أقاليم التخطيط المستحدثة: تُعرف عملية استحداث أقاليم لأغراض التخطيطي والتنمية الإقليمية بالأقلمة (Regionalisation) وذلك تمييزاً لها عن مفهوم الإقليمية (Regionalism).

فالأقلمة يقصد بها تحديد مناطق تكون أكبر أو أصغر من مناطق الهيكل الإداري الحكومي القومي أو المحلي ليجعل التخطيط فيها أكثر تأثيراً وكفاءة، بينما يستخدم مفهوم الإقليمية للتعبير عن النظام الإداري القائم في دولة ما ويشمل كذلك الآلية التي يتم فيها صنع القرارات داخل هذا النظام وقنوات سيرها، وعلى الصعيد الاجتماعي يقصد بمفهوم الإقليمية تعزيز مشاعر الانتماء والولاء عند الأفراد والجماعات للأقاليم التي ينتمون إليها أو يقيمون فيها بدلاً من أن يكون هذا الانتماء موجهًا للوطن ككل.

وتستخدم في عملية استحداث الأقاليم لأغراض التنمية الإقليمية أسس ومعايير محددة وذلك بعد معرفة أهداف وبرامج ومشاريع التنمية الإقليمية المراد تنفيذها، لأنها تعطي فكرة عن مكان إنشاء هذه الأقاليم وحجمه المناسب للتخطيط تبعًا لعدد سكانه ومساحته وعن كيفية إنشاء وتحديد هذه الأقاليم.

وتتم عملية استحداث الأقاليم التخطيطية بطرق عديدة أهمها الطريقة البسيطة "ذات المعيار الواحد"، حيث يعتمد على معيار معيّن يتم بناء عليه إنشاء أو تحديد الإقليم أو الأقاليم، ومن أمثلة ذلك نجد أقاليم الأحواض المائية والتي تعرف وتحدد بناءً على عنصر الماء من خلال خطوط تقسيم المياه، وقد استخدمت هذه الطريقة في العديد من الدول خاصة في مشروع تطوير حوض وادي التنسي بالولايات المتحدة الأمريكية، ومشروع واد الرور في ألمانيا وبرنامج تطوير حوض نهر الزرقاء الأدنى في الأردن.

كما أن هناك طريقة أخرى لاستحداث الأقاليم التخطيطية باستخدام عاملين أو أكثر مثل طرق تحليل الحركة بناءً على عاملي المسافة والاتجاه، وطريقة تحليل الجاذبية، وقد يستخدم العديد من المؤشرات والمعاملات في اشتقاق وإنشاء أقاليم تخطيطية من خلال معالجتها إحصائيا بطرق إحصائية كالتحليل العاملي والتحليل العنقودي والتحليل التمايزي.