أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2017
2273
التاريخ: 26-7-2016
2594
التاريخ: 2024-06-01
818
التاريخ: 18-7-2017
2095
|
عندما يوجه الفرد سلوكه نحو هدف معين فإنه لا يقوم بجميع أنواع السلوك الممكنة , ولا يستجيب لجميع أنواع المثيرات الممكنة . وهناك نوعان من الاختيار في السلوك (1) :
النوع الأول هو النوع الملاحظ من السلوك كالمشي والكلام والضحك , والكتابة ...الخ . وهذا النوع يبنى على أساس الاختيار . فسلوك الفرد في جنازة غير سلوكه في عرس أو مباراة .
أما النوع الثاني من الاختيار في السلوك , فهو السلوك المدرك . وهنا لا يلاحظ الفرد كل مظاهر الموقف الذي يمر به , وانما يدرك ما يناسب اهتماماته , ويتفق مع طبيعة شخصيته فإذا شاهد مجموعة من الأشخاص حجراً معيناً , فإن كلاً منهم يدركه بطريقة تختلف عن الآخر تتوقف على طبيعة اهتماماته . على أن هذين النوعين من الاختيار في السلوك لا ينفصلان عن بعضهما . فالإدراك هو طريقة النظر في المواقف في صورة أنواع السلوك المختلفة التي يمكن أن يتضمنها الموقف. أما الأختيار المنجزفهو طريقة لتنفيذ واحدة من هذه الامكانيات السلوكية المدركة.
وتتضمن عملية الأختيار التي يقوم بها الادراك ثلاث عمليات سيكولوجية :
العملية الأولى : هي الحذف , وتعني أن عملية الإدراك تحذف كثيراً من جوانب الموقف ودقائقه الذي يمر به الفرد , ويستطيع إدراكه , ولكنه لا يدركه . ذلك لأنه يركز اهتماماته على بعض المظاهر المهمة في نظره دون البعض الآخر. وتوضح هذه العملية في حالة الأعمى الذي استرد بصره بعد فترة طويلة من فقدانه .
العملية الثانية : التي يتضمنها الإدراك هي عملية الإضافة . فعندما نلاحظ موقفاً معيناً ملاحظة سريعة عابرة , فإننا نرى الأشياء لا كما هي ولكن كما نكون نحن , ولعل هذا يتضح في حكمنا على الأحداث العامة , فنحن لا نراها كما وقعت بالفعل , ولكن كما نتصورها في عقولنا .
أما العملية الثالثة , فهي عملية التنظيم لما نستطيع إدراكه. وتدخل في عملية التنظيم مجموعتان من العوامل , هي العوامل الموضوعية والعوامل الذاتية . أما الموضوعية فتلك الموجودة في الموقف , وتؤدي إلى التنظيم الإدراكي نفسه لدى جميع الأفراد العاديين . وأما العوامل الذاتية فهي التي تتغير مع تغير الظروف النفسية للفرد , ولا تكون بالضرورة فيما هو موجود في الموقف المدرك .
ومن الجدير بالذكر أن العوامل الموضوعية , قد تخضع في كثير من الأحيان للعوامل الذاتية متأثرة بعملية الإيحاء الذي يؤدي إلى تركيز الفرد لانتباهه على عوامل موضوعية معينة دون الأخرى . ويتضح تأثير العوامل الذاتية على العوامل الموضوعية ؛ في أن الإنسان عندما يكون منهمكاً في عمل ما , فإنه لا يحس بما حوله ولو كان صوتاً قوياً مثلاً . كما تخضع العوامل الذاتية أحياناً للعوامل الموضوعية ؛ ويتضح هذا التأثير إذا استطعنا فهم الشكل والأرضية .
وترتبط التربية بعملية الانتقاء هذه , إذ إنها هي التي تكونها وهي التي توجهها , فالفرد لا ينتقي أنواعاً معينة من المثيرات والاستجابات نتيجة لعوامل بيولوجية كانت لديه عند ولادته , ولكنه ينتقي كل هذا على أساس ما مارسه من علاقات اجتماعية مختلفة , مع أفراد معينين في مجتمع معين . فعلى أساس الخبرات الاجتماعية التي يمر بها الإنسان ينتقي ما يقابل ويحقق الحاجات التي تكون لديه.
_____________
1ـ محمد لبيب النجيحي، الاسس الاجتماعية للتربية، طبعة اولى، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة،1971،ص114-118.
|
|
تأثير القهوة على الصحة.. ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
|
|
|
|
|
تعطل منصات شركة "ميتا" لدى آلاف المستخدمين
|
|
|
|
|
ضمن برنامج الطالب الفعّال قسم الشؤون الفكرية ينظم محاضرات لطلبة المدارس في ذي قار
|
|
|