توطن الخدمات الصحية: توطن الخدمات الصحية بالمناطق الحضرية

عرفت المناطق الحضرية الأولوية في توطن الخدمات الصحية بها، نظرا لتزايد أحجام السكان بها مقارنة بالمناطق الريفية وارتفاع الكثافة السكانية، بما يكفل تغطية تكاليف الإنشاء والتشغيل للخدمات الصحية الباهظة التكاليف، إلى جانب توطن الجامعات بالمدن الكبرى بما تحتويه من كليات للطب ومؤسسات بحثية تتعلق بالصحة والدواء، مما أدى إلى تركز الهيئات البشرية في قطاع الصحة بالمناطق الحضرية بنسبة كبيرة زادت من كفاءة وفاعلية الخدمات الصحية بهذه المناطق الحضرية.

وتبعا لنطاق الخدمات الصحية ونفوذها، يمكن تقسيم الخدمات الصحية بالمناطق الحضرية إلى نوعين، هما:

1- الخدمات الصحية بالمناطق الحضرية الكبرى: وتضم خليطا مختلفا ومتدرجا من الخدمات الصحية في أحجامه وتخصصاته، وتكفل السوق الحضرية تكاليف الإنشاء والتشغيل، وينتشر في تنظيم مكاني متكامل يضمن الصورة الاكتفائية لهذه الشبكة في المجتمع، فيلجأ السكان إلى أقرب وحدات الخدمة الصحية لكفاية أغراضهم والتشخيص للعلاج، وعندما يظهر الحاجة إلى خدمة علاجية متقدمة تتجاوز المترددين على المستشفى على المستوى المحلي إلى الخدمات الصحية المركزية أو الخدمات الصحية المتخصصة التي تتركز في مواقع مركزية في المناطق الحضرية الكبرى وفي حالة الحاجة إلى مستوى راق من الخدمة العلاجية يقطع المترددين رحلات أطول إلى مراكز تجمعات الخدمات الصحية التي يتوفر بها مجموعات ومستويات للتسهيلات الصحية، والتي تستخدم التجهيزات التقنية الطبية بمعدلات كبيرة.

2- الخدمات الصحية بالحواضر الإقليمية: ففي المدن التي تعد قواعد إدارية لنطاقات ريفية تتراوح ما بين المركز والمحافظات الإدارية والتي ينخفض فيها السكان المدن إلى مستويات تكلفة تشغيل الخدمات الصحية إذ تعتمد سوق الخدمات الصحية على نطاقين واضحين، يتركز النطاق الأول في المدينة (قاعدة المركز أو المحافظة، ويتمثل النطاق الثاني في سكان النطاق الريفي المحيط بالمدينة، وهذان النطاقان يكملان بعضهما الآخر في كفالة نفقات الإنشاء والتشغيل للخدمات الصحية، ويتوقف نفوذ هذه الخدمات الصحية بالحواضر والمدن الإقليمية على كفاءة خطوط النقل بين الحضر والريف.