وتكمن الاهمية الاقتصادية للنقل من خلال ما يأتي:

أ- إن تطور النقل مكن المجتمعات من الحصول على احتياجاتها المختلفة من مختلف أصناف السلع والمواد الأولية والمواد الغذائية مهما كانت مصادر تلك السلع بعيدة عنها، بحيث ساعد تقدم النقل على تزويد سكان العالم باحتياجاتهم الضرورية والكمالية مهما كانت كميتها ونوعيتها ودعا ذلك الى خلق المنافسة في الانتاج وخلق فرص أكبر في عمليات نقل المنتجات فضلا عن توفر تلك السلع والخدمات بشكل كبير بين المستهلكين، وتوفير السلع الى ابعد المناطق التي يستوطنها السكان بفضل عامل النقل، وهذا يؤدي الى خفض تكاليف الانتاج وتعزيز الجودة والابتكار، كما نجد ان ارتباط العولمة مع البيئة التنافسية للنقل التي مكنت العالم من الحصول على جميع السلع والخدمات باقل وقت واجود نوعية.

ب- إن تقدم وسائط النقل قد تسبب في تخفيض الأسعار، عن طريق تخفيض تكاليف الإنتاج. لأن النقل عنصر رئيسي من عناصر العملية الإنتاجية، وتكلفة النقل جزءا من جملة تكلفة الإنتاج السلعية، فأي انخفاض في تكلفة النقل يؤدي الى انخفاض في سعر السلعة المنتجة وبالعكس فان ارتفاع تكاليف النقل ينعكس على ارتفاع اسعار السلع المنتجة. كذلك فان البضائع التي تنقل بالطرق الوعرة تكون ذات تكلفة عالية وتستغرق وقتا طويلا وتكون احيانا معرضة للتلف وبالعكس فالطرق الحديثة تسمح للسلع بالانتقال بسرعة والتقليل من تكلفة الإنتاج حيث ان عملية النقل تضاف الى التكلفة الكلية وبالتالي فان المستهلك يستفيد من تقدم وسائط النقل ذات الكلفة القليلة.

ت- التوسع في الانتاج: يسهم النقل في التوسع بالعمليات الانتاجية وفقا لنظام النقل الفعال، حيث يقدم الخدمات التي تتمثل في التكلفة والوقت ومزايا الموثوقية ويتيح للسلع التي يتم نقلها عبر مسافات أطول، فكلما زاد حجم الانتاج كلما قل تكلفة الوحدة مما يسهل الإنتاج الضخم من خلال وفورات الحجم لأسواق أكبر يمكن الوصول إليها ظهور نظام الإنتاج الكبير، والذي أحرزته المنشأة المختلفة أبان الثورة الصناعية في أوربا لأن الإنتاج الكبير يعتمد على حجم السوق، أي على مدى الطلب على السلعة من جانب المستهلكين وانه لم يكن بالإمكان التحكم في حجم السوق الا بعد تقدم وتطور كفاءة اجهزة ومؤسسات النقل على اختلاف اصنافها واختيار أسلوب النقل الذي يتناسب مع نوعية البضائع المنقولة.

ث- التخصص الجغرافي: يعد التخصص الجغرافي من اهم العوامل التي تسهم عملية تحسين وسائط النقل والاتصالات الذي يزيد من الإنتاجية والتفاعلات المكانية. لكل كيان اقتصادي ميول إلى إنتاج نوع من انواع السلع والخدمات مع أفضل مجموعة مناسبة من الخبراء والفنيين المتخصصين، فضلا عن توفر رأس المال والعمالة والمواد الخام. وهذا التخصص يدعوا الى انتاج السلع والخدمات بأفضل نوعية واجود انتاجية وبمزايا تسهم في المنافسة في السوق وباقل العيوب من خلال دعم كفاءة النقل وتعزيز الانتاجية وتعرف هذه العملية في النظرية الاقتصادية نظرية المزايا النسبية. فضلا عن توفير فرص العمل إذ يعد العنصر البشري الاساس الذي تقوم عليه عملية النقل لما تتطلبه العملية بحد ذاتها من جهد بشري في التحقق، ولا تقتصر عملية النقل على سائق المركبة وإنما تشمل عمال الصيانة وموظفي أدارة النقل وكذلك منفذي مشاريع النقل

.د- بحكم التطور في وسائط النقل أصبح بالإمكان لبعض الصناعات أن تتحرر من مواقعها فتنشأ موقعاً تختاره بنفسها بحيث يكون مناسبا لمتطلبات نجاح المشروع الصناعي، وبعبارة أخرى أن النقل حرر كثيرا من الصناعات من ارتباطها القوي بمواقع محدودة إقليميا كما كان سائدا في بدء النهضة الصناعية بوقوع المشاريع المختلفة في مواقع قرب مجرى مائي ملاحي كونه أفضل واسطة للنقل بأقل كلفة خلال الفترة خاصة السابقة.

ذ- ان قيام التخصص الإقليمي والدولي قد وسع النقل من دائرة السوق أمام منتجات المناطق والدول المختلفة، ولولا تقدم وسائط النقل لبقي نمط الإنتاج بوضعه البدائي الذي كان عليه في الأزمنة القديمة، حيث كانت كل مدينة تعتمد على انتاجها المحلي من كافة المنتجات، وبالتالي يؤدي الى الركود الاقتصادي، إذ إن تقدم النقل قد تسبب في رفع أسعار الأراضي وقيمة ايجارها لأنه ساعد على استغلال كثير من الأراضي التي لم تستغل بسبب بعدها عن مركز المدن وعدم اتصالها بتلك المراكز، وهذا يعني إن تقدم النقل ووسائط هـ قد هيأ ظروفا ملائمة لربط تلك المناطق النائية بالأسواق، مما شجع على استثمارها ورفع قيمتها.