المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
الجهاز التناسلي الذكري في الدجاج الجهاز التنفسي للدجاج محاسبة المسؤولية في المصرف (الإدارة اللامركزية والعلاقات الإنسانية ـــ الإدارة اللامركزية في المصرف) أثر نظرية الظروف الاستثنائية على تحصيل أموال الدولة وتطبيقاتها في القانون المدني أثر نظرية الظروف الاستثنائية على تحصيل أموال الدولة وتطبيقاتها في القانون الإداري دور التشريعات والسلطات الرقابية في تسعير المنتجات والخدمات المصرفية موضوع الملاحظة في الاستنباط القضائي ملكة الاستنباط القضائي الجهاز الهضمي للدجاج إستراتيجيات تسعير المنتجات والخدمات المصرفية في الاطار الرقابي (انواع المنتجات والخدمات المصرفية) طـرق تـحديـد سعـر الفـائـدة علـى القـروض السـكـنـيـة (العـقاريـة) تـحليـل ربحيـة العميـل من القـروض الاستـهلاكيـة (الشخصيـة) المـقـسطـة الدجاج المحلي العراقي معجزة الدين الاسلامي موضوع الإعجاز


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حاجة الطفل الى سلامة النفس  
  
859   11:07 صباحاً   التاريخ: 20/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص357ــ370
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2017 5120
التاريخ: 20-4-2016 2183
التاريخ: 21-11-2021 1887
التاريخ: 18-1-2016 1591

الانسان موجودٌ ذو بعدين، بعدٌ يتعلق بالجسم والبدن، وبعدٌ آخر متعلق بالنفس والعواطف. وهذين البعدين يؤثران ويتأثران ببعضهما البعض وتشكل شخصية الانسان من مجموع وتركيب هذين البعدين. فالسلوكيات والأقوال، والمواقف ونوعية علاقات وروابط الانسان مرهونة بتأثير وتأثر هذين البعدين.

والموضوع الذي يجدر طرحه وذكره هنا، هو ان على الانسان ان يراعي السلامة في هاتين العلاقتين، احداهما فيما يرتبط بالجسم والبدن، والاخرى فيما يتعلق بالنفس.

وكما ان مراعاة الأمر الأول ضروري، فان مراعاة الامر الثاني ضروري أيضاً، وكذلك كما ان عدم مراعاة سلامة البدن يؤذي الى موته، فإن عدم مراعاة سلامة الروح يؤدي الى ايجاد موجبات موت الروح أو ايجاد الوقفة والركود في النشاط الروحي.

ان سلامة الجسم والروح يلزم بعضها بعضاً ولا يمكن فصل الاثنين عن بعضهما. ان هذه الرابطة متصلة فيما بينها بحيث ان التقصير أو النقص في أي منهما، يؤدي الى الحاق الضرر بالآخر.

ولا نملك من الناحية العامة نموذجاً خاصاً لحياة سعيدة، ولكن يمكننا القول ان احدى هذه النماذج أو الاساليب هو المحافظة على سلامة الروح والسعي لتأمين هذه السلامة.

اساس السلامة الروحية :

اساس السلامة الروحية هي ان يأمن الانسان من الابتلاء بالاضطراب والعوامل التي تتسبب في الحاق الاذى والضرر بروحه ونفسه ويقوى على التفكير السليم واتخاذ المواقف الحسنة ويبقى بعيداً عن كل المخاطر والاختلالات الروحية وفي مأمن منها.

ويتم التركيز في السلامة الروحية على ان لا يصاب الانسان بالقلق في مواجهة المسائل والمشكلات، وان يندفع بكل جرأة واقدام على حل المعضلات والصعوبات بأسلوب صحيح. ويتجلى بطابع الانسجام السليم والايجابي في المجتمع ويندفع في علاقاته على اساس القواعد والضوابط المدروسة.

واخيراً فان اساس السلامة الروحية هي ان يتمكن الانسان الواعي والراجح العقل، وبمقدار قدرته وقابليته وكفاءته وحاجته ان يفكر لخير وسعادة نفسه والآخرين، ويتخذ مواقف سليمة ومدروسة في المعضلات والشدائد، ولا يستحوذ عليه الاضطراب، ولا يخسر نفسه، ولا يخضع للأهواء والاغراض الشخصية والتشويش والقلق.

ضرورتها واهميتها :

وفيما يتعلق بضرورة السلامة الروحية وأهميتها، لا بد من القول بأنها اكثر أهمية من السلامة البدنية في بعض جوانبها. إذ من الممكن ان يعاني الفرد من النقص في بدنه ويواصل حياته بشكل سليم. بينما لو كان يعاني نقصاً في روحه فان امكانية مواصلة الحياة السليمة وتأمين الحياة الشريفة والمنسجمة لنفسه لا يمكن تحقيقها.

ان قيمة الانسان وقيمة اعماله وسلوكياته، وكذلك قيمة الثواب والعقاب الذي يناله الفرد انما يكون قيماً وعقلائياً عندما يتمتع الفرد حين ارتكابه ذلك العمل بالسلامة الكافية وان يصدر عمله بشكل حر ومدروس ويكون الفرد في منأى عن أي نوع من الاضطرابات النفسية أو السلوكية.

ولا بد من تأمين الفرد من جانب السلامة الروحية وابقائه بعيداً عن المخاطر واسبابها ليتسنى له النمو بشكل جيد ومرضي ويصبح فرداً نافعاً دؤوباً ويكون مديراً متمكناً من ادارة شؤونه. ويجب ان يحظى هذا الامر بالمزيد من الرعاية في مرحلة الطفولة ذلك ان هذه المرحلة هي فترة تكون شخصية الفرد وتبلورها والتمهيد للحياة المدروسة والمنسجمة اللاحقة. كما ان أهمية هذا الأمر تأتي أيضاً من كون سعادة الطفل وحيويته وحياته السليمة الفردية والاجتماعية كلها مرهونة بهذا الامر.

المخاطر الناجمة عن فقدانها :

ولكي يطلع الفرد على أهمية وفوائد السلامة الروحية بشكل أفضل وأوسع من الافضل ان يدرك المخاطر الناجمة عن فقدانها. إذ ان الطفل الذي لا يتمتع بالسلامة الروحية من الممكن ان يتعرض الى مخاطر عديدة من قبيل :

الكآبة والحزن، الانزواء، حالة العناد والتمرد والعصيان، عدم الرغبة بالعمل وبذل الجهد، حالة شبيهة بالدوار، البكم والانبهات، البرود في العلاقات، عدم الحيوية والطراوة، الانكفاء والاستغراق في التفكير، الأرق والاضطراب، التشويش والقلق، عدم المقدرة على الاستيعاب، عدم الاستقرار والهلع، الهروب من البيت، حالة اللامبالاة تجاه الامور، عدم القدرة على العزم، الاتكال على الغير، الانزلاق نحو الشذوذ والانحراف، سوء الظن بالآخرين، عدم الاعتماد على النفس والابوين، حالات الخوف الغير مبررة، عدم التفكير بعواقب الامور، التهور بدل الشجاعة، الابتلاء بالاضرار والمخاطر النفسية، فقدان الصبر، واحياناً كثرة التوقع أيضاً، الحساسية والشفافية ، عدم المبالات بمصيره و...

العوامل المؤثرة في السلامة الروحية:

هناك الكثير من العوامل التي لها دخل في سلامة روح الافراد بما فيهم الاطفال، إذ سنشير ضمن هذا البحث وفي هذا الفصل الى موارد منها. وما يمكن التطرق الى ذكره هنا عبارة عن :

* معرفة الفرد بنفسه وشخصيته.

* معرفته بسلوكه بلحاظ الحسن والقبح ، الجيد والسيء .

* تطابقه أو عدم تطابقه مع المتطلبات الاجتماعية.

* امتلاك تصور صحيح عن فلسفة الوجود والحياة الانسانية.

* إلفات اهتمام الآخرين الى امكانياته، وقابلياته وميوله واحتياجاته.

* امتلاك العادات الصحية.

* تطور المهارات اللازمة في هذا المجال.

* امتلاك المشاعر المتوازنة بحيث لا يفقد توازنه في الملمات.

* التحلي بالخصال المناسبة لسلامة الجسم.

* الابتعاد عن الهم والغم والألم والمعاناة والاختلال.

* امتلاك الفرح والسرور الناجم عن التعلق العائلي والتمتع الكافي بمحبة وحنان الأبوين.

* التنعم بحماية وقبول الابوين.

* التمتع بالأمن، والاحترام والتقدير والثناء والاهتمام.

* الحظوة بالمعاشرة والرفاه واللعب.

* التمتع بالحرية والاستقلال والسعادة والطراوة والمواساة والمرافقة.

بعض الضوابط في سلامة النفس :

هناك بعض الضوابط والأصول في تأمين سلامة الطفل الروحية من الضروري للآباء والمربين مراعاتها وهي تمثل في الحقيقة القوانين والوصايا لا بد من مراعاتها بشأن الطفل وهي كما يلي :

١- في الجانب البدني :

الأصول والضوابط التي يجب مراعاتها في هذا المجال كثيرة ومنها :

* المحافظة على البدن ووقايته من الامراض ومضاعفاتها ومن الآلام والمعاناة البدنية.

* منحه القدرة اللازمة للدفاع عن البدن عن طريق المواجهات ومراعاة الشروط الصحية.

* منح الطفل الذي يعاني من النقص البدني القدرة والروحية اللازمة، لكي يشعر بانه فرد تعيس وذو حظ سيء.

* تأمين الاحتياجات الاساسية والبدنية للطفل من المشرب والمأكل والملبس والمسكن، والنوم والاستراحة.

٢- في الجانب النفسي :

الأمور التي يجدر ذكرها في هذا المجال من هذا القبيل :

* تقبل الطفل واستيعابه وحمله على قبوله بنفسه بما هو عليه من جوانب الكمال والنقص والعيوب، وجعله موضع التقدير والاحترام.

* توفير الأمن للطفل والمحافظة عليه بعيداً عن عوامل الفزع والاضطراب، والقلق.

* مراعاة حرية الطفل واستقلاله بقدر جدارته في الاستخدام المشروع لهما إذ انه يساعد على بناء الشخصية.

* امتلاك الاعتماد على النفس وعزة النفس والشعور بأنه أهل للثقة.

* النمو العاطفي والتمهيد للقدرة على المحبة والمحبوبية من قبل الآخرين وابعاده عن العوامل المثيرة والحساسيات وسرعة التضجر.

* تأمين الهدوء الفكري والنفسي للطفل ومنح الطفل القدرة على المقاومة والصمود لكي لا يشعر بالخوار والحيرة امام حالات الفشل والحرمان.

* ابعاد الطفل عن العوامل المخربة للمشاعر العاطفية كالحسد، والحقد، والانتقام.

* اصلاح العيوب والتخلفات الذهنية، والفكرية، ذلك انها تمثل ركناً اساسياً في الانسجام الاجتماعي.

٣- في الجانب الثقافي:

وفي هذا المجال لا بد من الاهتمام بالموارد التالية:

* منح التوعية اللازمة للتنعم بحياة سليمة، والتعامل السلمي مع الاشخاص والاشياء والقدرة على فهمها.

* اعطاء فلسفة واضحة بمستوى ادراك الطفل وفهمه بشأن الحياة والمواقف اللازم تجاهها، وامتلاك اهداف ومقاصد مدروسة للحياة.

* اطلاعه على الآداب والتقاليد والمراسيم في الحياة الاجتماعية ومعرفة نمط الحياة الفردية.

* رفع المستوى العلمي والدراسي للطفل، لكي لا يشعر بين أقرانه بالصغر وسوء الحظ بل وحتى وضع برنامج استثنائي بهذا الخصوص له.

* رفع المستوى الفكري للطفل، وبالشكل الذي لا يشغل نفسه بالمسائل التافهة والقليلة الأهمية.

٤- في الجانب الاجتماعي:

الموارد التي تجدر الاشارة لها في هذا المجال عبارة عن:

* الاعتياد على الحياة الاجتماعية والعيش مع الجماعة والمعاشرة السليمة والبناءة.

* امتلاك المؤهلات للمقبولية الاجتماعية بشكل يقبل معه في هذا الجمع.

* الشعور بامتلاكه الشخصية والحرمة لدى الابوين والمعارف، واحترامه لنفسه وللآخرين.

* المساهمة الفعالة في الحياة الاجتماعية وامتلاك الواجب والمسؤولية القابلة للتنفيذ في المجتمع.

* امتلاك العضوية في مجموعة مقبولة وخاصة الشعور بالتعلق بالعائلة والابوين.

* التمتع بجو اجتماعي وخاصة العائلة التي لا وجود للنزاع والاختلاف والعلاقات الغير سليمة فيها.

٥- في الجانب الاقتصادي :

اهم المسائل التي يمكن ذكرها في هذا المجال عبارة عن :

* الانشغال بالأعمال والنشاطات التي تملأ وقت فراغه وتكون مفيدة له قدر الامكان.

* اسناد الاعمال والواجبات للطفل بحيث تنسجم مع ميوله وتحفز لديه الرغبة وبما يتناسب مع قدرته وقابلياته.

* اعطائه مبلغاً بعنوان مصرف جيب بحيث يشعر بالاستقلال والحرية في صرفه لذلك المال بشكل مشروع .

* تأمين احتياجاته المادية والاساسية في البيت، إذ ان اهمها للطفل هو الغذاء وليس الاشياء الاخرى.

* خلق الاجواء اللازمة لامتلاكه روحية فعالة ونشطة في سبيل اداء واجباته.

* تقوية الجوانب الخلّاقة لديه، وكذلك تقوية الجانب الابداعي والابتكاري لديه بشكل يشعر معه بالجدارة في الحياة.

* امتلاك عزة النفس وعدم الافصاح عن الفقر والعوز في حضور الطفل وعدم جرح مشاعره.

٦- في الجانب الانضباطي والسياسي :

الأصول التي تجدر الاشارة لها في هذا المجال كثيرة منها :

* الوعي بطرق وانماط الانضباط والقواعد، ومعرفة الضوابط التي يجب ان تراعى بشأن الحياة الفردية والاجتماعية.

* امتلاك الثبات في السلوك والقواعد الانضباطية بشكل لا يواجه معه في كل يوم نمطاً واسلوباً آخر.

* التمتع بالعفو في مواقع الزلل والانحراف بشكل تحل فيه رحمة واحسان الابوين محل غضبهم.

* فتح باب التوبة امام الطفل بشكل لو ارتكب خطأ معيناً يجد الطريق الى الاصلاح امامه مفتوحاً.

* فسح المجال امام الطفل واعطائه الفرصة لكي يقول كلمته دون خوفي أو وجل ولا يشعر بالجرح في هذا المجال.

*ابعاد الطفل عن الخوف من العقوبة فيما بعد، وتصفية حسابه في لحظة الحدث.

٧- في الجانب المعنوي:

الضوابط التي يمكن الاشارة لها في هذا المجال عبارة عن :

* امتلاك نقطة اتكاء قوية جداً بحيث يتمكن ان يلوذ بها في الملمات (مثل قدرة الأب).

* تقوية تعلقه وارتباطه بالله القادر الباقي في سنين الصبا والشباب لكي يطمئن قلبه الى قدرته ولطفه تعالى.

* الشعور بالتمتع بحماية الأبوين المعنوية ، وقبولهم له وتوفير أمنه في كلا الاحوال.

* ايمانه بالشخص الذي يعتمد عليه ، والتصديق بنواياه الحسنة ومساعدته اياه .

* ابعاده عن حالات التضاد، والازدواجية في الكلام والشخصية، والاطمئنان الى مردود العمل والفعل ورد الفعل.

* اطمئنانه الى أن اعماله ان كانت حسنة وصالحة لن يحرم من نصيبه من الاجر والثواب ولن يستوي المحسن والمسيء ابداً. 

٨- في حل المسائل والمعضلات :

واخيراً يجب الالتفات الى الاصول والقواعد المذكورة بهذا الصدد ادناه :

* ازالة الاختلافات وصعوبات الحياة وحل المشاكل المتعلقة بالحياة الشخصية والعائلية .

* القدرة على مواجهة المشاكل وازالتها قدر المستطاع وبما يتناسب مع شرط السن وادراكه وفهمه .

* اصلاح محيط البيت من النزاعات، والمشاكل والاختلافات المتعددة.

* حمله على الصبر والتحمل والتأني في الامور وعدم التسرع في تصرفاته وسلوكه .

* السعي في الاقدام على الأمور التي لا تخلق له المشاكل، والتأمل بعواقب الامور في كل الاحوال.

* سعي الابوين في ازالة المشاكل والموانع التي تلصق به تهمة عدم الكفاءة.

* واخيراً حل التناقضات والتضاد بين البيت والمدرسة، والبيت والمجتمع، والمدرسة والمجتمع.

مسؤولية الأبوين :

وبناء على ما تمت الاشارة إليه، فان مسؤولية الابوين امام الاطفال وفيما يتعلق بتأمين سلامة الطفل النفسية ثقيلة جداً. ومن الجدير بهم ان يظهروا حساسية مناسبة في هذا المجال ويحملوا مسألة سلامة الطفل النفسية على محمل الجد. وللأطفال حقوق معينة بذمة الابوين وان تأمينها يعد من اهم الواجبات. ذلك ان مستقبل الطفل من حيث السلامة أو الابتلاء رهن بهذه المحبة.

ومن الضروري للآباء والأمهات المنهمكين في اداء واجباتهم ومسؤولياتهم ان يحصلوا على الوعي اللازم في هذا المجال. ويجعلوا من اسلوبهم ونمط تعاملهم ينمان عن الوعي والاطلاع في هذا الخصوص. وما اكثر الآباء الذي وقفوا جل عمرهم واوقاتهم لتحقيق سعادة الطفل ولكن بسبب عدم معرفتهم واطلاعهم الكافيين على اسلوب وكيفية تحقيق ذلك لم ينالوا نجاحاً يذكر في هذا المجال.

ان الآباء الواعون والمسؤولون يعلمون بأن الوقاية في كل الاحوال أسهل واكثر ضرورة من العلاج بل هي خير من العلاج، ومن خلال المحافظة ومراعاة اصول وضوابط السلامة النفسية يمكننا الحؤول دون ابتلاء الطفل بالاضطرابات النفسية، دون ان تواجهنا في هذا السبيل المشاكل والصعوبات الاستثنائية ولكن في حالة الغفلة لا يمكننا سد هذه الثلمة اطلاقاً.

عوامل تخريب السلامة النفسية :

ما اكثر العوامل والظروف التي تعرض سلامة الطفل النفسية الى الخطر وتجعله يعاني من المشاكل الغير قابلة للحل. وقد ذكرنا ضمن المواضيع التي تطرقنا لها في هذا المجال بعض الموارد المتعلقة بهذا الشأن وقد أدركتم جيداً الحال التي يجب أن تكونوا عليها. لذا من الطبيعي ان يصبح اختيار اسلوب ونمط آخر خلاف ما ذكرناه بحد ذاته من العوامل المخربة لسلامة الطفل النفسية.

وهناك عوامل أخرى جديرة بالذكر في هذا الخصوص وهي :

* التوقعات المفرطة للأبوين من الابناء، وخاصة عندما يرى الطفل بانه غير قادر على تنفيذ مطاليبهم.

* عدم تحمل الابوين وصبرهم وتأنيهم في اصلاح وبناء الاطفال: إذ يريدون ان يطووا مسيرة عدة سنين في ليلة واحدة.

* حالات التشدد والتزمت وممارسة الضغوط التي لا مبرر لها؛ إذ تؤدي الى ان ينفض الطفل يديه من والديه.

* عدم اشباع الاحتياجات الاساسية للطفل في قوة قدرتهم على ذلك، على أمل أن يتطبع الطفل على الآلام والمعاناة.

* عدم هداية وتوجيه الطفل في اداء أعماله وفي مراعاة الاصول والضوابط.

* جعل الطفل ضعيفاً ومدللاً بشكل لا يقوى معه على ازالة مشاكله ومعاناته.

* عدم مراعاة حقوق الطفل وشخصيته.

* وجود المنازعات والاختلافات في محيط العائلة بحيث ان الطفل يرى ان أمنه مهدد بالخطر.

* وجود حالة الشكوى من الحياة، بحيث ان الطفل يرى مستقبله ومكانته مهددان بالخطر.

علائم سلامة النفس :

وفي ختام هذا البحث لا ضير في ان نذكر مجموعة من العلائم والامارات لطفل يتمتع بسلامة النفس بالرغم من أن الوصف الكامل لمن هو سالم أو سقيم أمر في غاية الصعوبة وابعاده مبهمة :

* السعادة والحيوية وامتلاك الروحية الفعالة والبشوشة.

* الحركة والنشاط الدائمين، والتحلي ببذل الجهد واللعب والمثابرة.

* الابتعاد عن التعجل، الهلع، الاضطراب، العناد، العنف، وبذاءة اللسن.

* القدرة على حب واحترام نفسه والآخرين .

* عدم الخوف من مواجهة المسائل، واللجوء الى استخدام السعي وبذل الجهد في حلها وازالتها.

* التعامل الحسن وبما يتناسب مع الأدب تجاه الابوين، والمربين ، والاصدقاء والأحبة.

* الاعتراف بالفشل والتحرك مجدداً لغرض الوصول الى الهدف والمكانة الجديدة.

* امتلاك الاعتماد على النفس، وعلى الابوين، وامتلاك عزة النفس والشعور بالفخر والاعتزاز.

* التحلي بالعفو والصفح وتحتل النقد والتجاوز عمن اراد الاساءة الى الطفل.

* الانسجام الايجابي والمدروس والهادف مع الجمع والجماعة.

* واخيراً التحلي بالتوازن ووحدة الشخصية بحيث ان أحد بعاده لا يبطل بُعده الآخر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






العتبة العباسية تطلق مسابقة فن التصوير الفوتوغرافي الثانية للهواة ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي
لجنة البرامج المركزيّة تختتم فعاليّات الأسبوع الرابع من البرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسيّة
قسم المعارف: عمل مستمر في تحقيق مجموعة من المخطوطات ستسهم بإثراء المكتبة الدينية
متحف الكفيل يشارك في المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآثار بجامعة الكوفة