كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية الـمـقـدسـة في المؤتمر العلمي السنوي الدولي الثاني عشر |
1153
07:20 مساءً
التاريخ: 2023-10-13
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2018
2868
التاريخ: 14-5-2019
2801
التاريخ: 16-10-2018
2230
التاريخ: 9-11-2019
2192
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا محمد المصطفى سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين، سيّما إمام عصرنا وأمل نفوسنا المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..
السلام على الإمامين القمرين الأنورين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد ورحمة الله وبركاته..
(اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضَى الإمام التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى الصِّدِّيقِ الشَّهِيدِ صَلاةً كَثِيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ).
السلام عليك سيدي يا صاحب الزمان.. هذا يَوْمُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ المُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ وَالفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدَيْكَ وَقَتْلُ الكافِرِينَ بِسَيْفِكَ وَأَنا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ وَأَنْتَ يا مَولايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلادِ الكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالإجارَةِ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ.
السادةُ الحضور.. أصحابُ السماحة.. الشيوخُ الأفاضل.. الضيوفُ الأكارم.. مع حفظ المقامات والألقاب السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته..
نلتقيكم في هذه الرحاب الطاهرة لافتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الدولي السنوي الثاني عشر الذي ينطلق تحت شعار (بالكاظمين نستعصم ومن الرضا نستلهم) إذ يمثل هذا الشعار تلك العلاقة الوطيدة والمباشرة مع صاحبَيِ المشهد الذي نحن بجوارهما.. فهو ابنُ الإمامِ موسى الكاظم وأبو الإمامِ محمد الجواد.. لتكون محاور البحوث والجهود العلمية تحت عنوان (الإمام الرضا عليه السلام منهج نبوة.. وعمق إمامة.. وشمس هداية).. فحللتم أهلا نزلتم سهلا في أرض الكاظمين الجوادين عليهما السلام أرض الأب والابن ليفتتح من جوارهما المؤتمر العلمي الخاص بالإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا عليه السلام فباسمي وباسم خدام الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام أرحب بكم أجمل ترحيب مشفوعا بالدعاء إلى الله تعالى أن يُرِيَنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة بتعجيل الفرج للأمل الموعود والمخلّص المعهود والغائب الموجود صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن عليه السلام..
السادة الحضور.. حرص الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام انطلاقا من مسؤوليته عندما تسنم الإمامة على حفظ الرسالة النبوية وأداء ما عليه تجاه الامة رغم التحديات التي واجهها في عصره لذلك ترك لنا إرثا علميا ومعرفيا إذ يُعدُّ من مناجم التراث الإسلامي ومن أروع الثروات الفكرية، وقد حَفِلَت بأُصُول الحِكمة، وقواعد الأخلاق، وخُلاصَة التَجَارُب، فكان عليه السلام حريصا على إنقاذ الأمة من براثن الشيطان وتربيتهم على الفضائل لتكون وصاياه خالدة وسنكتفي بواحدة منها في كيفية الحفاظ على النفس وعلى وحدة الأمة وقوتها لمواجهة العدو المستتر والعدو الظاهر.. وكأنه يقولها لأهل زماننا هذا.. فقد روي عن عبد العظيم الحسني رضوان الله عليه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: (يا عبد العظيم، أبلغ عني أوليائي السلام، وقل لهم: أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا، ومرهم بالصدق في الحديث، وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت، وترك الجدال فيما لا يعنيهم، وإقبال بعضهم على بعض، والمزاورة فإن ذلك قربة إلي، ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا، فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين).
إن مخرجات مؤتمرنا هذا إنما تكون على أكمل وجهٍ عندما نلتزمُ وصايا من انعقد المؤتمر باسمه عليه السلام ونتخذُهُ أسوةً وقدوةً في حياتنا، والذي أوصانا بإحياء أمرِ محمدٍ وآل محمد قائلا: (رحِمَ اللهُ عبدًا أحيا أمرنا، فقيل له: فكيف يُحيى أمرُكم؟ قال: يتعلّمَ علومَنا ويُعلـِّمُها الناسَ، فإنّ الناسَ لو عَلِموا محاسِنَ كلامِنا لاتّبَعونا).. إذن هذه مسؤولية وضعها الإمام الرضا عليه السلام على عاتقنا وأمانة استودعها في أعناقنا للدعوة الحسنى لأهل البيت عليهم السلام ولمدرستهم ومنهجهم خاصة ونحن نعيش في زمن التناحر العقائدي والمواجهة الفكرية واستهداف الإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم وما هذا المؤتمر إلا مصداق لهذه الدعوة الحسنى لاتباع الحق: نهج محمد وآل محمد.. ليكون الحراك المعرفي والعصف الفكري منصبا لبيان مكانة الإمام الثامن في نفوس المسلمين ودور الإمام الضامن في تربية الأمة واستعراض تراثه التفسيري والفقهي والعقائدي والاجتماعي ليكون منهلا من مناهل العلم والتربية.. وخارطة طريق لمن يريد النجاة في الدنيا والآخرة.
أتقدم بالشكر الجزيل لحضوركم البهي والثناء الجميل للباحثين واللجان العاملة والشكر موصول إلى كلِّ مَن ساهمَ في إنجاح هذا المؤتمر وإلى الذين كانوا جنوداً مجهولين في هذه التظاهرة الثقافية خِدمةً للعلم والمعرفة.. داعين الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح.. ولا ننسى إخواننا المجاهدين في فلسطين وكل المجاهدين ضد الاستكبار العالمي والهيمنة الصهيوأمريكية بالدعاء لهم بالنصر المؤزر..
في الختام.. لا بد من التأكيد على ضرورة أن نكون جميعا على قدر تلك المسؤولية.. مسؤولية الدعوة بأن نكون دعاة لمنهج أهل البيت عليهم السلام إذ روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: (أي مفضل! قل لشيعتنا: كونوا دعاة إلينا بالكف عن محارم الله واجتناب معاصيه، واتباع رضوانه، فإنهم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعين).. كما لا يخفى عليكم أن هذه الدعوة هي من مصاديق التمهيد لدولة العدل الإلهي وخير ختام هو الدعاء بتعجيل الفرج:
(اللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ في هذِهِ السّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين) والحمد لله أولا وآخرا وصلواته وسلامه على رسوله وآله دائما سرمدا.. والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|