المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاستغفار والتسبيح لمن يُرِيدُ الولد
2024-11-10
استحباب نِساء قريش وبني هاشم
2024-11-10
النـماذج الـتقليديـة لسـلـوك المـستهـلك
2024-11-10
انـواع المـستـهلكـيـن فـي الاسـواق
2024-11-10
مراحل تـطور المـفهـوم التـسويـقــي 2
2024-11-10
مراحل تـطور المـفهـوم التـسويـقــي 1
2024-11-10

Megalithic man and the Sun
26-7-2020
ابن الياسمين
8-8-2016
إحتجاج علي بن الحسين عليهما السلام حين خرج من الفسطاط على من نكث العهود وتوبيخه إياهم على غدرهم
27-10-2019
انتاج شتلات الخضر في البيوت المحمية
22-2-2017
من مسائل الخلط عند الحائض
2024-10-15
أنواع المد
4-1-2016


الأم وتربية الطفل  
  
907   10:30 صباحاً   التاريخ: 2024-02-14
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 214 ــ 215
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2498
التاريخ: 8-1-2016 2165
التاريخ: 7-9-2018 1799
التاريخ: 10-1-2016 2440

إن الأم أو المربية، وبهدف تربية الطفل، تقوم دائماً بمنع الطفل من إلحاق الأذى ببقية الأطفال، وتقف بوجه تصرفاته التخريبية. وبالتدريج فإن هذه النصائح المستمرة تترك أثراً في نفسية الطفل، وبعد مدة يكف عن إنزال الأذى برفاقه الأطفال، ولكن غريزة التخريب والهجوم تبقى في باطنه بصورة فعالة وتطالب بإرضائها.

ويكبر الطفل، يخرج من الغرفة إلى ساحة البيت والحديقة، فيوجه غريزة تخريبه إلى المزروعات والحيوانات، فيكسر أغصان الأشجار، ويفتت الأزهار ويوجه الماء إلى حفر النمل، ويفرح للإختلال الذي يحدثه في حياتها، ويدمر أعشاش العصافير، ويضرب جراء الكلاب والقطط الصغيرة، وبهذه الأعمال فإنه يشبع لديه غريزة التخريب والهجوم.

ويواجه الأطفال في أعمالهم هذه تحذيرات الكبار ولومهم، من تعنيف الوالدين إلى المربية والفلاح والخادم وبقية الأفراد، فهم يلومونهم، ويمنعونهم من تكرار هذه الأعمال القبيحة والمنافية للتربية والأخلاق.

إن التحذيرات العنيفة والتوبيخ المكرر للكبار أمور تؤثر في الصغار، وبالتدريج يبدأون بوعي قبح أعمالهم، وبعد مدة يفهمون أنهم لا يستطيعون، بهذه الأعمال التخريبية، إشباع ميولهم وطلباتهم النفسية، لذا يجبرون على تركها، ولكن غريزة التخريب والهجوم تبقى في بواطنهم يقظة، متحركة نحو الهجوم والتخريب.

الشاب وغريزة الهجوم.

يكبر الطفل، ويصل إلى مرحلة البلوغ والشباب، ويدخل إلى المجتمع وتتفتح لديه غريزة التخريب والهجوم أكثر مما مضى، ويكون أكثر استعدادا للاشتباكات والشجار، والإرباك والتدمير، والأعمال الهجومية الاخرى، ولكنه قدر الإمكان، لا يندفع نحو الأعمال التخريبية، لأنه يشعر بأنه فرد مسؤول في المجتمع، وأنه إذا قام بعمليات تخريب وهجوم فإنه سيواجه المحاكم القضائية والقوانين الجزائية، ولهذا فإنه يضطر إلى الإبتعاد عن تنفيذ مطالب غريزته.

خلال السنوات الطويلة، وإثر ضغوط التربية العائلية والرقابة الإجتماعية والقوانين، فإن غريزة التخريب والهجوم بدأت تقمع، وتبعد عن الظهور العلني، وهذا لا يعني ان الغريزة تزول وتندثر، وإنما تغير مكانها إلى الضمير الباطني، في انتظار الفرصة المناسبة، فإذا اتيحت الظروف المناسبة والموافقة فإنها تقوم بنشاطها وفعالياتها وتحريكاتها التخريبية مرة أخرى.

إن من يعشق الرئاسة، ويريد إشباع تعطشه للسلطة والتحكم بالآخرين، فإنه يقوم بنشاطات توصله لهذا الهدف، إن لم يصطدم بحواجز مانعة تمنعه من إشباع غريزته وإذا ما اعترضه عارض فإنه يتضايق، ويغضب ويقوم بالصراع، ولا يدع سبيلا إلا سلكه للوصول إلى الجلوس على كرسي الرئاسة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.