ذلك الجسد الناعم الذي ضاجعته في الليل وقسوت به في النهار..

تلك الروح التي عدّت الأيام تنتظر، وفي ظل قوة واقتدار رجولي، ناصرا ومعيناً.. لكنني صببت الهراوة على أم رأسها والسوط على جسدها.

ستأخذ الحيرة والضياع أولادي وسيلتهب قبري المظلم بالنيران التي أحجبتها من قبل بنفسي؛ هناك حيث لا عائلة ولا زوجة ولا ولد بل خزين من الأعمال والعلاقات مع الآخرين دون نسيان أو محو شيء منها.

أعرف شاباً له من الأخلاق الحميدة النصيب الوافر، إلآ أنه يقدم على حبس زوجته في غرفة وضع عليها قفلاً كبيرا كلما أراد الخروج من البيت.. متذرعاً: لئلا يرى الجار من مكان مرتفع ساعديك حين الوضوء أو غسل الأواني.

إنه الجنون بعينه، لقد سلب منهما ابتسامة حتى شهر العسل مما ترك أثره السيء للغاية حتى اليوم على المرأة بل إن الطفل الذي شاهد طريقة تصرفاته أو أحسها بات اليوم بين يدي طبيب نفساني، ليس إلا.

أنت أيها الشاب إذا كنت تغار على زوجتك، فاقرأ ما أوصى به الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ابنه الإمام الحسن (عليه السلام): (إياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم، ولكن أحكم أمرهن فإن رأيت عيباً فعجل النكير على الصغير والكبير وإيّاك أن تعاتب فيعظم الذنبُ ويهون العتب)(1).

ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في مكان آخر: (إن رأيت من نسائك ريبة فعاجل لهن النكير على الصغير والكبير وإيّاك أن تكرر العتب فإن ذلك يغري بالذنب ويهوّن العتب).

إن دور الشيطان الرجيم يقوى ويتعزز حينما تقدم عبادة النفس على عبادة الخالق تعالى وتبتعد الشخصية الإلهية للإنسان، ويعد اعجاب الشابة بجسدها ومفاتنها من النماذج البارزة لهذه العبادة؛ فالفتاة التي تعتبر جسدها ومفاتنها عوامل جذبها ستكون معرضة لا سمح الله للانقياد للعجب بالنفس وبالتالي عبادتها. إن هذه الحال تسوقها للخروج من محراب الزوجية إلى غرفة زليخا لتعرض ما لديها على رجل غريب في مقابل معصية كبيرة لا تغتفر، مما يستوجب على الزوج أن ينقي العلاقات دوماً في إطار العائلة ويعمل على عدم ارتكاب الحماقات التي تستبع أموراً لا يحمد عقباها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج5، ص537.