أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-01
678
التاريخ: 2024-05-28
740
التاريخ: 2024-01-25
1038
التاريخ: 2024-04-21
602
|
إن الرأي السائد بين علماء اللغات القديمة في العالم أن المصريين هم أول من اختراع نظاما للكتابة. والمتفق عليه حتى الآن أن الفينيقيين قد نقلوا عن المبصريين نظام كتابتهم ومن ثم إلى أوروبا بعد تحوير وتبديل في شكل الحروف الأبجدية. والواقع أن اختراع مصر للكتابة قد وضعها في مكانة ممتازة عن باقي أمم العالم وجعل الحياة العقلية تنمو وتزدهر فيها، في وقت كانت الأمم الأخرى في أنحاء العالم قاطبة لا يزال أهلها يعيشون مع الحيوانات المفترسة في الغابات والأحراج، ولذلك كان لزاما علينا أن نتكلم بالإجمال هنا عن الكتابة المصرية وكيفية نشوئها، لأنها أقدم كتابة معروفة، وتدل كل الظواهر على أن نظام الكتابة في مصر قد بدأ بالصور كما فعل غير المصريين، وهذه الطريقة في الواقع غير محكمة وقد استعملت ليتذكر بها الإنسان شيئًا ما في ذهنه، ويصعب على شخص آخر يكشف الفكرة المراد التعبير عنها بالصور. خذ مثالاً خياليا لذلك: إذ اتفق شخصان على أن یورد أحدهما للآخر في مدة ثلاثة أشهر ثورًا، وفي مقابل ذلك يعطيه الطرف الآخر خمس جرات من عسل النحل، فيكفي لتفاهم كليهما رسم القمر ليعبر به عن الشهر، والثور والنحلة والجرة ثم يضاف إلى ذلك ثلاث شرط أفقية لتدل على عدد الأشهر. وإذا وضعت أمام شخص آخر هذه الإشارات فإنه لا يمكنه أن يفهم بالتحقيق المراد منها. وعلى ذلك كان لا بد لهذا التركيب الأولي من أن يرتقي كثيرًا. وقد حاول كل قوم على حدتهم بطرقهم الخاصة ذلك حتى وصلوا إلى كل أنواع الكتابات والكلمات والمقاطع. وكان للمصريين وحدهم الحظ في أن اتبعوا طريقة مجدية وصلوا بها إلى خير شكل للكتابة الحروف الأبجدية. وكانت الطريقة في أصلها بسيطة سهلة إذ كان الغرض الأول كتابة كلمات كان من الصعب أو من المستحيل رسمها، ومن ذلك أتت الفكرة بأن يستدل بالكلمة الصعبة الكتابة كلمة غيرها يمكن رسمها على أن تماثلها في النطق وكان على القارئ أن يفهم من سياق المتن المعنى المقصود حقيقة، وبخاصة حينما أصبح الاستعمال شائعًا، وكان كل فرد قد اعتاد مثلا في لفظة عصفور الجنة «ور» أن يفكر في «ور» بمعنى عظيم، وإذا ذكرت مثلا كلمة جعل «خبر» فكر في «خبر» بمعنى يصير. ولما كان معنى الكلمة في اللغة المصرية كما في اللغات السامية يرتبط بحروفها الساكنة، وأن حركات إعرابها تبين موقعها من الناحية النحوية، أصبح يلتفت إلى أن الكلمة التي استعيرت لتحل محل أخرى يلزم أن تحتوي على حروفها الساكنة نفسها فحسب، أما حركات الإعراب فلم يلتفت إليها، فمثلا كلمة «نخل» في اللغة العربية كانت ترسم بشكل ثلاث نخلات متجاورة، وكلمة «شعر» كانت ترسم بشكل خصلة من الشعر. وكثير من العلامات التي كانت تستعمل في معنى واحد انتقلت إلى كلمات كثيرة على مر الأيام، حتى أصبح من النادر أن تستعمل هذه الكلمات في معان خاصة، وصارت لا تدل إلا على إشارات ساكنة (أي أنها صارت تكون جزءًا من كلمات أخرى تشترك معها في بعض حروفها فمثلا عصفور الجنة لم يعد يستعمل كما في المثال الأول ليدل على «ور» بمعنى عظيم فحسب، بل ليدل أيضًا على الحرفين الساكنين و، ر إذا دخلا في تركيب كلمات أخرى مثل حور، سور، ورس، وريت إلخ. ومن هنا اكتسبت الكتابة إشارات مركبة من حرفين ساكنين.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|