن إياس مؤرّخ في الدرجة الأولى أراد أن يكتب لمصر تاريخا منذ أقدم الأزمنة (منذ الخليقة، بادئا بآدم) الى آخر أيّامه هو. و مكانته في التاريخ أنّه توسّع في تاريخ عصره (أواخر أيام المماليك و أوائل أيام العثمانيّين) ثمّ تناول معظم مظاهر البيئة التي عاش فيها، في الجانب الطبيعي (الأحداث الفلكية ثمّ كوارث الطبيعة من الفيضان و الأوبئة ثمّ الأحوال الاجتماعية من الفوضى و الظلم ممّا كان يجري على يد المماليك إلى الأحوال المشرقة في العدل أحيانا و في الأعمال الخيرية ممّا كان يجري أيضا على أيدي نفر من المماليك مرّة بعد مرّة، ثمّ الاشارات الأدبية هنا و هنالك) .

و ابن إياس ينظم شعرا أيضا مجاراة لعصر أراد نفر كثيرون من أهله أن يبرزوا في هذا الميدان. و شعر ابن اياس ضعيف ركيك كثير الجوازات الشواذّ قليل الرونق، و لكنّ فيه أحيانا شيئا يسيرا من الاحسان، كما تجد في المختارات اليسيرة المنتقاة ممّا أورده ابن إياس لنفسه من الشعر في كتابه «بدائع الزهور» .

و هو أيضا مصنّف أشهر كتبه و أهمّها (بدائع الزهور في وقائع الدهور) و فيه جميع خصائصه في كتابة التاريخ. و يبدو أنّ بعض الكتاب من أوّله مفقود و أنّ شيئا من الأحداث المتأخّرة دخيلة على الكتاب. ثمّ له من الكتب: عجائب السلوك (و هو ملخّص لكتاب بدائع الزهور) -عقود الجمان في وقائع الأزمان (موجز في تاريخ مصر) - مرج الزهور في وقائع الدهور (مختصر عامّ في التاريخ القديم، إلى أيام كسرى أنوشروان، أكثره خرافات و إسرائيليّات؛ و الأغلب أن هذا الكتاب منحول لابن اياس و ليس له) -نشق الأزهار في عجائب الاقطار (كتاب في الفلك و نظام العالم و مظاهره، و خصوصا فيما يتعلّق بمصر، و في الآثار القديمة في مصر) -نزهة الأمم في العجائب و الحكم (في عجائب الحكم، في تاريخ العالم) - منتظم بدء الدنيا و تاريخ الأمم (تاريخ عامّ الى أيام الخليفة المكتفي العبّاسي المتوفّي في آخر سنة 295 ه‍) .

مختارات من آثاره:

- قال ابن إياس في مقدّمة الجزء الرابع من «بدائع الزهور» (تاريخ مصر) :

الحمد للّه الذي فاوت بين العباد و فضّل بعض خلقه على بعض حتى في الأمكنة و البلاد؛ و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد أفصح من نطق بالضاد. . . . و بعد فهذا جزء من كتابنا المؤلّف في التاريخ الموسوم ب‍ «بدائع الزهور في وقائع الدهور» ، و قد أوردت فيه فوائد سنيّة و غرائب مستعذبة مرضيّة تصلح لمسامرة الجليس و تكون للمنفرد كالأنيس. و قد طالعت على هذا التاريخ كتبا شتّى نحو سبعة و ثلاثين تاريخا حتّى استقام لي ما أريد، و جاء (تاريخي هذا) - بحمد اللّه - كالدرّ النضيد. . . . . و قد توخّيت فيه تاريخ مصر و أوردتّ ذلك شيئا فشيئا على الترتيب (1) قاصدا فيه الاختصار. فجاء بحمد اللّه ليس بالطويل المملّ و لا بالقصير المخلّ. و ذكرت فيه ما وقع في القرآن العظيم من الآيات المكرّمة، في أخبار مصر، كناية أو تصريحا، و ما ورد (فيها (2)) من الأحاديث الشريفة النبويّة في ذكرها، و ما خصّت به من الفضائل، و ما فيها من المحاسن دون غيرها من البلاد، و ما اشتملت عليه من عجائب و غرائب و وقائع و غير ذلك، و من نزلها من أولاد آدم و نوح عليهما السلام، . . . و من ملكها من مبتدأ الزمان من الجبابرة و العمالقة و اليونان و الفراعنة و القبط (3) و غير ذلك. . . . إلى وقتنا هذا و هو افتتاح عام إحدى و تسعمائة، و من كان بها من الحكماء و العلماء و الفقهاء و القرّاء. . . . و قد بيّنت ذلك في تراجمهم من مبتدأ خبرهم و ذكر أنسابهم و مدّة حياتهم الى حين وفاتهم، حسب ما يأتي ذكر ذلك في مواضعه على التوالي من الشهور و الأعوام.

- قال ابن إياس في احتفال كبير سار فيه السلطان قانصوه الغوريّ في موكب حافل من الاسكندرية إلى القاهرة، سنة 920 للهجرة و قال: «و قد نظمت في ذلك هذه القصيدة التي لم ينسج مثلها على منوال» . من هذه القصيدة:

و تضاحك الميدان مذ غنّت به... أطياره سحرا على العيدان

عاينته لمّا بدا في موكبٍ... يزهو على كسرى أنوشروان

ما زال أهل الثغر من فرح بهِ... بتباشر في السرّ و الإعلان (4)

لو كان ذو القرنين حيّا في الورى... لاقاه بالإكرام و الإحسان (5)

و اختاره ملكا يلي من بعده... في سائر الأقطار و البلدان

فاق الملوك بمصر ممّن قد مضى... أخباره في سالف الأزمان

فاللّه يكفيه مؤونة حاسدٍ... و يطيل أياما له بتهان

ما ماس غصن في الرياض و كلّلت... أيدي الغمام شقائق النعمان

- و توفّي ابن صغير للسلطان قانصوه الغوري فقال ابن إياس يرثيه:

لهفي على من كان ظنّي أنّني... أفني المدائح في الثناء قوافيا

فمضى و أثكلني، فها أنا ناظمٌ... تلك المعاني الغرّ فيه مراثيا

- و قال ابن اياس (بدائع الزهور، طبعة 1379 ه‍-1960 م،4:218) :

و في يوم الأربعاء خامس عشرة (ربيع الأول 917 ه‍) توفّي الشهاب أحمد المحلاّويّ مؤذن السلطان، و كان حسن الصوت مطبوعا في فنّه. . . . . و مات و قد ناف عن الأربعين سنة، و قيل جاوز الخمسين. . . . . و قد تزوّج نحوا من مائة امرأة. و قد قلت في ذلك مداعبة لطيفة:

قالت نساء المحلّي يا ويحه، كم... مؤذّن لا يصلّي كأنّما هو ديك

_____________________

1) على ترتيب السنين (حوادث السنة العشرين، حوادث السنة الواحدة و العشرين، الخ) .

2) فيها: في مصر.

3) الجبابرة: أقوام شديد و القوة و البطش اعتقد المؤرخون الأقدمون أنهم كانوا السكان الأولين في الأرض. العمالقة: أقوام طوال القامة جدا (في اعتقاد المؤرخين القدماء) . الفراعنة: ملوك مصر القدماء (و أهل مصر في زمن الفراعنة) . القبط: (سكان مصر قبل الفتح الاسلامي ثم الذين بقوا منهم على النصرانية بعد الفتح الاسلامي) .

4) الثغر: الاسكندرية.

5) ذو القرنين: الاسكندر المقدوني الكبير كان في القرن الرابع قبل الميلاد و استولى على بلاد كثيرة في أوروبة و آسية (الى السند، غربي الهند) و في افريقية.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.