مرض التقرح السيتوسبوري Cytospora canker

يتسبب التقرح السيتوسبوري عن العديد من أنواع الفطر الناقص .Cytospora spp من الرتبة Sphaeropsidales، والطور الجنسي لهذا الفطر يتبع الفطريات الزقية من الجنس Valsa. ويبدو أن بعض أنواع السيتوسبورا متخصصة تجاه مضيفاتها، ولا تصيب أنواع أخرى من الأشجار.

يصيب هذا المرض العديد من الأشجار الحراجية مثل الحور والصفصاف والبتولا والدلب والدردار، إضافة إلى العديد من الأشجار المثمرة مثل التفاح والسفرجل والجوز والكرمة واللوزيات. وينتشر المرض بكثرة في غوطة دمشق، ويسبب أضرارا اقتصادية مهمة على الحور، وخاصة في المشاتل، أو خلال السنوات الأولى من الزراعة في الحقل.

الأعراض:

تظهر الأعراض على شكل مساحات صفراء أو بنية – برتقالية داكنة نوعاً ما على قلف الجذع أو الأغصان المصابة، لا تلبث أن تموت. ومع اتساع منطقة التقرح، القلف الخارجي المصاب غائراً قليلاً عن السطح، وبلون أسود، أو بني، أو رمادي، أو بني محمر، أو أصفر، وذلك تبعاً للنوع النباتي المضيف ولمرحلة تطور المرض، وإذا نزع القلف تبين أن منطقة الكامبيوم مسودة وتصدر منها رائحة كريهة. وتظهر على القلف الميت في مرحلة لاحقة فوهات البكنيدات على صورة نقاط داكنة وبارزة قليلاً، تخرج منها في الجو الرطب إفرازات هلامية على شكل خيوط لولبية ملتفة برتقالية اللون، أو متجمعة على السطح بصورة قطرات، ويشاهد على اللوزيات خروج إفرازات صمغية. وتكون الهلامة صلبة في الجو الجاف، وتتميه عندما تتعرض لماء المطر أو الندى. ويمكن أن يبقى القلف الميت على الأشجار لعدة سنوات، ثم يسقط على شكل شرائح كبيرة.

أعراض الإصابة بالتقرح السيتوسبوري على الحور المتسبب عن الفطر Cytospora A) .chrysosperma) إفرازات هلامية برتقالية اللون على القلف الميت لجذوع الأشجار المصابة. (B) إفرازات هلامية خيطية ولولبية الشكل تخرج من فوهة البكنيدات.

دورة المرض:

تعتبر هذه الفطريات رمية بشكل عام أو متطفلات ضعيفة تعيش على الجذوع الميتة. لذلك فهي تهاجم الأشجار المضعفة نتيجة تعرضها لإجهادات مختلفة مثل الجفاف، أو عدم التوازن الغذائي، أو الصقيع، أو إصابة الجذور بالنيماتودا، أو الإصابات الحشرية، أو الإصابة بفطريات متطفلة أخرى، أو تعرضها إلى مبيدات الأعشاب وغيرها. وتحدث الإصابة عادة من خلال الجروح، أو الندب الورقية. وبعد موت القلف بفترة قصيرة يشاهد نوعان من الإثمارات الفطرية السوداء بحجم رأس الدبوس متشكلة على مطارح فطرية Stromata على القلف المصاب: البكنيدات التي تمثل الطور اللاجنسي للفطر، والثمار الزقية الدورقية Perithecia والتي تمثل الطور الجنسي. وفي الجو الرطب والدافئ تمتص البكنيدات الماء وتنتفخ، وتخرج منها خيوط ملتفة رفيعة وطويلة، تدعى بالقرون البوغية، وتتكون هذه القرون البوغية الصفراء إلى البنية المحمرة من كتل من الأبواغ وحيدة الخلية في هلامه جيلاتينية. وعند سقوط الأمطار، تتميه الهلامة، وتتحرر الأبواغ لتحمل برذاذ المطر والرياح، كما تساهم الحشرات والعصافير وأدوات التقليم بنشر المرض إلى الأشجار الأخرى. وتتشكل الثمار الزقية في الخريف والشتاء بعد تشكل البكنيدات في نفس المطارح الفطرية أو في مطارح جديدة.

يمضي الفطر فصل الشتاء على شكل مشيجة أو أبواغ كونيدية أو أبواغ زقية في القلف الميت. ويتجدد المرض عادة بالطريقة اللاجنسية، أما الطور الجنسي فليس له أهمية عملية في دورة الحياة. وتحدث الإصابة عادة من خلال الجروح في القلف التي تنشأ عادة من الأضرار الميكانيكية، وينمو الفطر في القلف وفي الحلقات القليلة الخارجية من الخشب. ويتطور التقرح عادة في الخريف والشتاء وبداية الربيع، ويتسع ببطء في درجات الحرارة المنخفضة (2 – 10 °م).

المكافحة:

- باعتبار أن المرض يهاجم عادة الأشجار الضعيفة، ولا يستطيع مهاجمة الأشجار السليمة والقوية النمو، لذلك فإن الطريقة الرئيسة لتجنب الإصابة هي المحافظة على نمو قوي للأشجار بالتسميد المتوازن من منتصف الخريف حتى نهايته وبداية الربيع، وتجنب تعريض الأشجار للجفاف. كما أن الفترة الأكثر حرجا هي السنة الأولى بعد النقل من المشتل، حيث يكون المجموع الجذري ضعيفا والنمو بطيئة. لذلك من الضروري تأمين نمو سريع ومنتظم، وذلك بتوفير التغذية والري المناسبين.

- من الاحتياطات الواجب اتخاذها إجراء التقليم خلال فترة جافة غير ممطرة، والتخلص من مخلفات التقليم الذي يمكن أن ينمو عليها الفطر، وتطهير أدوات التقليم.

- إزالة الفروع المصابة. كما يمكن إجراء المكافحة الكيميائية الوقائية برش الأشجار بعد التقليم بمزيج بوردو، أو بأوكسي كلور النحاس. ومن المفيد تطهير العقل قبل زراعتها، والغراس بعد اقتلاعها من المشتل بغمرها في المركبات المذكورة سابقا.