يختلف السلوك البيئي للفوسفور، وهو مغذي النبات الثاني من حيث الأهمية، عن سلوك النتروجين. لقد رأينا في الفصل الرابع عشر أن الفوسفور، الذي يوجد في الماء على شكل طائفة من أجناس الأورتوفوسفات، يرتبط بقوة ونوعياً بمعدنيات معينة في التربة منها أكاسيد الحديد والألمنيوم والصلصالات 1:1 . ويمكن للتثبيت أن يكون قوياً إلى حد يجعل الفوسفور المنحل في المياه الجارية على سطح التربة أو المتغلغة فيها مهملاً تقريباً. لكن عندما يحصل التأكُل يكون ضياع هذا المغذي كبيراً.

وفي كثير من الحالات الأخرى، يمكن للتأكل أن يكون سبباً رئيسياً لضياع المغذيات والكيماويات الأخرى من التربة. فالأجناس المُمتصزة من قبل جسيمات التربة تذهب مع الماء الجاري كي تتحرر فيما بعد بصيغ قابلة للانحلال عندما تصل إلى نهر أو بحيرة. يتضمن الجدول 7.18 تراكيز الكالسيوم والفوسفور المرتبطين بالجسيمات، مقاسةً في الماء الجاري فوق تربة غابات متأكّلة مكونة من ألفيسولات في غرب نيجيريا. يمكن لمقدار المغذيات المحمولة على مواد معلقة في الماء الجاري أن يفوق كثيراً المغذِّي المنحل، وهو يعتمد كثيراً على ميل الأرض.