أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-16
1072
التاريخ: 23-10-2016
1542
التاريخ: 23-10-2016
1562
التاريخ: 2023-09-27
1058
|
تلاوة القرآن: قراءته، وسُمّيت تلاوةً؛ لأنّ الكلمات فيها تتلو بعضها. ولا تستعمل لقراءة النص العادي، ولذا يقال: قرأ الرسالة وتلا القرآن. قال تعالى:
ـ {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ} [يونس: 61].
ـ {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ} [فاطر: 29].
ـ {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121].
نعم، استعملت لتلاوة آيات الله غير القرآن: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129].
وسَمَّى الوحيَ الى النبي صلى الله عليه وآله تلاوة: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 58].
وقد كان مصطلح التلاوة مستعملاً لطريقة قراءة الكتاب الإلهيّ قبل القرآن.
قال تعالى:
ـ {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 78].
ـ {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44].
فمعنى أنّ الإمام المهدي عليهالسلام تالي كتاب الله، أنّه التالي الرسميّ للقرآن، فهو منصوبٌ من الله تعالى لتلاوته؛ لأنّه ممّن أورثهم الله الكتاب: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]. ومن الذين عندهم علم الكتاب: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43]. وممّن عندهم تفسير الكتاب وبيانه، الذين وعد بهم الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 17 - 19].
وهذه الصفات لا توجد إلا في عترة النبي صلى الله عليه وآله، ولهذا أوصى بهم وقرنهم بالقرآن فقال: إنّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي.
فالإمام المهدي عليهالسلام يتلو القرآن على الأمّة، ويفسره لها، ويظهر علومه ومعجزاته، كما أنّه يتلوه على العالم ويفسّره لهم بلغاتهم، ويدعوهم اليه.
السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه:
معنى ترجمان القرآن: أنّ الإمام المهدي عليه السلام يُترجم القرآن الى لغات الناس المفهومة، أي يفسّره لهم، فالذين يعرفون العربية يحتاجون الى تفسيره ويسمّى ترجمة. وغيرهم يحتاجون الى ترجمته وتفسيره.
قال ابن منظور «12 / 66»: «التُّرجمان بالضم والفتح: هو الذي يُتَرْجِم الكلام، أَي ينقله من لغة إلى لغة أُخرى، والجمع التَّراجِم».
والقرآن لا تتم حجيّته إلا بمفسّر رسميّ له قيِّمٍ عليه؛ لأنّ فيه المحكم والمتشابه، والعام والخاص، والناسخ والمنسوخ.. الخ.
ولذا ورد أنّه إنّما يفهم القرآن من خوطب به وهم أهل البيت عليهم السلام، فهؤلاء يفهمونه حق فهمه، ويتلونه حق تلاوته.
وفي الكافي «8 / 311»: «دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: هكذا يزعمون. فقال أبو جعفر عليه السلام: بلغني أنّك تفسّر القرآن؟ فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: بعلم تفسّره أم بجهل؟ قال: لا، بعلم، فقال له أبو جعفر: فإن كنت تفسّره بعلم فأنت أنت، وأنا أسألك؟ قال قتادة: سل. قال: أخبرني عن قول الله عزّ وجل في سبأ: {وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال، يريد هذا البيت كان آمناً، حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر عليه السلام: نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنّه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال، يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة: اللهمّ نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد أخذته من الرجال، فقد هلكت وأهلكت.
ويحك يا قتادة، ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفاً بحقّناً يهوانا قلبه كما قال الله عزّ وجل: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37] ولم يعنِ البيت فيقول: إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم عليه السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجّته وإلا فلا.
يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم يوم القيامة، قال قتادة: لا جرم والله لا فسّرتها إلا هكذا. فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إنّما يعرف القرآن من خوطب به». ومن خوطب به ليفسّره للناس، هم رسول الله وأهل بيته صلى الله عليه وآله.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: «أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا، كذباً وبغياً علينا، أنْ رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم. بنا يُستعطى الهدى ويُستجلى العمى. إنّ الأئمة من قريش، غرسوا في هذا البطن من هاشم. لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم»! «نهج البلاغة: 2 / 27».
وهم الذين عندهم علم الكتاب، والذين أورثوا الكتاب، وأهل الذكر. وقد روى السيوطي في الدر المنثور بثلاث روايات «3 / 324»: «أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة، عن علي بن أبي طالب قال: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن. فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال أما تقرأ سورة هود: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود: 17] رسول الله على بيّنة من ربّه، وأنا شاهد منه».
وفي تفسير العياشي «2 / 220» عن عبد الله بن عطاء قال: «قلت لأبي جعفر: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أنّ أباه الذي يقول الله: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] قال: كَذِبَ، هو علي بن أبي طالب»!
وبهذا يتّضح معنى أنّ الإمام المهدي عليه السلام ترجمان القرآن؛ لأنّه مفسّره الرسميّ، والقيِّم عليه، ووارث علومه.
وقال الإمام الكاظم عليهالسلام: «إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشكَّ في أمره، فقال: {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل: 20]، حين فقده فغضب عليه وقال: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل: 21] وإنّما غضب؛ لأنّه كان يدله على الماء، فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعطَ سليمان! وقد كانت الريح والنمل والإنس والجن والشياطين والمردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه! وإنّ الله يقول في كتابه: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد: 31] وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان، وتحيي به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وإنّ في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به، مع ما قد يأذن الله ممّا كتبه الماضون، جعله الله لنا في أم الكتاب. إنّ الله يقول: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل: 75] ثم قال: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]، فنحن الذين اصطفانا الله عزّ وجلّ وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء». «الكافي: 1 / 226».
فترجمة الإمام المهدي عليه السلام للقرآن تعني إظهار علومه للبشر، وكشف معجزاته وأسراره، واستثمار طاقاته التي أودعها الله فيه.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|