قصة النبي إبراهيم واحياء الطيور
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج1، ص285-286.
2024-11-14
1706
قصة النبي إبراهيم واحياء الطيور
قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة : 260].
قال عليّ بن محمد بن الجهم : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليّ بن موسى عليه السّلام ، فقال له المأمون : يا بن رسول اللّه ، أليس من قولك أنّ الأنبياء معصومون ؟ قال : « بلى » .
فسأله عن آيات من القرآن ، فكان فيما سأله أن قال له : فأخبرني عن قول اللّه : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي }.
قال الرضا عليه السّلام : « إن اللّه تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه السّلام :
أنّي متّخذ من عبادي خليلا ، إن سألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم عليه السّلام أنّه ذلك الخليل ، فقال : رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي على الخلّة قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . فأخذ إبراهيم عليه السّلام نسرا وبطّا وطاوسا وديكا فقطعهن وخلطهنّ ، ثمّ جعل على كلّ جبل من الجبال التي كانت حوله - وكانت عشرة - منهنّ جزءا ، وجعل مناقيرهنّ بين أصابعه ، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ ، ووضع عنده حبّا وماء ، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتّى استوت الأبدان ، وجاء كلّ بدن حتّى انضمّ إلى رقبته ورأسه . فخلّى إبراهيم عليه السّلام عن مناقيرهن فطرن ، ثمّ وقعن وشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحبّ ، وقلن : يا نبيّ اللّه ، أحييتنا أحياك اللّه . فقال إبراهيم عليه السّلام :
بل اللّه يحيي ويميت ، وهو على كلّ شيء قدير » .
قال المأمون : بارك اللّه فيك يا أبا الحسن « 1 » .
_____________
( 1 ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : ج 1 ، ص 198 ، ح 1 .
الاكثر قراءة في قصة النبي ابراهيم وقومه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة