ثالثاً: تخطيط إدارة المنتجات Products Management Planning

إن مدير إدارة المنتجات يعمل بشكل مستمر على جمع البيانات والمعلومات وتحليلها ودراسة كافة العوامل البيئية لتحديد الضغوط والتهديدات والفرص المتاحة وتحليل تلك الفرص، وكذلك تحليل الظروف الداخلية لتحديد نقاط القوة و الضعف لإداراتهم في ضوء قدرات المنظمة بشكل عام وذلك من خلال التنسيق مع إدارة بحوث التسويق ونظم المعلومات التسويقية. إن مثل هذا التحليل يساعد على تخطيط المنتجات وإجراء التعديلات على الخطط الموضوعة في الوقت المناسب من أجل استمرارية العمل بالاتجاه الصحيح والمخطط له.

إن لعملية التخطيط في المنظمة وإدارة المنتجات دوراً أساسياً وفعالاً في رسم الخطط وتحديد أوجه الأنشطة وأهدافها وآلية تنفيذها ومستلزمات التنفيذ من موارد مادية وبشرية وكيفية توزيعها على الأنشطة المختلفة بالشكل الذي يحقق أفضل كفاءة استغلال واستثمار تلك الموارد بشكل يتناسب مع طبيعة كل نشاط، ويساعد المنظمة على التفكير المبكر وتهيئة المستلزمات المطلوبة والاستعداد للتكيف والتطور الحاصل في بيئة المنظمة.

أ ـ التخطيط الإستراتيجي للمنتجات Products Strategic Planning

جميع المنظمات تدرك جيداً أهمية الدور الذي تلعبه عملية التخطيط في تحقيق جميع  الأهداف والاستمرار والبقاء وذلك من خلال رسم الخطط القصيرة أو طويلة الأمد مما دفع الكثير من المتخصصين إلى الاهتمام به والعمل على تحديد مفهومه وأبعاده وأهميته لكي يتمكنوا من التوصل إلى معالم هذا المفهوم وتسهيل عمل المديرين من خلال تخطيط أنشطة إداراتهم.

بهذا الصدد يشير, p8 , 2007 Charles إلى أن التخطيط يمثل أساس فحص  القضايا التي تواجه المنظمة أو مخاطبتها أو تحديد خطط العمل، وإن التخطيط الإستراتيجي يبدأ بتحديد رؤية وقيم المنظمة ومن ثم رسم خطط العمل للأنشطة الواجب انجازها، وذلك من خلال تحديد الإدارة لأهدافها. أي أن التخطيط يمثل عملية إدارية تتضمن وضع الخطط القصيرة أو الطويلة الأمد لعمليات المنظمة في المستقبل. 

إن التخطيط الإستراتيجي كنشاط إداري يعمل على تحديد وتحليل الفرص والفرص  البديلة وعوامل القوة والضعف للمنظمة، والتهديدات والضغوط الخارجية ومن ثم تحديد الأولويات والتغلب عليها بالشكل الذي يحقق للمنظمة أفضل استغلال للموارد البشرية والمالية.

بهذا الصدد يشير الصميدعي( 2010 ، ص30 ) إلى أن المختصين عبروا عن التخطيط الإستراتيجي على أنه :

ـ يمثل الطريقة النظامية لإدارة فاعلة وكفؤة لعملية التغيير.

ـ يحدد ويحلل الفرص البديلة وجوانب القوة والضعف المشاكل والتهديدات ويحدد أولويات معالجتها والتغلب عليها.

ـ عملية إدارية للتطوير ومساعدة المنظمة على خلق المواءمة الجيدة ما بين الأهداف والموارد لتحقيق الأهداف.

ـ اختيار البديل الأفضل من بين البدائل المتاحة والتي تساهم في تحقيق الأهداف بكفاءة عالية .

وخروجاً من هذه التعريفات يتضح بأن التخطيط هو عبارة عن وظيفة إدارية أساسية لا يمكن أن تعمل المنظمات من دون إعداده بشكل جيد مستندة في ذلك إلى دراسة عوامل البيئة الخارجية والداخلية للمنظمة، لأن المنظمة تعمل في ظل ظروف بيئية متغيرة وغير مستقرة مما يتطلب منها متابعة هذه التغيرات وتغيير، وتحوير، وتطوير أو استبعاد الخطة غير المناسبة لكي تتمكن من التكيف مع عوامل البيئة المحيطة وتحقيق أهدافها.  

ب التخطيط الإستراتيجي وتخطيط المنتجات

Strategic Planning and Products Planning

تمثل إدارة الإنتاج إحدى الإدارات التي تقع في أعلى سلم الهيكل التنظيمي للمنظمة وترتبط بعلاقات قوية تفاعلية وتكاملية مع الإدارات الأخرى لانجاز الأهداف. إن إدارة المنتجات تمثل نظام تعامل ضمن الهيكل التنظيمي لأية منظمة، وبالتالي فإن التخطيط الإستراتيجي العام للمنظمة لابد أن يمتد لإدارة المنتجات بكافة جوانبها وأنشطتها المختلفة، لذلك فإن منهج التخطيط الإستراتيجي هو منهج واحد لكافة وظائف المنظمة الأمر الذي يتطلب من هذه الإدارة أن تهتم بعملية التخطيط ورسم الخطط المختلفة وتحديد البرامج الخاصة بتنفيذ هذه الخطط، وكذلك معالجة التغيرات الحاصلة في ظروف البيئة المحيطة وخاصة في الأسواق التي تعمل بها. لذلك فإن إدارة المنتج الناجحة هي تلك الإدارة التي تكون قادرة على تغيير وتطوير وتكييف خططها وفقاً لطبيعة الأسواق التي تعمل بها والظروف السائدة والمؤثرة في أنشطة تخطيط وتطوير المنتجات.

من الشكل التالي يتضح بأن تخطيط المنتجات ما هو إلا ذلك الجزء المهم من التخطيط الإستراتيجي للتسويق والإدارة العليا، لأنه يسير في نفس الاتجاه للتخطيط الإستراتيجي للمنظمة. 

ان العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي وتخطيط المنتجات يمثلها الشكل التالي :