المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

العناوين
17-7-2020
النزعة الظنية لدى بني إسرائيل
2024-08-20
SNELL’S LAW
8-11-2020
الآثار المترتبة على النقل - الاثار الإيجابية - الأثار الاقتصادية
3-8-2022
أهمية الإدارة والحاجة إلى دراستها
24-4-2016
التجوية الكيميائية للكالسايت
2024-06-20


الشاب والرغبة في الحرية اللامحدودة  
  
1201   09:50 صباحاً   التاريخ: 2023-09-07
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص197ــ198
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن مرحلة الشباب هي مرحلة عدم الاستقرار والتطرف ، والتمرد والعصيان . فالشاب يرغب في تجاهل الحدود والضوابط الاجتماعية وضرب كل الآداب والتقاليد بعرض الحائط والتمتع بالحرية المطلقة إشباعاً لميوله ورغباته وصولا إلى أهدافه الباطنية وأهوائه النفسية، لأن الحرية القائمة على الضوابط والقوانين الاجتماعية لا تلبي أمانيه ، كما أن إرضاء الميول الغريزية ضمن حدود العقل والمصلحة لا يسره ولا يرضيه.

إن أحاسيس الشاب وعواطفه هي حادة وملتهبة بطبيعتها ، لذا فهو يرى أن الحرية ضمن حدود المصلحة والقوانين الاجتماعية ناقصة وغير وافية لأنها تعجز عن إشباع غرائزه ورغباته الجامحة.

الشاب وثورته ضد القيود :

أضف إلى كل ما ذكرناه أن الشاب الذي تخلص لتوه من الحقارة التي كان يشعر بها من طفولته ومن التبعية للكبار يريد بأساليبه الحادة والمفرطة أن يبدي ردة فعل قوية إزاء القيود التي كانت تقيده في طفولته للتعويض عن حقارة الماضي ، وهذا الأمر يصعب تحقيقه في إطار الحريات العقلية والقانونية ، لذا فهو أي الشاب يتخطى في بعض الحالات حدود الحرية العقلانية ليرتكب أعمالاً ضارة وغير مباحة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.