نشأة الزراعة وتطورها:

تُعد الزراعة من الحرف البدائية التي استخدمها الإنسان منذ القدم، إذ ليس من السهل تحديد متى وكيف وأين عَرف الإنسان الزراعة، إلا أن الإنسان عندما اكتشف النباتات الهامة لغذائه من بين النباتات البرية النامية حوله بدأ باتخاذ بعض الأصناف واهتم بها فتكاثرت تلك النباتات، حتى  يمكن القول بأن وجودها في تلك البيئات عمل على الاستقرار الآدمي، وبسببها قامت الحضارات القديمة.

وقد كانت معرفته للزراعة خطوة واسعة نحو الرقي والاستقرار، فقد أغنته عن مشقة البحث والترحال للبحث عن النباتات وجمعها ليعيش، وباستقراره هذا استطاع الإنسان استئناس الحيوان حوله مستخدماً إياه للتنقل والترحال والغذاء.

 من هنا جاءت معرفة الإنسان للزراعة بمثابة أعظم ثورة في التاريخ، لأنها حولت الإنسان من صياد إلى زارع، ومن حياة التنقل والترحال إلى حياة الاستقرار، وإنشاء القرى التي بدورها تطورت وأصبحت مدناً. 

ومن أنسب التعريفات التعريف الذي وضعتهُ جمعية الاقتصاد الزراعي الفرنسي عام 1949 وهو عمل غرضه أن يسوس قوى الطبيعة من أجل إنتاج محاصيل نباتية وحيوانية  تسد حاجة الإنسان.

ثم تطورت المحاصيل الزراعية مع تطور الإنسان، وأصبحت اليوم مقياساً بين الدول المتقدمة والمتخلفة، ويقدر الخبراء الزراعيون أن المناطق الصالحة للاستغلال الزراعي تبلغ حوالي 40% من مساحة الأرض خارج المنطقة الجليدية، أي ما يقرب من 1369,1مليون هكتار، وتتركز هذه المساحة في قارات العالم القديم بنسبة 71% والباقي في قارات العالم الجديد. والجدول التالي رقم (4) يوضح مساحة الأراضي القابلة للزراعة والمزروعة في قارات العالم لعام 2010 بالهكتار. ومن الجدول يتضح: أن قارة إفريقيا أقل القارات بالنسبة للمساحة القابلة للزراعة، وتمثل قارة استراليا أكثر القارات بالنسبة للمساحة القابلة للزراعة.

                            جدول رقم (4) مساحة الأراضي القابلة للزراعة والمزروعة في قارات العالم

وقد شهدت الزراعة تقدماً ملموساً في العصر الحديث بسبب:

1- ازدياده قيمة المنتجات الزراعية الغذائية في التجارة الدولية.

2- دخول بعض الغلات الزراعية كمواد خام للصناعة كالقطن والمطاط.

3- نمو السكان نمواً سريعاً.