المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مهيار الديلمي  
  
4559   09:51 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص98-100
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2396
التاريخ: 26-12-2015 3819
التاريخ: 11-3-2016 3346
التاريخ: 10-04-2015 1757

هو أبو الحسين مهيار بن مرزويه الكاتب الفارسيّ الديلمي الشاعر المشهور.

كان مهيار مجوسيا فأسلم، سنة 394 ه‍ (1003 م) على يد الشريف الرضيّ في الأغلب، ثم سكن بغداد و كان يحضر يوم الجمع في جامع المنصور فيقرأ الناس عليه شعره.

و توفّي مهيار ليلة الأحد في خامس جمادى الآخرة 428(27/3/1037 م) .

تخرّج مهيار في نظم الشعر على الشريف الرضيّ، و كان يقتدي به في أبواب كثيرة من شعره. و هو شاعر مكثر جزل القول رقيق الحاشية طويل النفس شديد النزعة الوجدانية بارع في الوصف و النسيب و المعاني الروحية.

مختارات من شعره:

قال مهيار الدّيلميّ في تعاليه عن أحوال الدنيا إذا كانت تجتلب بذلّ النفس:

متى ضنّت الدنيا عليّ فأبصرت... لساني فيها بالسؤال يجود

إذا كنت حرّا فاجتنب شهواتها... فإنّ بنيها للزمان عبيد

إذا شئت أن تلقى الأنام معظّما... فلا تلقهم إلاّ و أنت سعيد

- قال يفتخر:

أعجبت بي، بين نادي قومها... أمّ سعد (1) فمضت تسأل بي

سرّها ما علمت من خلقي... فأرادت علمها ما حسبي (2)

لا تخالي نسبا يخفضني... أنا من يرضيك عند النسب

قومي استولوا على الدهر فتى... و مشوا فوق رؤوس الحقب (3)

و أبي كسرى علا إيوانه... أين في الناس أب مثل أبي (4)

قد قبست المجد من خير أب... و قبست الدين من خير نبي

و جمعت المجد من أطرافه... سؤدد الفرس و دين العرب

و قال في النسيب (5):

يا نسيم الصبح من كاظمة... شدّ ما هجت الجوى و البرحا (6)

الصبا-إن كان لا بدّ-الصبا... إنها كانت لقلبي أروحا (7)

يا نداماي بسلع، هل أرى... ذلك المغبق و المصطبحا (8)

فاذكرونا ذكرنا عهدكم... ربّ ذكرى قرّبت من نزحا (9)

و ارحموا صبّا إذا غنّى بكم... شرب الدمع و عاف القدحا

قد عرفت الهمّ من بعدكم... فكأنّي ما عرفت الفرحا

_______________________

1) أم سعد (كناية عن العرب) . مضت (ذهبت) تسأل بي: جعلت تكثر من السؤال عني.

2) الحسب: العمل الحميد. و الملموح أن مهيار يقصد النسب الشريف.

3) استولوا على الدهر فتى: ملكوا منذ زمن بعيد (منذ كان الدهر صغيرا) . الحقبة (بكسر الحاء) : المدة من الزمن. مشوا فوق رءوس الحقب: اشتهروا كثيرا أو عزّوا (قووا) .

4) علا: فعل ماض لازم. إيوانه (عرشه) فاعل (عظم ملكه) .

5) ينسب الباخرزي (دمية القصر 77) هذه الابيات الى الحسن بن مهيار.

6) كاظمة: بلدة كانت جنوب البصرة (هي بلدة الجهرة شرق مدينة الكويت اليوم) . الجوى: شدة الحب. البرح: الشدة. و مهيار يستعمل كلمة كاظمة كناية عن مكان مقدس لا بالمعنى الجغرافي.

7) الصبا: الريح الهابة من الشرق (و تكون في نجد باردة لأنها تكون قد مرت فوق جبال ايران ثم تلطفت بمياه خليج البصرة) . أروح: أحسن، أكثر راحة و أشد احداثا للسرور في النفس.

8) سلع: الحجر. و سلع اسم لعدد من الأمكنة؛ المقصود هنا مكان في الحجاز-المغبق: اسم مكان تشرب فيه الخمر مساء. المصطبح: اسم مكان تشرب فيه الخمر صباحا (هذه الابيات تغزل شبه صوفي بالاماكن المقدسة) .

9) نزحا: ابتعد.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.