المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16330 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعريف بعدد من الكتب / العلل للفضل بن شاذان.
2024-04-25
تعريف بعدد من الكتب / رجال النجاشي.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثالث عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثاني عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الحادي عشر.
2024-04-25
التفريخ في السمان
2024-04-25

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كيفيّة التّناسل وخلق حوّا وقصّة ابني آدم ووفاته  
  
2056   03:25 مساءاً   التاريخ: 4-2-2016
المؤلف : قطب الدين الرّاوندي
الكتاب أو المصدر : قصص الانبياء
الجزء والصفحة : ص 54-67.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة نبي الله آدم /

1 ـ عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اورمة ، عن النّوفلي ، عن عليّ بن داود اليعقوبي عن مقاتل بن مقاتل ، عمّن سمع زرارة يقول : سئل أبو عبدالله عليه السلام عن بدء النّسل من آدم صلوات الله عليه كيف كان ؟ وعن بدء النّسل من ذرية آدم ، فإنّ اُناساً عندنا يقولون : إنّ الله تعالى أوحى إلى آجم أن يزوّج بناته من بنيه ، وأنّ هذا الخلق كلّهم أصله من الأخوة والأخوات فمنع ذلك أبو عبد الله عليه الصّلاة والسّلام عن ذلك ، وقال : نبئت أنّ بعض البهائم تنكرت له اُخته ، فلمّا نزا عليها ونزل ثمّ علم أنّها أخته قبض على عزموا له بأسنانه حتّى قطعه فخرّ ميّتاً ، وآخر تنكرت له اُمّه ففعل هذا بعينه ، فكيف بالإنسان في فضله وعلمه ، غير أن جيلاً من هذه الأمّة الّذين يرون أنّهم رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم ، فأخذوه من حيث لم يؤمروا بأخذه ، فصاروا إلى ما يرون من الضّلال.

وحقّاً أقول : ما أراد من يقول هذا : إلاّ تقويةً لحجج المجوس.

ثمّ أنشأ يحدّثنا كيف كان بدء النّسل ، فقال : إنّ آدم صلوات الله عليه ولد له سبعون بطناً ، فلمّا قتل قابيل هابيل جزع جزعاً قطعه عن إتيان النّساء ، فبقي لا يستطيع أن يغشى حوّا خمسمائة سنة ، ثم وهب الله له شيئاً وهو هبة الله ، وهو أوّل وصي اُوصي إليه من بني آدم في الأرض ، ثم وراه بعده يافث ، فلمّا أدركا وأراد الله أن يبلغ بالنّسل ما ترون أنزل بعد العصر يوم الخميس حوراء من الجنّة اسمها نزلة ، فأمر الله أن يزوّجها من شيث ثمّ أنزل الله بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزلة ، فأمر الله آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه ، فولد لشيث غلام وليافث جارية ، فأمر الله آدم عليه السلام حين أدركا أن يزوّج بنت يافث من ابن شيث ، ففعل فولد الصّفوة من النّبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله أن يكون ذلك ما قالوه من الإخوة والأخوات ومناكحهما.

قال : فلم يلبث آدم صلوات الله عليه بعد ذلك إلاّ يسيرا حتّى مرض فدعا شيثاً وقال : يا بنيّ إنّ أجلي قد حضر وأنا مريض فإنّ ربيّ قد أنزل من سلطانه ما قد ترى ، وقد عهد إليّ فيما قد عهد أن أجعلك وصيّي وخازن ما استودعني ، وهذا كتاب الوصيّة تحت رأسي وفيه أثر العلم واسم الله الأكبر ، فإذا أنا متّ فخذ الصّحيفة وإيّاك أن يطّلع عليها أحد وأن تنظر فيها إلى قابل في مثل هذا اليوم الّذي يصير إليك فيه ، وفيها جميع ما تحتاج إليه من اُمور دينك ودنياك وكان آدم صلوات الله وسلامه عليه نزل بالصّحيفة الّتي فيها الوصيّة من الجنّة.

ثمّ قال آدم لشيث صلوات الله عليهما : يا بنيّ إنّي قد اشتهيت ثمرة من ثمار الجنّة فاصعد إلى جبل الحديد ، فانظر من لقيته من الملائكة ، فاقرأه منّي السّلام وقل له : إنّ أبي مريض وهو يستهديكم من ثمار الجنّة ، قال : فمضى حتّى صعد إلى الجبل فإذا هو بجبرئيل في قبائل من الملائكة صلوات الله عليهم.

فبدأه جبرائيل بالسّلام ، ثم قال : إلى أين يا شيث؟ فقال له شيث : ومن أنت يا عبدالله؟ قال : أنا الرّوح الأمين جبرئيل ، فقال : إنّ أبي مريض وقد أرسلني إليكم ، وهو يقرئكم السّلام ويستهديكم من ثمار الجنّة ، فقال له جبرئيل عليه السلام : وعلى أبيك السّلام يا شيث ، أما أنّه قد قبض وإنما نزلت لشأنه ، فعظم الله على مصيبتك فيه أجرك واحسن على العزاء منه صبرك ، وآنس بمكانه منك عظيم وحشتك ارجع فرجع معهم ومعهم كلّ ما يصلح به أمر آدم صلوات الله عليه وقد جاؤا به من الجنّة.

فلما صاروا إلى آدم كان أوّل ما صنع شيث أن أخذ صحيفة الوصيّة من تحت رأس آدم صلوات الله عليه فشدّها على بطنه فقال جبرئيل عليه السلام : من مثلك يا شيث؟ قد أعطاك الله سرور كرامته وألبسك لباس عافيته ، فلعمري لقد خصّك الله منه بأمر جليل.

ثم إن جبرئيل عليه السلام وشيثاً أخذا في غسله ، واراه جبرئيل كيف يغسّله حتّى فرغ منه ، ثمّ أراه كيف يكفّنه ويحنّطه حتّآ فرغ ، ثمّ أراه كيف يحفر له.

ثمّ إنّ جبرئيل أخذ بيد شيث ، فأقامه للصّلاة عليه كما نقوم اليوم نحن ، ثمّ قال : كبّر على أبيك سبعين تكبيرة ، وعلّمه كيف يصنع.

ثم إن جبرئيل عليه السلام أمر الملائكة أن يصطفوا قياماً خلف شيث كما يصطف اليوم خلف مصلّي على الميّت ، فقال شيث : يا جبرئيل أو يستقيم هذا لي وأنت من الله بالمكان الّذي أنت فيه ومعك عظماء الملائكة؟ فقال جبرئيل : يا شيث ألم تعلم أنّ الله تعالى لمّا خلق أباك آدم أوقفه بين الملائكة وأمرنا بالسجود له ، فكان إمامنا ليكون ذلك سنّة في ذرّيّته ، وقد قبضه الله اليوم وأنت وصيّه ووارث علمه وأنت تقوم مقامه ، فكيف نتقدمك وأنت إمامنا؟ فصلّى بهم عليه كما أمره.

ثمّ أراه كيف يدفنه ، فلمّا فرغ من دفنه وذهب جبرئيل ومن معه ليصعدوا من حيث جاؤا. بكى شيث ونادى يا وحشتا فقال له جبرئيل : لا وحشة عليك مع الله تعالى يا شيث ، بل نحن نازلون عليك بأمر ربك وهو يؤنسك فلا تحزن ، وأحسن ظنّك بربك ، فإنّه بك لطيف وعليك شفيق.

ثم صعد جبرئيل ومن معه ، وهبط قابيل من الجبل وكان على الجبل هارباً من أبيه آدم صلوات الله عليه أيّام حياته لا يقدر أن ينظر إليه فلقى شيثاً ، فقال يا شيث : إنّي إنّما قتلت هابيل أخي لأنّ قربانه تقبّل ولم يتقبّل قرباني ، وخفت أن يصير بالمكان الّذي قد صرت أنت اليوم فيه وقد صرت بحيث أكره ، وان تكلّمت بشيء ممّا عهد إليك به أبي لأقتلنّك كما قتلت هابيل.

قال زرارة : ثم قال أبو عبدالله عليه السلام ـ وأومأ بيده إلى فيه ، فأمسكه يعلّمنا أي هكذا أنا ساكت ـ : فلا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة معشر شيعتنا ، فتمكّنوا عدوّكم من رقابكم ، فتكونوا عبيداً لهم بعد إذ أنتم أربابهم وساداتهم ، فان في التّقيّة منهم لكم ردّاً عمّا قد أصبحوا فيه من الفضائح بأعمالهم الخبيثة علانية ، ولا يرى منكم من يبعدكم عن المحارم وينزّهكم عن الأشربة السّوء والمعاصي وكثرة الحجّ والصّلاة وترك كلامهم.

2 ـ وقال زرارة : سئل [ أبو جعفر عليه السلام ] عن خلق حوّا ، وقيل : إنّ اُناساً عندنا يقولون : إن الله خلق حوّا من ضلع آدم الأيسر الأقصى ، قال : سبحان الله إنّ الله لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه؟ ولا يكون لمتكلم أن يقول : ان آدم كان ينكح بعضه بعضاً ؟

ثم قال : إن الله تعالى لما خلق آدم وأمر الملائكة فسجدوا ألقى عليه السّبات ، ثم ابتدع له خلق حوّا ، ثم جعلها في موضع النقرة الّتي بين وركيه ، وذلك لكي تكون المرأة تبعاً للرجل ، فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها ، فلمّا انتبه تودي أن تنحّي عنه ، فلمّا نظر إليها نظر إلى خلق حسن يشبه صورته غير أنّها اُنثى ، فكلّمها وكلمته بلغته ، فقال لها من أنت؟ فقال : أنا خلق خلقني الله تعالى كما ترى .

فقال آدم عند ذلك : يا ربّ ما هذا الخلق الحسن الّذي قد آنسني قربه والنّظر اليه ؟ فقال الله تعالى : يا آدم هذه أمتي حوّا ، أفتحبّ أن تكون معك فتؤنسك وتحدّثك وتكون تابة لأمرك؟ فقال : نعم يا ربّ لك عليّ بذلك الحمد والشكر ما بقيت.

قال : فاخطبها إليّ فانّها أمتي وقد تصلح لك زوجة للشهوة ، والقى الله عليه الشّهوة ، وقد علمه قبل ذلك المعرفة بكلّ شيء فقال : يا ربّ إنّي أخطبها اليك فما رضاك لذلك لي؟ فقال : مرضاتي أن تعلمها معالم ديني ، فقال : ذلك لك يا ربّ إن شئت ذلك لي ، فقال : فقد شئت ذلك وقد زوّجتكها فضُمّها إليك ، فقال لها آدم : إليّ فاقبلي ، فقال : بل أنت. فأمر الله آدم أن يقوم إليها فقام ، ولولا ذلك لكنّ النّساء يذهبن إلى الرّجال (1).

 ( في نحو ذلك )

3 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، أخبرنا سعد بن عبدالله ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال : ان ابن آدم حين قتل أخاه قتل شرهما خيرهما ، فوهب الله تعالى لآدم ولداً ، فسمّاه هبة الله وكان وصيّه ، فلمّا حضرت آدم صلوات الله عليه وفاته ، قال : يا هبة الله قال : لبيك قال : انطلق إلى جبرئيل فقل : إنّ أبي آدم يقرؤك السّلام ويستطعمك من طعام الجنّة وقد اشتاق إلى ذلك ، فخرج هبة الله ، فاستقبله جبرئيل عليه السلام ، فأبلغه [ رسالة ] ما أرسله به أبوه اليه ، فقال له جبرئيل عليه السلام : رحم الله أباك فرجع هبة الله وقد قبض الله تعالى آدم عليه السلام ، فخرج به هبة الله وصلّى عليه ، وكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة سبعين لآدم وخمساً لأولاده من بعده (2).

4 ـ وبهذا الاسناد عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : ان ابن آدم حين قتل أخاه لم يدر كيف يقتله حتى جاء ابليس فعلّمه ، قال : ضع رأسه بين حجرين ثمّ اشدخه (3).

5 ـ وعن ابن بابويه حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه ، حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن ابن أورمة ، عن عمر بن عثمان ، عن العبقري ، عن أسباط ، عن رجل حدثه عن علي بن الحسين صلوات الله عليه : أن طاوساً ، قال في المسجد الحرام : أوّل دم وقع على الأرض دم هابيل (4) ، وهو يومئذ قتل ربع الناس ، وقال له زين العابدين عليه الصلاة والسلام : ليس كما قال ، إنّ أوّل دم وقع على الأرض دم حوّا حين حاضت ، يومئذ قتل سدس النّاس ، كان يومئذ آدم وحوّا وقابيل وهابيل وأختاه بنتين كانتا.

ثم قال صلوات الله عليه : هل تدري ما صنع بقابيل؟ فقال القوم : لا ندري ، فقال : وكل الله به ملكين يطلعان به مع الشّمس إذا طلعت ، ويغربان به مع الشمس إذا غربت ، وينضجانه بالماء الحار مع حر الشمس حتى تقوم الساعة (5).

6 ـ وبهذا الاسناد عن ابن أورمة ، عن الحسن بن علي ، عن ابن بكر ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : إنّ بالمدينة لرجلاً أتى المكان الذي فيه ابن آدم عليه السلام فرآه معقولاً معه عشرة موكلون به ، يستقبلون بوجهه الشمس حيث ما دارت في الصّيف ، ويوقدون حوله النّار ، فإذا كان الشّتاء يصبّوا عليه الماء البارد ، وكلّما هلك رجل من العشرة أخرج أهل القرية رجلاً ، فقال له : يا عبدالله ما قصّتك لأيّ شيء ابتليت بهذا؟ فقال : لقد سألتني من مسألة ما سألني أحد عنها قبلك ،إنّك أكيس الناّس ، وإنّك لأحمق النّاس (6).

7 ـ وبهذا الاسناد عن ابن أورمة ، عن عبدالله بن محمد ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كانت الوحوش والطّير والسّباع وكل شيء خلقه الله تعالى مختلطاً بعضه ببعض ، فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت ، فذهب كلّ شيء إلى شكله (7).

8 ـ وبإسناده عن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : كان هابيل راعي الغنم وكان قابيل حرّاثاً فلمّا بلغا قال لهما آدم عليه السلام : إني أحبّ أن تقرّبا إلى الله قرباناً لعلّ الله يتقبّل منكما ، فانطلق هابيل إلى أفضل كبش في غنمه ، فقرّبه التماساً لوجه الله ومرضاة أبيه ، فأمّا قابيل فانّه قرّب الزّوان الذي يبقى في البيدر الذي لا تستطيع البقر أن تدوسه ، فقرّب ضغثاً منه لا يريد به وجه الله تعالى ولا رضى أبيه ، فقبل الله قربان هابيل وردّ على قابيل قربانه.

فقال إبليس لقابيل : إنّه يكون لهذا عقب يفتخرون على عقبك بأن قبل قربان أبيهم ،فاقتله حتى لا بكون له عقب ، فقتله فبعث الله تعالى جبرئيل فأجنّه ، فقال قابيل : يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب يعني به مثل هذا الغريب الذي لا أعرفه جاء ودفن أخي ولم أهتد لذلك ، ونودي قابيل من السّماء لُعنت لما قتلت أخاك ، وبكى آدم عليه السلام على هابيل أربعين يوماً وليلةً (8).

9 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، أخبرنا علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لمّا أوصى آدم صلوات الله عليه إلى هابيل ، حسده قابيل فقتله ، فوهب الله تعالى لآدم هبة الله ، وأمره أن يوصي إليه وأمره أن يكتم ذلك ، قال : فجرت السّنة بالكتمان في الوصيّة ، فقال قابيل لهبة الله : قد علمت أنّ أباك قد أوصى إليك ، فإن أظهرت ذلك أو نطقت بشيء منه لاقتلنّك كما قتلت أخاك (9).

10 ـ وعن ابن بابويه ، أخبرنا محمد بن موسى بن المتوكل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لما قرّب ابنا آدم صلوات الله عليه القربان ، فتقبّل من هابيل ولم يتقبّل من قابيل ، دخل قابيل من ذلك حسد شديد ، وبغى قابيل على هابيل ، فلم يزل يرصده ويتبع خلواته حتّى خلا به متنحياً عن آدم عليه السلام ، فوثب عليه فقتله ، وكان من قصتهما ما قد بيّنه الله في كتابه من المحاورة قبل ان يقتله (10).

11 ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن الحسن ، أخبرنا محمد بن الحسن ، أخبرنا محمد بن الحسن بن متّيل ، أخبرنا محمد بن الحسن ، أخبرنا محمد بن سنان ، عن اسماعيل بن جابر وكرام بن عمر ، وعن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله الصادق صلوات الله عليه قال : أوحى الله تعالى إلى آدم صلوات الله عليه : أنّ قابيل عدوّ الله قتل أخاه ، وإنّي أعقبك منه غلاماً ، يكون خليفتك ويرث علمك ، ويكون عالم الأرض وربانيّها بعدك ، وهو الّذي يدعى في الكتب شيثاً ، وسماه أبا محمد هبة الله ، وهو اسمه بالعربية ، وكان آدم عليه السلام بشّر بنوح صلوات الله عليه وقال : انه سيأتي نبيّ من بعدي اسمه نوح ، فمن بلغه منكم فليسلّم له ، فانّ قومه يهلكون بالغرق إلاّ من آمن به وصدّقه ما قيل لهم وما اُمروا به (11 ).

12 ـ وبالإسناد المذكور عن حبيب السّجستاني ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لما علم آدم صلوات الله عليه بقتل هابيل جزع عليه جزعاً شديداً [ عظيماً ] فشكا ذلك إلى الله تعالى ، فأوحى الله تعالى إليه أنّي واهب لك ذكراً يكون خلفاً من هابيل فولدته حوّا ، فلما كان اليوم السّابع سماه آدم عليه السلام شيثاً ، فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم إنما هذا الغلام هبة منيّ إليك فسمّه هبة الله ، فسمّاه آدم به جاء وقت وفاة آدم صلوات الله عليه أوحى الله تعالى إليه أنّي متوفيك ، فأوص إلى خير ولدك ، وهو هبتي الّذي وهبته لك وفأوص اليه وسلّم اليه ما علمتك من الأسماء ، فانّي أحبّ أن لا تخلو الأرض من عالم يعلم علمي ويقضي بحكمي ، أجعله حجّة لي على خلقي ، فجمع آدم صلوات الله عليه ولده جميعاً من الرّجال والنّساء.

ثم قال لهم : يا ولدي أنّ الله أوحى إليّ : إنّي متوفّيك وأمرني أن أوصي إلى خير ولدي وأنّه هبة الله ، وأنّ الله اختاره لي ولكن من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ، فإنّه وصيّتي وخليفتي عليكم ، فقالوا جميعاً : نسمع له ونطيع أمره ولا نخالفه.

قال : وأمر آدم صلوات الله عليه بتابوت ثم جعل فيه علمه والأسماء والوصيّة ثمّ دفعه إلى هبة الله ، فقال له : انظر إذا أنا متّ يا هبة الله فاغسلني وكفّني وصلّ عليّ وأدخلني حفرتي ، وإذا حضرت وفاتك وأحسست بذلك من نفسك ، فالتمس خير ولدك وأكثرهم لك صحبة وأفضلهم ، فأوص إليه بما أوصيت به إليك ، ولا تدع الأرض بغير عالم منّا أهل البيت ، يا بنيّ : إنّ الله تعالى أهبطني إلى الأرض ، وجعلني خليفة فيها وحجة له على خلقه ، وجعلتك حجّة الله في أرضه من بعدي ، فلا تخرجنّ من الدّنيا حتّى تجعل لله حجّة على خلقه ووصيّاً من بعدك ، وسلّم إليه التّابوت وما فيه كما سلّمت إليك ، وأعلمه أنه سيكون من ذرّيّتي رجل نبيّ اسمه نوح يكون في نبوّته الطوفان والغرق ، وأوص وصيّك أن يحتفظ بالتّابوت وبما فيه ، فإذا حضرته وفاته فمره أن يوصي إلى خير ولده وليضع كلّ وصيّي وصيته في التّابوت ، وليوص بذلك بعضهم إلى بعض فمن أدرك منهم نبوة نوح ، فليركب معه وليحمل التّابوت وما فيه إلى فلكه ولا يتخلف عنه واحد ، واحذر يا هبة الله وأنتم يا ولدي الملعون قابيل.

فلمّا كان اليوم الذي أخبره الله أنّه متوفيه تهيّأ آدم صلوات الله عليه للموت وأذعن به ، فهبط ملك الموت فقال آدم : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّي عبدالله وخليفته في أرضه ، ابتدأني بإحسانه ، وأسجد لي ملائكته وعلّمني الاسماء كلّها ، ثم أسكنني جنته ولم يكن جعلها لي دار قرار ولا منزل استيطان ، وإنما خلقني لأسكن الأرض الذي أراد من التقدير والتدبير.

وقد كان نزل جبرئيل صلوات الله عليه بكفن آدم من الجنة والحنوط والمسحاة معه قال : ونزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك صلوات الله عليهم ليحضروا جنازة آدم عليه السلام ، فغسله هبة الله وجبرئيل صلوات الله عليهما وكفنه وحنطه ، ثم قال جبرئيل لهبة الله : تقدم فصلّ على أبيك وكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة ، فحضرت الملائكة ثم أدخلوه حفرته.

فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله تعالى ، فلمّا حضرته وفاته أوصى إلى ابنه قينان وسلّم إليه التّابوت ، فقام قينان في إخوته وولد أبيه بطاعة الله تعالى وتقدّس ، فلمّا حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه يزد وسلّم إليه التّابوت وجميع ما فيه ، وتقدّم إليه في نبوة نوح صلوات الله عليه ، فلمّا حضرت وفاة يزد أوصى إلى ابنه أخنوخ ـ وهو ادريس ـ وسلم اليه التابوت وجميع ما فيه والوصية ، فقام أخنوخ به ،فلما قرب أدله أوحى الله تعالى اليه انّي رافعك إلى السماء فأوص إلى ابنك خرقاسيل ، ففعل ، فقام خرقاسيل بوصية أخنوخ ، فلمّا حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح وسلم اليه التابوت ، فلم يزل التّابوت عند نوح حتى حمله معه في سفينته ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه سام وسلّم إليه التّابوت وجميع ما فيه (12).

13 ـ أخبرنا السّيد أبو حرب بن المجتبى بن الدّاعي الحسني (13) ، أخبرنا الدوريستي (14) عن أبيه ، عن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، الحسن بن علي ، عن عمرو ، عن أبان بن عثمان ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : أرسل آدم ابنه إلى جبرئيل عليه السلام فقال له : يقول لك أبي : أطعمني من زيت الزّيتون التي في موضع كذا وكذا من الجنّة ، فلقيه جبرئيل عليه السلام ، فقال له : ارجع إلى أبيك فقد قبض واُمرنا باجهازه والصّلاة عليه.

قال : فلمّا جهّزوه قال جبرئيل عليه السلام : تقدّم يا هبة الله ، فصلّ على أبيك ، فتقدّم وكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة سبعين تفضيلاً لآدم عليه السلام وخمساً للسنّة.

قال : وآدم عليه السلام لم يزل يعبد الله بمكة حتّى إذا أراد أن يقبضه بعث اليه الملائكة معهم سرير وحنوط وكفن من الجنّة ، فما رأت حوّا عليها السلام الملائكة ذهبت لتدخل بينه وبينهم ، فقال لها آدم : خلّي بيني وبين رسل ربّي ، فقبض ، فغسلوه بالسدر والماء ، ثمّ لحّدوا قبره وقال : هذا سنّة ولده من بعده فكان عمره منذ خلقه الله تعالى إلى أن قبضه سبعمائة وستاً وثلاثين سنة ودفن بمكّة ، وكان بين آدم ونوح صلوات الله عليهما ألف وخمسمائة سنة.

14 ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن الحسن ، حدّثنا محمد بن الحسن الصّفار ، حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، خدّثنا محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : قبض (15) آدم صلوات الله عليه وكبّر عليه ثلاثين تكبيرة ، فرفع خمس وعشرون ، بقي السنّة علينا خمساً ، وكان رسول الله عليه وآله وسلم يكبّر على أهل بدر سبعاً وتسعاً (16).

15 ـ وبهذا الأسناد عن ابن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ان قابيل أتى هبة الله عليه السلام ، فقال : ان أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده ، وأنا كنت أكبر منك وأحق به منك ، ولكن قتلت ابنه فغضب عليّ فآثرك بذلك العلم عليّ وأنّك والله إن ذكرت شيئاً ممّا عندك من العلم الّذي ورثك أبوك لتتكبّر به عليّ ولتفتخر عليّ لاقتلنّك كما قتلت أخاك.

فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل ، ولذلك يسعنا في قومنا التّقية ، لأنّ لنا في ابن آدم اُسوة ، قال : فحدّث هبة الله ولده بالميثاق سرّاً ، فجرت والله السّنة بالوصيّة من هبة الله في ولده ، ومن يتّخذه يتوارثونها عالم بعد عالم ، وكانوا يفتحون الوصيّة كلّ سنة يوماً فيحدّثون أنّ أباهم قد بشّرهم بنوح عليه السلام.

قال : وإنّ قابيل لمّا رأى النّار الّتي قبلت قربان هابيل ظنّ قابيل أنّ هابيل كان يعبد تلك النار ولم يكن له علم بربّه ، فقال قابيل : لا أعبد النار التي عبدها هابيل ، ولكن أعبد ناراً وأقرب قرباناً لها فبنى بيوت النيران (17).

16 ـ وعن ابن بابويه ، حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، حدثنا محمّد ابن أبي عبدالله الكوفي ، حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كان أبو جعفر الباقر عليه الصّلاة والسّلام جالساً في الحرم وحوله عصابة من أوليائه اذ أقبل طاوُس اليماني في جماعة ، فقال من صاحب الحلقة؟ قيل : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : قال : إيّاه أردت فوقف بحياله وسلّم وجلس.

ثم قال : أتأذن لي في السّؤال؟ فقال الباقر عليه السلام : قد آذنّاك فسل قال : أخبرني بيوم هلك ثلث النّاس فقال : وهمت يا شيخ أردت أن تقول : ربع النّاس وذلك يوم قتل قابيل هابيل ، كانوا أربعة : قابيل ، وهابيل ، وآدم وحوّا : ، فهلك ربعهم ، فقال : أصبت ووهمت أنا ، فأيّهما كان الأب للنّاس القاتل أو المقتول؟ قال : لا واحد منهما ،بل أبوهم شيث ابن آدم عليهما السلام.

__________________

  1.  لم ينقل العلامة المجلسي هذا الخبر في البحار عن القصص ، إلاّ أنه موجود فيه ضمن خبر رواه عن العلل في ( 11/220 ـ 221 ) غير أن زرارة رواه عن أبي عبد الله عليه السلام.
  2. بحار الأنوار ( 11/264 ) ، برقم : ( 12 ).
  3. بحار الأنوار ( 11/238 ) ، برقم : ( 23 ).
  4. في البحار : دم هابيل حين قتله قابيل.
  5. بحار الأنوار ( 11/238 ) ، برقم : ( 24 ).
  6. بحار الأنوار ( 11/239 ) ، برقم : ( 25 ) ، وأفاد العلامة المجلسي ; في ذيله : كونه أكيس الناس لأنه سأل عما لم يسأل عنه أحد ، وكونه أحمق الناس لأنّه سأل ذلك رجلا لم يؤمر ببيانه.
  7. بحار الأنوار ( 11/236 ) ، برقم : ( 17 ).
  8. بحار الانوار ( 11/239 ـ 240 ) ، برقم : ( 28 ).
  9. بحار الأنوار ( 11/240 ) ، برقم : ( 29 ).
  10. بحار الأنوار ( 11/240 ـ 241 ) ، برقم : ( 30 ).
  11. بحار الأنوار ( 11/264 ) ، برقم : ( 13 ).
  12. بحار الأنوار ( 11/264 ـ 266 ) ، برقم : ( 14 ).
  13. هكذا في جميع النسخ المخطوطة وموضع في الرياض ( 2/435 ) وفي موضعين منه ( 429 و434 ) وأيضاً في أمل الآمل ( 2/227 ) عن فهرس منتجب الدين : أبو حرب المجتبى بن الداعي ( بن القاسم ) الحسني وهذا هو الصّحيح.
  14. هو الشّيخ أبو عبدالله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي معاصر للشيخ الطوسي تعرّض له في رجاله ص ( 459 ) ووثّقه.
  15. بحار الأنوار ( 11/266 ـ 267 ) ، برقم : ( 15 ).
  16. البحار ، الجزء ( 11/268 ) ، برقم : ( 16 ). والجزء ( 19/320 )
  17. بحار الأنوار ( 3/249 ) من قوله : قال : وإنّ قابيل ، إلى آخره. و( 11/241 ) ، برقم : ( 31 ) أورد فيه تمام الخبر و( 75/419 ) ، برقم : ( 74 ). ذكر فيه من صدره إلى قوله : أسوة.



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



خلال الأسبوع الحالي ستعمل بشكل تجريبي.. هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تحدد موعد افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
على مساحة (1200) م2.. نسبة الإنجاز في مشروع تسقيف المخيم الحسيني المشرف تصل إلى (98%)
تضمنت مجموعة من المحاور والبرامج العلمية الأكاديمية... جامعتا وارث الأنبياء(ع) وواسط توقعان اتفاقية علمية
بالفيديو: بعد أن وجه بالتكفل بعلاجه بعد معاناة لمدة (12) عاما.. ممثل المرجعية العليا يستقبل الشاب (حسن) ويوصي بالاستمرار معه حتى يقف على قدميه مجددا