مرض اللفحة النارية على الكمثرى والتفاح

Fire Blight of Pear and Apple

من اهم الأمراض البكتيرية المدمرة على الكمثرى والتفاح حيث يسبب قتل الأزهار والفروع أو الأشجار الكاملة ويتميز بتذبذب الخسائر التي يحدثها (1998 Steiner&Biggs). تصيب البكتريا المسببة للمرض 130 نوعا من نباتات العائلة الوردية (2004,Reeves). المرض متوطن في امريكا الشمالية ومنها انتقل إلى شمال أوروبا في خمسينات وستينات القرن العشرين ثم اتجه انتشاره جنوبا، كما ينتشر المرض في امريكا الوسطى والجنوبية وفي نيوزلندا.

في مناطق شمال أوروبا والبحر المتوسط تلعب نباتات Crateagus وهي من النباتات المزروعة على جوانب الطرق ومصدات رياح وشجيرات الكمثرى البري Pyrus amygdaliformis وهي من النباتات البرية المتوسطية دورا مهما كمصادر للقاح البكتريا المسببة للمرض CABI & EPPO, 1990a)).

الممرض (Pathogen):

البكتريا المسببة للمرض Erwinia amylovora تكون بشكل عصيات قصيرة 1.1 – 1.6 X 0.6 - 0.9 مكم، سالبة لصبغة كرام متحركة بمجموعة محيطية من الأسواط (1979 ,Van der Zwet & Keil). البكتريا من عائلة Enterobacteriaceae وقريبة من العديد من البكتريا الممرضة للإنسان والحيوانات مثل Escherichia coli و Yersinia pestis و Yersinia enterocolitica و Salmonella enterica و Shigella flexneri.

تشترك بكتريا E. amylovora مع غيرها من البكتريا السالبة لصبغة كرام الممرضة للنبات بتكوين النظام الإفرازي (Type Ill Hrp Secretion System (TTSS الذي يرسل البروتينات المؤثرة إلى خلايا العائل. هذا النظام يمكن البكتريا من تحقيق الإصابة في النباتات الحساسة ويحفز تفاعل فرط الحساسية في النباتات المقاومة. كما تنتج البكتريا عوامل ضراوة اخرى تشمل السكريات المعقدة الخارجية Amylovoran و Levan والسيديروفور الجامع للحديد Desferrioxamine و Metalloprotease PrtA ومضخة إخراج العقاقير المتعددة AcrAB وجينات ايض السكريات (Zhao eral.,2005).

الكشف عن وجود البكتريا يتم بوسطة العزل على الأوساط الزرعية البكتيرية والتشخيص السريع لها يتم بواسطة Zutra et al. 1986) dot- ELISA) واختبار الوميض المناعي Paulin, 1981) Immunofluorescence) وتهجين DNA  (DNA- hybridization)Steinbrenner et al., 1990) ) كما يتوفر اختبار حجر زراعي (OEPP/EPPO, 1992).

الأعراض (Symptoms)

تظهر الأعراض على الأزهار بعد اسبوع إلى اسبوعين من تفتحها مؤدية إلى ذبولها وموتها وتحولها إلى اللون البني على التفاح واللون الأسود على الكمثرى. وفي الظروف الملائمة لنمو البكتريا تظهر قطرات من النز البكتيري على الأزهار، ثم يموت المهماز الذي يحمل عنقود الأزهار وتمتد الإصابة لتقتل أجزاء من الطرف الذي يحمله إن أطراف الفروع المصابة والتي تحمل حوالي 20 ورقة تنحني من نهايتها معطية عرض "عصا الراعي "Shepherd's Crook".

تمتد الإصابة على الفرع نزولا حيث تظهر الأوراق تخطيطات داكنة في العروق الوسطى ثم تذبل وتصبح بنية اللون وتبقى عالقة بالغصن طيلة الموسم. تمتد الإصابة لتشمل اجزاء من الطرف الحامل للفرع المصاب

حيث يموت. أما على النموات الحديثة المجاورة للتسوسات الفعالة فتحصل إصابة جهازية تظهر بشكل اصفرار أو تلون لأطرافها قبل ان تذبل، بينما تظهر أعناق الأوراق السفلية وعروقها الوسطية نخرا قبل الأوراق الطرفية. واعتمادا على صنف الشجرة ومرحلة نموها عند حصول الإصابة يمكن أن تؤدي إصابة فرع زهري أو خضري واحد إلى موت الطرف الحامل لها بالكامل بينما تموت اجزاء مهمة من الشجرة في موسم نمو واحد إذا كان الطرف المصاب مركزيا وهكذا فإن الإصابة التي تحصل بين سقوط البتلات وتكوين البراعم الطرفية تسبب أكبر الضرر الذي يمكن أن يؤدي إلى موت الأطراف أو الشجرة بأكملها.

عند إصابة اصول التفاح العالية الحساسية تبقى نموات الطعم الرئيسة فوقها غير مظهرة للأعراض بالرغم من تكون تسوس بني غامق حول الأصل. ومع إحاطة وتعمق التسوس لجذع الشجرة تحصل اعراض التدهور العام في الأجزاء العلوية من الشجرة في أواسط أو نهاية موسم النمو. مع ذلك لا تظهر بعض الأشجار المصابة هذه الأعراض إلا في الربيع التالي حيث يمتد التسوس إلى جذع الشجرة (Biggs,1998 & Steiner).

تطور المرض (Development of Disease)

على الشجرة المصابة تأتي البكتريا في التسوسات التي تكون واضحة على الجذع والأطراف الكبيرة بشكل مناطق من القلف المتلون الغائر قليلا أو كثيرا مع تشققات في الحواف. غير ان اغلب التسوسات تكون صغيرة غير منظورة منتشرة على الأطراف الصغيرة قرب القطوعات التي تمت لإزالة الأفرع المصابة من السنة السابقة وهي تمثل مصدر اللقاح الرئيس في الربيع ومع التطور السريع للبراعم تتكاثر البكتريا في حواف التسوسات مكونة نزا سميكا ابيض أو اصفر اللون على سطح القلف قبل اسابيع من فترة الإزهار (1998 Steiner & Biggs). كما أن البكتريا تتحرك داخليا خلال المسافات البينية باتجاه نسيج الخشب وبرنكيما القشرة (2005 ,.Zhao or al). تقوم الحشرات خصوصا الذباب الذي ينجذب نحو النز البكتيري بنقل البكتريا إلى الأزهار المتفتحة اثناء تلقيحها. ومع إصابة أولى الأزهار تقوم الحشرات بنقل البكتريا منها إلى مزيد من الأزهار لتحصل اعراض لفحة الأزهار إن توفر الرطوبة بشكل قطرات مطر أو ندى في درجات حرارة أكثر من 16 ثم تكون ملائمة لإصابة الأزهار حيث تتحقق الإصابة خلال دقائق عندما تكون البتلات موجودة أولى الأعراض يمكن أن تظهر خلال 5 إلى 30 يوما حسب ملائمة درجات الحرارة. يمكن أن ينتقل لقاح البكتريا بواسطة رشاش المطر والرياح والحشرات مسببا وباء لفحة الأجزاء الخضرية، أما في سنوات غياب لفحة الأزهار فإن لفحة النموات الخضرية تقتصر على النموات الفتية القريبة من التسوسات المشتبه والتي تنتقل البكتريا اليها جهازيا، مثل هذه الإصابات تسمى لفحة التسوسات.

ومع أن أفرع وأطراف الأشجار تكون مقاومة للإصابة بالبكتريا إلا ان أذى البرد والرياح يمكن أن يحدث جروح في الأوراق تؤدي إلى ما يعرف بلفحة الكسور.

الثمار ايضا تكون حساسة للإصابة حتى قبيل نضجها. نسبة إصابة الثمار تكون قليلة وهي تحصل نتيجة الأضرار الميكانيكية التي يسببها البرد أو الحشرات. الثمار المصابة تصبح مائية ويتحول لونها إلى البني وتذبل ثم تسود كثيرا ما تظهر الثمار المصابة خلال الأجواء الممطرة الرطبة قطرات من نز بكتيري حليبي اللون لزج.

أما لفحة الأصول فتحدث نتيجة انتقال البكتريا من الأقرع المصابة من نموات الطعم حيث ينشأ تسوس على اصل الشجرة إذا كان من الأصناف الشديدة الحساسية. عند إصابة الأصل تظهر الشجرة اعراض التدهور والموت المبكر في منتصف الموسم وأحيانا في الربيع التالي (1998 ,Steiner & Biggs).

السيطرة على المرض (Control)

1- تقليم الشجرة لإزالة الأفرع المصابة وذلك بالقطع لمسافة 10 سم تحت منطقة القلف المصاب.

2- المكافحة الكيميائية بواسطة مركبات النحاس في بداية تكوين النموات ووقت الإزهار.

3- مكافحة الحشرات الناقلة.

4- زراعة الشتلات ذات الأصول والطعوم المقاومة (1998,Steiner & Biggs).