المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ترجمة أبي يحيى البلوي
2024-05-28
قصيدتان للبلوي
2024-05-28
بين ابن الجياب ولسان الدين
2024-05-28
أبو الحسن الشامي
2024-05-28
رسالة من الفشتالي
2024-05-28
مقطعات وقصائد تكتب على المباني
2024-05-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العناية اللازمة في إدارة حياة الطفل  
  
2376   01:32 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص354
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من الضروري القيام من اجل تربية وإدارة الطفل ببذل المجهود الفكري والمادي والحماية والعون و.. والخ. ولكن في تنفيذ هذه الامور لا بد من الاشارة الى بعض هذه الامور:ـ

1.الطفل بحاجة الى الحب وليس الى الشفقة، وهو بحاجة الى المودة وليس الى الرقة، وعلى هذا الاساس فلا يجوز ان تسارعي الى البكاء كلما رأيت الطفل، لأن هذا الامر ضار جداً للطفل.

2. جنبي الطفل محبة الآخرين المفرطة، وحذريه منها، فليس من الصحيح ان يقوم كل من يرى الطفل، وكائناً من كان بإغراقه بالقبلات وما شابه، او تقديم الهدايا العديدة والثمينة له، لأن مثل هذه التصرفات ربما تسبب بقاءه منفصلاً عن واقعة وعدم استعداده لبناء نفسه.

3. امّني الحماية للطفل، ولكن اجتنبي الحماية المفرطة حتى لو كانت من باب المحبة والحرص عليه.

4.يجب على اولياء الرجل أن يقوموا بتنفيذ واجراء قواعد الانضباط على الطفل تدريجياً وبشكل طبيعي، وأن يمارسوا عليه نوعاً من التحكم والسيطرة من خلال الامر والنهي، وعليهم ان يعلموا أن هذا الشيء أساسي ومصيري للطفل، ولا يجوز التساهل فيه.

5.الاكثار من الاوامر والنواهي دون حد وباستمرار له اثر سلبي على الطفل، وليس فقط في كونه لا يعلم الطفل، بل في كونه يسد عليه طريق النضج والنمو، وربما يصبح سبباً لحصول وظهور اضطرابات مختلفة.

6. ليكن اي مقدار من العناية والاهتمام به على شكل رصيد تربوي، حتى يتمكن الطفل فيما بعد من الاستفادة منه.

7. لا تضربي الطفل، بل حاولي عن طريق توجيه الارشادات والملاحظات والتشجيع، واحياناً عن طرق العتاب او الاعراض عنه، جذبه وشده الى جادة الصواب، وبالطبع عندما يحكم الشرع والعقل والمنطق بضرورة ذلك، تعاملي معه كأبن ولا تخافي من ردعه ولو بالضرب.

8. لا تلجئي الى اسلوب التحقير، ولا الى اسلوب التمييز، لأن اعراضه وخيمه ومؤلمة، ولا يتحمل الطفل الظلم وانعدام الانصاف، وإذا لم يتمكن من الدفاع عنه نفسه فإنه يتحول الى شخص حاد وعصبي المزاج وعدائي.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.