أ - ( حذف الألف ) وتعنى ان الألف تحذف من ياء النداء نحو ( يا أيها ) وأصلها ( ياأ يها ) ومن هاء التنبيه نحو ( هأنتم ) وأصلها ( هاأنتم ) ومن كلمة ( نا ) إذا وليها ضمير نحو ( انجينكم ) وأصلها ( أنجيناكم ) ومن لفظ الجلالة بعد اللام ( اللّه ) وأصله ( أللاه ) ومن كلمة ( اله ) فأصلها ( الاه ) ومن ( لكن ) وأصلها ( لاكن ) ومن لفظي ( الرحمن ) و ( سبحن ) واصلهما ( الرحمن ) و ( سبحان ) وبعد اللام نحو كلمة ( خلئف ) وأصلها ( خلائف ) ونحو ( ملائكة ) وأصلها ( ملائكة ) وبين اللامين في نحو ( الكللة ) وأصلها ( الكلالة ) ومن كل مثنى نحو ( رجلن ) وأصلها ( رجلان ) ومن كل جمع تصحيح لمذكر أو لمؤنث نحو ( سمّعون ) وأصله ( سمّاعون ) ونحو ( المؤمنات ) وأصله ( المؤمنات ) ومن كل جمع على وزن مفاعل وشبههه نحو ( المسجد ) وأصله ( المساجد ) ونحو ( النصارى ) ومن كل عدد نحو ( ثلث ) وأصله ( ثلاث ) ومن البسملة نحو ( بسم . . ) وأصلها ( باسم ) وكذلك تحذف من أول الأمر من ( سأل ) نحو ( سئل سائل بعذاب واقع ) وغير ذلك الا ما استثنى من هذا كلّه .

ب - ( حذف الياء ) 1 - ( حذفها في الأسماء ) تحذف الياء من كل منقوص منوّن رفعا وجرّا نحو ( غير باغ ولا عاد ) وكذلك تحذف من كل اسم منادى اضافه المتكلم إلى نفسه فالياء منه ساقطة نحو ( يا قوم اعبدوا اللّه ) و ( يا قوم اذكروا اللّه) و ( ربّ ارجعون ) و ( يا عباد فاتقون ) وشبه ذلك ما خلا ثلاثة أحرف اختلف القرّاء في اثباتها وحذفها وهي :

1 – { يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا } [ الزمر - 53 ] .

2 – { يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ } [ العنكبوت - 56 ] .

3 – { يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ } [ الزخرف - 68 ] .

وهذه الثلاثة مرسومة في المصاحف باثبات الياء ما خلا الذي في سورة الزخرف فان الياء ثابتة في مصحف المدينة والشام خاصة .

وثبتت على خلاف في ( واد النمل ) فالكسائي يقف بالياء والباقون يحذفونها و ( الواد الأيمن ) في سورة القصص و( بهادي العمى ) في سورة الروم فحمزة والكسائي يقفان بالياء والباقون بحذفها .

2 - ( حذفها في الأفعال ) حذفت بالاتفاق في نحو ( فارهبون ) و ( فاتقون ) و ( لا تكفرون ) و ( أطيعون ) وثبتت بالاتفاق في نحو ( اخشوني ) و ( لأتمّ نعمتي ) ويأتي بالشمس ) و ( فاتبعوني يحببكم اللّه ) .

ج - ( حذف الواو ) تحذف الواو عند كتابة هذه الأفعال الأربعة :

1 - ( ويدعو الانسان ) 2 - ( يمحو اللّه الباطل ) 3 - ( يوم يدعو الداعي ) ( ويدع الانسان ) ، ( ويمح اللّه الباطل ) ، ( يوم يدع الداع ) ( سندع الزبانية ) ولكن من غير نقط ولا شكل كما أشرنا اليه في صدر الكلام .

وقالوا : والسر في حذفها من ( يدع الانسان ) هو الدلالة على أن هذا الدعاء سهل على الانسان يسارع به إلى الخير بل اثبات الشر اليه من جهة ذاته أقرب اليه من الخير . والسر في حذفها من ( ويمح اللّه الباطل ) الإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله والسر في حذفها من ( يوم يدع الداع ) الإشارة إلى سرعة إجابة الداعين والسر في حذفها من ( سندع الزبانية ) الإشارة إلى سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش ويجمع هذه الاسرار قول المراكشي : والسر في حذفها من هذه الأربعة سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود انتهى .

أقول : ولا يخفى عليك ما في هذا الكلام من التمحلات الباردة والتوجيهات الكاسدة والذرائع المتكلفة التي يأنف كل من له أدنى بصيرة عن قبولها والاقرار بها بل هو ضرب من التحريف المتعمّد وعبث بقداسة كلام اللّه عز وجل في محكم الذكر الحكيم يضاف إلى ذلك ان التمسك به مكابرة محضة وعزوف عن جادة الحق وتنكب صراط العلم .

وتحذف الواو أيضا إذا وقعت مع واو أخرى في نحو :

( لا يستوون ) و ( فأووا إلى الكهف ) فتصير بهذا النحو : ( لا يستون ) ( فأوا إلى الكهف ) .

د - ( حذف اللام ) وتحذف اللام إذا كانت مدغمة في مثلها نحو : ( الليل ) و ( الذي ) الا ما استثنى .

وهناك حذف لا يدخل تحت قاعدة كحذف الألف من كلمة ( مالك ) وكحذف الياء من ( إبراهيم ) .