أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-27
1387
التاريخ: 2024-04-25
780
التاريخ: 2024-04-05
983
التاريخ: 2024-04-06
1075
|
أما الخواتم التي تُنسَب إلى «تحتمس الثالث» فقد صُنِعت من كل المواد إلا الفخار المطلي الذي لم يظهر استعماله إلا في عهد «تحتمس الرابع»، أما الجعارين التي صُنِعت في عهد هذا الفرعون فهي أكثر من أي جعارين صُنِعت في عهد أي ملك آخَر، ولدينا عدد عظيم من الجعارين تحمل طغراء «تحتمس الثالث»، وكل واحد منهما يشير إشارة صريحة إلى حادث معين أو مرحلة معينة خاصة من مراحل حياة هذا الفرعون، وهذه الجعارين تشبه في حجمها جعارين الملكة «حتشبسوت» التذكارية، مثال ذلك: (1) جعران من الذهب نعلم منه أن «تحتمس الثالث» وُلِد في طيبة، كذلك جعران رُسِم عليه «تحتمس الثالث» وهو غضُّ الإهاب، يفوق سهمه للرماية (2) ، وإذا كان ها الرسم لا يدلُّ على حادث معين، فإنه يذكِّرنا على أية حال بالجعارين التاريخية التي نقشها «أمنحتب الثالث» عن الصيد والقنص. كما وُجِد له جعران كُتِب عليه «تحتمس الثالث» مثبت على ظهر أعدائه، وهنا نجد أن كلمة أعداء مخصصة بصورة حصان، وهذا المخصص من الأهمية بمكان؛ لأننا نعرف أن الحصان كان قد أُحضِر إلى مصر في بداية الأسرة الثامنة عشرة (راجع: Petrie. “Scarabs” XXVI). وكذلك نُقِش على ظهر جعران صورة فتاة سورية جالسة القرفصاء، وعلى وجه الجعران نُقِش: «تحتمس الثالث يخرب قادش.» وعلى جعران آخَر نُقِش: «الإله الطيب تحتمس يهزم قادش.» ولا نزاع في أن نقوش الجعارين الثلاثة الأخيرة تشير إلى حروب تحتمس. ومما هو جدير بالملاحظة أننا نشاهد على جعران آخَر رسم الفرعون وهو ساجد يتعبَّد أمام مسلة، وعليه نُقِشت العبارة التالية: «تحتمس الثالث الذي أُقِيمت من أجله المسلتان في معبد آمون.» وعلى آخَر نُقِش: «تحتمس يقدِّم آثارًا في معبد آمون أو تحتمس الثالث مخلد بالآثار «. وفي متحف «اللوفر» يوجد له جعران (Louvre, 3408) نُقِش عليه: «تحتمس الثالث في السماء مثل القمر، والنيل في خدمته، وإنه يفتتح صيده لأجل أن يمنح مصر الحياة «. وأخيرًا نجد له بعض الجعارين التاريخية ترفع من شأنه، مثال ذلك: نقش على جعران: «تحتمس سيد الحكام.» (راجع: A. S. Vol. XXXIX. p. 113 ff). فمن نقوش هذه الجعارين نعرف شيئًا عن نواحي حياة «تحتمس الثالث»، ونشاطه في كل الميادين الحربية والاجتماعية والدينية وميادين العمارة وغيرها. وقد بقي اسم «منخبر رع» يُنقَش على التعاويذ والجعارين في العهود التي تلت حكمه بدرجة تفوق حدَّ الوصف، حتى إن نسبة وجود اسمه على الجعارين كانت بنسبة جعرانين لكل ثلاثة جعارين موجودة في العالم؛ ولا نزاع في أن شهرته التي استمرت على هذه الصورة تتعاقبها الأجيال، تُظهِر كيف أن فخامة عصره وسمو مكانته قد تركتَا أثرهما العميق في نفوس المصريين الذين كانوا يعتبرون عصره أزهى عصر في تاريخهم، ولا يدهشنا إذن أنَّا نجد بعض الملوك الذين أتوا بعده بقرون عدة كانوا يتشبهون به، حتى إنهم لقَّبوا أنفسهم بلقبه «منخبر رع»، ولا أدل على ذلك من أن أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين سمَّى نفسه «منخبر رع»، وكذلك نجد «بعنخي» الإثيوبي أعظم ملوك الأسرة الخامسة والعشرين لُقِّب بلقب هذا الفاتح العظيم تبرُّكًا وتيمُّنًا. ولقد بلغ من تعلق الشعب المصري بذكر «تحتمس الثالث» وحب الافتخار به درجةً حدت بأفراد عامة الشعب أن يتسموا بلقبه «منخبر رع»، فكانت هذه أول بدعة في تاريخ مصر؛ إذ لا نعرف قط بقدرِ ما وصلَتْ إليه معلوماتُنا أن لقب فرعون من السابقين أو اللاحقين قد استعمله أفراد الشعب اسمًا علمًا يُنادَى به كسائر الأسماء، ولا غرابة فقد كان لفظ «منخيريا» سيفًا يُضرَب به المثل في الأقطار الآسيوية لقوة السلطان والعظمة والوفاء، بل أكثر من ذلك نجد أنه كان يُتعبَّد له في هذه الجهات، فقد طلب أمير «تونب» تمثال «تحتمس الثالث» وبنى له معبدًا في بلدته، وأقام له الشعائر، كما وُجِدت لوحة لأحد كبار رجال الدولة المسمَّى «ابن إثي»، وهو آسيوي الجنس من عهد الملك «مرنبتاح»، يُشاهَد فيها هذا الموظف وهو يتعبَّد للفرعونين «تحتمس الثالث ومرنبتاح» نفسه(3) (A. S. XL. p. 45 ff).
............................................
1- راجع: A. S. Vol. XXXIX. p. 11.
2- راجع: Petrie, “Scarabs & Cylinders” , Pl. XXVI.
3- وكذلك نشاهد بعض أفراد الشعب يتعبدون لهذا الفرعون في صورة أوزير في خلال الأسرة الثانية والعشرين (راجع: J. E. A. Vol. V. p. 177. Pl. XXXI).
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|