بعد أن قام جنكيز خان بتوحيد مختلف قبائل المغول والتتار تحت سيطرته، قام بتحديد عشرِ مهام لإدارة شؤون الدولة والجيش كما ورد في ملحمة المغول (1) المدونة وأسند الإشراف على أدائها لأحد المسؤولين أو لعدد منهم على النحو التالي:

1- أربعة أفراد الحمل السهام والأقواس؛ وقد عُرف القائم بهذه المهمة فيما بعد باسم قورچي.

2- ثلاثة أفراد لإعداد الطعام والشراب.

3- فرد واحد للإشراف على مراتع الأغنام.

4- فرد واحد لإعداد العربات ووسائل النقل.

5-فرد واحد للحراسة ويعرف باسم چربي.

6- أربعة أفراد لحمل السيوف؛ وقد أسندت هذه المهمة لجوجي قسار شقيق جنكيز خان.

 7- فردان لرعاية الخيل ويعرف القائم بهذه المهمة باسم أخته چي. وكان بيلجوتاي شقيق

جنكيز خان الآخر أحد هذين الفردين.

8- أربعة أفراد للإشراف على مراتع الخيل والمواشي.

9- أربعة أفراد لحمل أوامر جنكيز خان.

10-فردان مسؤولان عن. حفظ نظم مجالس شورى المغول.

وقد اختار جنكيز خان عدداً من المغول كحرس خاص له، ويعرف واحدهم باسم كشيكجي. فكان ثمانون شخصاً يتولون الحراسة بالليل وسبعون بالنهار. وبخلاف الحرس الخاص، كان لدى جنكيز ألف شخص من صفوة المحاربين ويعرف واحدهم باسم بهادر وتعني المقاتل أو الشجاع. وكان هؤلاء المحاربون يتقدمون طلائع الجيش وقت الحرب. وكان الحرس الخاص لجنكيز يخضعون لقواعد صارمة؛ فإن تغيب أحدهم عن نوبة خدمته كان يعاقب في المرة الأولى بثلاثين جلدة، وفي المرة الثانية بسبعين جلدة، وفي الثالثة يتم عزله بعد معاقبته بسبع وثلاثين جلدة. وكانت هذه العقوبة نفسها تُطبق على الرئيس الذي يهمل في تعيين مساعديه. ولم يكن لقائد الحرس الخاص الحق في معاقبة مساعديه دون إذن الخان؛ بل كان يجب أن يتم حسم كل شيء بأمر من الخان. وإذا حدث وقام أحد المسؤولين بمعاقبة مساعد له كان يعاقب بما عاقبه به نفسه. ولم يكن الحرس الخاص يشاركون في الحرب إلا إذا نزل الخان نفسه ميدان القتال. وكان معظم قواد جنكيز من حرسه الخاص. ولما كان جنكيز يعرفهم جيداً وجربهم بأوامر صارمة، فقد كانت قيادة ألوية جيشه في يد من لا يطيعون إلا أوامر الخان وكان جنودهم ومرؤوسوهم جميعاً مجرد أدوات لتنفيذ أوامره. وكان أعلى رجال جنكيز وحاشيته مرتبة هم أمراء أسرته، ويعرف واحدهم بالمغولية باسم نُفين أو نويان. وكان تولي بن جنكيز يلقب دونهم بلقب ألغ نويان أي الأمير الأكـبـر. وكان أشراف الجيش يلقبون بـ ترخان وكانوا يعفون من دفع الضرائب؛ وكان كل ما يغنموه في الحرب لهم؛ وكانوا يدخلون البلاط دون إذن أو تصريح، وكانوا يتبوأون مكانة رفيعة في الاحتفالات ويتناول كل منهم كأساً من يد الخان. وكان جيش جنكيز ينقسم إلى جيوش قوام كل منها عشرة آلاف جندي ويعرف باسم تومان؛ وينقسم كل تومان إلى عشرة ألوية قوام كل منها ألف جندي؛ وتنقسم كل من هذه الألوية إلى عشرة فصائل قوام كل منها مئة جندي؛ وتنقسم كل مئة إلى عشرة كتائب قوام كل منها عشرة أفراد. ولما كان المغول يعتبرون جهة الجنوب أقدس الجهات، فقد كانوا يتخذونها وقت ترتيب الصفوف. وكانوا يقسمون الجيش إلى ميمنة وميسرة وقلب. وكان قائد الجيش يتخذ مكانه في القلب الذي كان يُعرف عندهم باسم قُول. وكان كل من قواد الألوية والفصائل والكتائب يمثلون بين يدي الخان مرة كل سنة، ويأخذون أوامره ويتعلمون الحرب. ولم يكن يمكن لأي جندي أن يذهب إلى مكان آخر غير مكانه أو أن يلجأ إلى قائد غير قائده وإلا أعدم وعوقب من ساعده على ذلك. كان جنكيز يُبقي على معظم جنوده في حالة من الفقر والاحتياج حتى يحرصوا على النصر. وكان يصدر أمره لهم وقت التحرك بحمل الأسلحة وكل ما يحتاجونه حتى العلم والإبرة معهم؛ وإذا حدث وأهمل أحدهم في حمل لوازمه يوم استعراض الجيش يعاقب. وكان التقليد المتبع في تعبئة الجيش المغولي أن يتم تقديم لواء الأحمال الثقيلة وخيام الغلمان والأطفال والنساء ويعرف باسم أغرُوق إلى المقدمة في أوقات الأمان، وأن يتم إرجاعهم إلى المؤخرة وقت الخطر حتى يطمئنوا عليهم وقت الهجوم والقتال. وحين اتسعت رقعة ممالك المغول وازداد تردد التجار والجنود والمبعوثين عليها، أقام جنكيز خان منازل للقوافل تعرف باسم يام على رؤوس الطرق. لإمداد القوافل والجيوش بالعلف والطعام والشراب. وكانت نفقات هذه المنازل تدفعها التومانات (منزل لكل (تومانين). وكانت خيل البريد الحكومية تعرف باسم ألاغ (2) ويتم تجهيزها بهذه المنازل لنقل المبعوثين. وكان يتم التفتيش على هذه المنازل مرة كل سنة حيث يتم تلبية احتياجاتها..

..........................................

1- وتُعرف باسم يوان چاءويي شي أي التاريخ السري لأسرة يوان وهو نفس التاريخ الأسطوري للمغول. وقد استقينا معظم موضوعات هذا الجزء من كتاب بارتولد 9-285. Turkestan, pp.

2- ألاغ أصلاً بمعني البريد وتطلق أيضاً على الرسول أو المبعوث. وقد دخلت هذه الكلمة اللغة الفارسية قبل فتح المغول لإيران في عهد حكم القراخطائيين لما وراء النهر.