المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مــدن المعـرفـة
17-12-2021
Andrews-Gordon Identity
19-8-2019
شروط الصداقة
9-5-2020
عدسة مُعَدلة erecting lens
22-2-2019
Checkpoint Control for Entry into S Phase: p53, a Guardian of the Checkpoint
31-3-2021
Ramanujan Continued Fractions
12-5-2020


الاختيار وعملية التنشئة الاجتماعية  
  
2768   01:22 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص185-187
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2017 2273
التاريخ: 26-7-2016 2594
التاريخ: 2024-06-01 818
التاريخ: 18-7-2017 2095

عندما يوجه الفرد سلوكه نحو هدف معين فإنه لا يقوم بجميع أنواع السلوك الممكنة , ولا يستجيب لجميع أنواع المثيرات الممكنة . وهناك نوعان من الاختيار في السلوك (1) :

النوع الأول هو النوع الملاحظ من السلوك كالمشي والكلام والضحك , والكتابة ...الخ . وهذا النوع يبنى على أساس الاختيار . فسلوك الفرد في جنازة غير سلوكه في عرس أو مباراة .

أما النوع الثاني من الاختيار في السلوك , فهو السلوك المدرك . وهنا لا يلاحظ الفرد كل مظاهر الموقف الذي يمر به , وانما يدرك ما يناسب اهتماماته , ويتفق مع طبيعة شخصيته  فإذا شاهد مجموعة من الأشخاص حجراً معيناً , فإن كلاً منهم يدركه بطريقة تختلف عن الآخر  تتوقف على طبيعة اهتماماته . على أن هذين النوعين من الاختيار في السلوك لا ينفصلان عن بعضهما . فالإدراك هو طريقة النظر في المواقف في صورة أنواع السلوك المختلفة التي يمكن أن يتضمنها الموقف. أما الأختيار المنجزفهو طريقة لتنفيذ واحدة من هذه الامكانيات السلوكية المدركة.

وتتضمن عملية الأختيار التي يقوم بها الادراك ثلاث عمليات سيكولوجية :

العملية الأولى : هي الحذف , وتعني أن عملية الإدراك تحذف كثيراً من جوانب الموقف ودقائقه الذي يمر به الفرد , ويستطيع إدراكه , ولكنه لا يدركه . ذلك لأنه يركز اهتماماته على بعض المظاهر المهمة في نظره دون البعض الآخر. وتوضح هذه العملية في حالة الأعمى الذي استرد بصره بعد فترة طويلة من فقدانه .

العملية الثانية : التي يتضمنها الإدراك هي عملية الإضافة . فعندما نلاحظ موقفاً معيناً ملاحظة سريعة عابرة , فإننا نرى الأشياء لا كما هي ولكن كما نكون نحن , ولعل هذا يتضح في حكمنا على الأحداث العامة , فنحن لا نراها كما وقعت بالفعل , ولكن كما نتصورها في عقولنا .

أما العملية الثالثة , فهي عملية التنظيم لما نستطيع إدراكه. وتدخل في عملية التنظيم مجموعتان من العوامل , هي العوامل الموضوعية والعوامل الذاتية . أما الموضوعية فتلك الموجودة في الموقف , وتؤدي إلى التنظيم الإدراكي نفسه لدى جميع الأفراد العاديين . وأما العوامل الذاتية فهي التي تتغير مع تغير الظروف النفسية للفرد , ولا تكون بالضرورة فيما هو موجود في الموقف المدرك .

ومن الجدير بالذكر أن العوامل الموضوعية , قد تخضع في كثير من الأحيان للعوامل الذاتية  متأثرة بعملية الإيحاء الذي يؤدي إلى تركيز الفرد لانتباهه على عوامل موضوعية معينة دون الأخرى . ويتضح تأثير العوامل الذاتية على العوامل الموضوعية ؛ في أن الإنسان عندما يكون منهمكاً في عمل ما , فإنه لا يحس بما حوله ولو كان صوتاً قوياً مثلاً . كما تخضع العوامل الذاتية أحياناً للعوامل الموضوعية ؛ ويتضح هذا التأثير إذا استطعنا فهم الشكل والأرضية .

وترتبط التربية بعملية الانتقاء هذه , إذ إنها هي التي تكونها وهي التي توجهها , فالفرد لا ينتقي أنواعاً معينة من المثيرات والاستجابات نتيجة لعوامل بيولوجية كانت لديه عند ولادته , ولكنه ينتقي كل هذا على أساس ما مارسه من علاقات اجتماعية مختلفة , مع أفراد معينين في مجتمع معين . فعلى أساس الخبرات الاجتماعية التي يمر بها الإنسان ينتقي ما يقابل ويحقق الحاجات التي تكون لديه.

_____________

1ـ محمد لبيب النجيحي، الاسس الاجتماعية للتربية، طبعة اولى، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة،1971،ص114-118.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.