التنوع الحيوي:

قد تكون علاقة التنوع الحيوي بالتنمية المستدامة غير واضحة أحياناً، حيث يعتقد بعضهم أن المسألة تتعلق بحماية النباتات والحيوانات البرية وإنشاء المحميات، وأن ذلك يصطدم مع التنمية الاقتصادية. إلا أن التنوع الحيوي يعتبر في الحقيقة عنصراً أساسياً في التنمية المستدامة، وهناك ارتباط أساسي بينه وبين العمليات الاقتصادية، فعلى سبيل المثال، فإن نحو 75% من الأدوية التي يتم تداولها مصنوعة ومركبة من نباتات برية ذات خصائص طبية وعلاجية متميزة، ويخشى أن تفقد هذه النباتات من الطبيعة.

إن حدوث تغييرات رئيسة أو فقدان أو تدهور للتنوع الحيوي يمكن أن تنتج عنه آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية خطيرة، وأن تترتب عليه عواقب إيكولوجية وأخلاقية بالغة الخطورة، وتعتمد على التنوع الحيوي نسبة تتخطى 40% من الاقتصاد العالمي، وتتوقف عليه أيضاً نسبة تناهز 80% من احتياجات الفقراء في العالم. كما أن الأمن الغذائي والاستقرار المناخي، وأمن المياه العذبة واحتياجات صحة الإنسان مرتبطة كلها ارتباطاً مباشراً بصون التنوع الحيوي واستعماله.

ويشير عدد أنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض إلى مدى تعرض التنوع الحيوي للخطر من جراء الأنشطة البشرية والضغط على البيئة مثل تدمير البيئات الطبيعية. ويستمر عدد الأنواع المهددة في الارتفاع وقد وصل الآن إلى نحو (6700) نـوع من الحيوانات و(8300) نوع من النباتات, ومن الجدير بالذكر أن من المسائل الهامة للتنوع الحيوي، الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية أي الكائنات الحية من حيوانات ونباتات وأسماك، دون التأثير السلبي على توازن الطبيعة. ويتم قياس التنوع الحيوي من خلال مؤشرين رئيسيين هما: نسبة الكائنات الحية المهددة بالانقراض ونسبة مساحة المناطق المحمية.