المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحرية في أعضاء البدن  
  
1040   09:32 صباحاً   التاريخ: 2023-03-26
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص169ــ 174
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-02 622
التاريخ: 27/10/2022 1372
التاريخ: 2023-02-09 1145
التاريخ: 2024-05-14 640

الحرية تشمل جزء من الجوانب غير المادية للإنسان والتي هي لا تشبه حس معين يشغل موقع في مخ الإنسان نعلم أن العين أحد الأعضاء الحسية وله موقع في المخ وان تعطل هذا الحس فانه يؤدي الى ايقاف ذلك العضو أيضاً وهكذا السمع والذوق وحتى الغريزة الجنسية التي لها جنبة فيزيائية وكيميائية.

تنبع الحرية من فطرة الإنسان وليس لها بعد كيميائي أو فيزيائي، ومركز ذلك هو الذات وروح البشر ولهذا فإنها تتصل مع جميع وجود البشر، وهو ما لا يمكن تعطيله سوى أنه من الممكن منعه من الظهور بصورة أفعال وسلوك.

إن الغرض من الحديث حول إعطاء الحرية هو إزالة موانع سيرها وحركتها وإلا فإن الحرية ليست بأمر إعطائي، الإنسان حر بذاته وهذه حرية باطنية تنشأ من مركز الوجود.

نشر الحرية

يجب فتح طريق الحرية أمام الأفراد بالمقدار الذي يستطيع نشرها في كل وجوده ويظهرها في جميع ابعاده قبل فتح طريقها يجب علينا الالتفات إلى الهدف الذي نريد تعقيبه من التربية وما هي الأغراض التي نربي الأطفال لأجل الوصول اليها وهذا بحث آخر أشرنا إليه من بعيد أو قريب، يختلف أصحاب الرأي في موضوع نشر الحرية في الإنسان، فيقول البعض بحاجتها إلى التطور والبلوغ كما يعبر عن ذلك القرآن الكريم: {فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا}[الجن: 14]، والبعض الآخر يطلبها تلبية لحاجة شهواتهم الغريزية وهذا يؤدي إلى منع الشعور بعدم النضوج لدى الفرد(1).

والبعض الآخر للوصول إلى اللذة(2)، والقدرة والغلبة على الشعور بالحقارة(3).

مساحة نشر الحرية

عموماً المهم هو أن تكون الحرية منتشرة بين أعضاء الجسم للحصول على الأغراض التي تفتقد الحياة معناها بدونها. مثل حرية اليد والرجل والأذن والعين واللمس والذوق وهي مهمة لكي يستطيع الفرد إظهار ما في داخله وتحقيق رغباته بصورة جيدة، وفي ظل ذلك نضمن سلامة الجسم ونموه، ونمو وتقوية القوى الذهنية والصحة الباطنية، وعزة النفس.

ويمكن كذلك أن يهبط عن طريق ذلك إلى مستنقع حب الذات والغرور والأنانية وعبودية الشهوة وظلم الروح، أمام الإنسان هذان الطريقان وهو الذي يجب أن يفكر في انتخاب أحدهما لا شك أن للوالدين والمربين دور مهم في ذلك، فهم كالدليل إلى الخير ويمكنهم أداء دور العقل المنفصل بالنسبة للطفل ويمنعون سقوطه، وهذا ما يقوم به عظماء هداة البشر: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}[الرعد: 7]، عادة ويبذلون الجهود عن طريق البشارات: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: 48]، والانذارات لسوقه إلى خط العبودية.

أما فوائد النشر بين أعضاء البدن وجوارحه:

1ـ الفائدة في الحركة والانتقال: يجب أن يكون الطفل حراً لكي يتمكن من الحركة والركض والقفز والانتقال من هنا إلى هناك بشرط عدم الإضرار وعدم مخالفة الشرع والعرف، والأساس هنا هو ما يحصل عن طريق الاستفادة من الحرية والاختيار بصورة مستقلة وصحيحية ومصاحبة للفكر واقعة في داخل الحدود الإلهية وأن يتحرر من جميع العبوديات سوى عبودية الله تعالى التي هي رمز خلقته: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56]، أما المراقبة المتمثلة في الأمر والنهي يجب أن لا تشمل جميع شؤون حياة الطفل بحيث تؤدي الى توقفها لأن حياة الطفولة هي جزء من الحياة المؤثرة في التطور، فهو محق في أن يذهب لوحده إلى المدرسة، ويلعب لوحده مع بقائه تحت ظل المراقبة.

2ـ الفائدة في لمس الأشياء والعبث بها: الطفل يحب الاطلاع ومعرفة الأشياء، وفي المراحل المتقدمة (بعد السنة الرابعة) يطمح إلى فهم سرها(4).

ولو بلغ الست سنوات سيهتم بتشخيص الأشياء وفي النظافة ويفكر في كل ظاهرة يراها(5)، ولهذا نراه يعبث بالأشياء لإرضاء رغبته في التطور واكتشاف الذات ومن الضروري هنا أن يكون حراً بصورة كاملة في بعض الأمور التي لا تسبب له الضرر، ولو احتمل ذلك لوجبت المراقبة هنا.

على أي حال فإنه بحاجة الى التجربة ولهذا يجب استقبال هذا المبدأ وقبوله لأنه يؤثر على سلامة فكره في المستقبل وعلى مواقفه.

من الطبيعي أن يرافق ذلك بعض السلبيات، كتلوث الملابس والجراح البسيطة وتكسر الأشياء الجزئية، ويجب أن لا تثير هذه الأمور الحفيظة لأن نمو القوى الروحية والعضوية واكتساب المهارة كل ذلك يحتاج إلى ثمن.

3ـ الفائدة في البناء: يجب أن تطلق يد الطفل في مجال البناء مع أن أفعاله فاقدة للدليل العقلي بالنسبة لنا: يمكنه أن يشكل بيتاً صغيراً (عن طريق استعمال المتكآت)، هذا لا يحمل معنى عقلياً بالنسبة لنا لكنه منطقي جداً بالنسبة له ولهذا يجب أن نقبله.

نراه يستعمل العصى كفرس أو دراجة هوائية عن طريق وضعها بين رجليه ويجول بها يصنع صندوقاً عن طريق وضع قطع الطابوق فوق بعضها، هذه أمور جيدة تؤدي إلى الإبداع والاختراع في المستقبل وإلى التكامل العقلي، وتعتبر بالنسبة له كالتجربة الحسية، ولذلك فوائد أخرى كالشعور بالمسؤولية وبعض الأمور الأخرى التي تؤثر إيجابياً على مستقبل الطفل ما دامت هذه الامور لا تضر بالطفل ولا تخالف الشرع والقانون فلا ضير أن يكون حراً في أدائها مع إعانته في إعداد برنامجاً له يتناسب مع قدرته واستطاعته وحجمه ومن الضروري جداً تحديد مكان خاص به ليعمل تلك الأمور.

في عدم التدخل

عندما تعطى الحرية للطفل يجب تحمل تبعات ذلك أيضاً فان سمحنا له بلمس المزهرية مثلاً يجب ان نضع احتمال كسرها في نصب أعيننا كذلك ولا ننزعج لو حدث ذلك فعلاً أما الأشياء الثمينة فلا يجوز إعطاء الإذن في لمسها.

يجب على الآباء والمربين السعي لزيادة تجارب الطفل وتوجيه تفكره إلى الهدف المقصود وتسخير الأشياء لإظهار تسلطه عليها ولتبيان روابط العلة والمعلول بين الأجزاء.

أحياناً يكون الطفل هادئاً بلعبه وفعاليته ولا يؤثر على أحد ولا يتضرر منه أحد، هنا لا يجوز التدخل في عمله ويجب تقديم المشورة والمساعدة له علماً أن قتل روح طلب الحرية لديه تساوي في تأثيرها إطلاق حريته بالكامل.

التدخل المستمر بخنق الرغبات العادية والعالية لدى الطفل وهذا يمنع رشده وبلوغه، روح التحرر لدى الطفل أمر جيد ولكن بشرط أن يقوم على الأصول الأخلاقية القيمة والقوانين الفكرية.

كيفية التدخل والمنع

من الخطأ أن نعتقد بوجوب عدم التدخل او القيام بالمنع في بعض الأمور لأن الطفل لا يعي مصلحته ولا يعلم بأسرار الكثير من الأمور. يجب إجراء الرقابة البعيدة والنظر إلى حالات وحركات ومواقف الطفل لمنع الضرر عنه وعن الآخرين والحيلولة دون مخالفة أعماله لضوابط الشرع. لأن ذلك يؤدي إلى التربية المنحرفة، نعم نحن نعلم أن الطفل يكره تدخل والديه في أعماله ويعتبره أحياناً إهانة له وتحقيراً ولأجل رفع ذلك النقص نسعى أولاً إلى المراقبة غير المباشرة، وثانياً تقديم ما يحتاجه من نصائح بصورة ملائمة ومناسبة، على أي حال يفترض بنا سد الطريق فوراً متى ما رأينا أعماله تسير نحو الانحراف وهذه من المهام الأساسية والمسؤوليات الحساسة جداً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الفرويدية.

2ـ فكر نيتشة.

3ـ نظرية آدلر.

4ـ حالة الاستفسارات ومعرفة علة الأشياء.

5ـ مراحل التفكر المنطقي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.