لم يرد نفي الاستطاعة عن الكفار بل نفي القبول عنهم
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج2 ، ص 121-123.
3-12-2015
5523
قوله سبحانه : {مٰا كٰانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ} [هود : 20] .
الظَّاهر يقتضي نفي استطاعتهم السمع والبصر وليس بفعل للعبد ولا يصح أن يكون له قدرةٌ عليه .
وقد ذمَّهُم بأنهم لا يستطيعون كالأعمى والأصم . والأعمى والأصم لا يستحقان الذم على كونهما أعمى وأصم .
والسَّمعُ والبصر ليس بمعنى فيكون مقدوراً لأن الإدراك ليس بمعنى . ولو ثبت أنه معنى لكان غير مقدور للعبد من حيث يختص القديم تعالى بالقُدرةِ عليه .
هذا إذا أريد به نفس الحاسة وهي غير مقدورة للعباد لأن الجواهر وما يختص به الحواس من البينة مما يصح به الإدراك ما يتفرد القديم تعالى بالقدرة عليه .
ولم يرد الله تعالى نفي الاستطاعة وإنما أراد بها نفي القبول عنهم واستثقالهم له كقول القائل : ما أستطيع أن أسمع كلام فُلانٍ . ولا يستطيع فلان أن يراني ولا أن يسمع بذكري .
وقوله : {لٰا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} [الكهف : 101] . أي : يستثقلُونَ . ويقولُ من يكلِّف غيرهُ أمراً : يستطيع أن يذهب بي إلى موضع كذلك .
كما حكى الله تعالى عن الحواريين : {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنٰا مٰائِدَةً مِنَ السَّمٰاءِ} [المائدة : 112] . فهم لم يشكوا في أن الله تعالى قادر فلو شكُّوا لكانُوا كفارا ولكن أرادوا : هل ينزلُ علينا مائدة ؟
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة