ابعاد غرس النخيل

ينصح الكثير من كتاب العرب الاقدمين بوجوب الزراعة المتباعدة بين أشجار النخيل ويذكرون القول الشائع: « ضع أختي بعيدا عني وخذ حملها مني »، كما نصحوا بأن تكون الزراعة في صفوف مستقيمة ومتباعدة عن بعضها. فقد جاء في الحديث الشريف « خير المال سكة مأبورة » والسكة هنا تعني صف من النخيل اذا كان مصطفا على خط مستقيم ، والمأبورة تعني الملقحة، كما ورد في كتاب نخلة التمر للبكر عن ابن سيدة المتوفي عام 1065م قوله : « أفضل الغرس ما بوعد بينه حتى لا تمس جريدة نخلة جريدة نخلة أخرى ، وشره ما قورب بينه ».

ومع ذلك فلا زالت زراعة النخيل في كثير من مناطق زراعته القديمة متقاربة وغير منتظمة الابعاد. ففي مزارع النخيل القديمة في شط العرب بالعراق، نلاحظ كثافة أشجار النخيل بسبب الزراعة المتقاربة الذي يمارسه المزارعون هناك ويفسرون ذلك على أن مناخ المنطقة يتميز بصيف مصحوب برياح شمالية حارة جافة لاهبة، كما تلاحظ صغر رؤوس النخيل يسبب ضعفه الناتج عن ارتفاع مستوى الماء الارضي وقلة العناية بالخدمة اللازمة والتسميد.

وقد كان معدل المسافة هناك ما بين ( 4 - 7 م )، الا أن التجارب هناك نصحت بضرورة زراعة النخيل على مسافة 8 - 9 أمتار في الأراضي العميقة الخصبة ، أما التربة الضعيفة فالمسافة المقترحة هي 7 ، وذكر ان النخيل يزرع في أيران على مسافة 8م وبعد أن تكبر الفسائل حجما يزرع حول كل نخلة 4 أشجار حمضيات، مما يجعل الزراعة مزدحمة وكأنها غابة ويقل انتاج أشجار الحمضيات بسبب كثافة الظل، وقلة الإضاءة.

أما في المملكة العربية السعودية، فقد تجد في البستان الواحد أبعادا متفاوتة تتراوح بين 2 - 9 م ويقدر عدد النخيل في الهيكتار الواحد بمنطقة القطيف على الساحل الشرقي للمملكة بحدود 250 نخلة، ويقدر عدد الاشجار النخيل في الهيكتار بمصر بحدود 240 - 290 نخلة ( 6 × 6 م ). أما في الجزائر فيصل عدد أشجار النخيل الى 129 نخلة، وفي تونس بحدود 150 نخلة ( أبعاد 8 × 8م) ، أما في السودان فأن الدوائر الزراعية تنصح بزراعة النخيل على مسافات 8 × 8م أما حالة البساتين القديمة فالأشجار فيها متقاربة جدا.

وفيما يلي عدد أشجار النخيل المقدرة للدونم ( 1000م2 ):

أما في الولايات المتحدة في ولايتي كاليفورنيا واريزونا فان النخيل هناك يزرع على مسافات متباعدة بسبب حداثة الزراعة هناك وان المسافة هي 10 × 10م لمعظم الاصناف باستثناء الصنف الخضراوي البطيء النمو والصغير القمة حيث يزرع على مسافة أقل من ذلك. وعادة فان أبعاد الغرس تتأثر بالصنف والتربة الفقيرة والخصبة، والظروف الجوية والاشجار والمحاصيل المؤقتة.