العلاقات المكانية للمدينة ومجالها الجغرافي

وبناء على ما تقدم يمكن توضيح مجموعة من العلاقات المكانية المتداخلة والمتشابكة من خلال تقسيمها إلى ثلاثة موضوعات رئيسية من العلاقات هما:

- العلاقات بين المحلات العمرانية الريفية والحضر.

- العلاقات المكانية بين الحضر والمحلات العمرانية الريفية.

- العلاقات المكانية بين المحلات العمرانية الريفية وبعضها البعض.

وفيما يلي دراسة تفصيلية لتلك العلاقات :

مجال نفوذ المدينة لإقليمها والعلاقات المكانية بينهما: ويقصد بها معرفة نفوذ المدينة وقدرتها على الجذب والتفاعل مع ما حولها من القرى، وذلك لأن المدينة هي مركز للخدمات المركزية والتي تجذب إليها سكان المناطق المجاورة، من خلال تطبيق معادلة درجة التفاعل ومعادلة نقطة الانقطاع لمعرفة المسافة بين القرية والمدينة من جانب ومعرفة الحجم السكاني لكل منهما من جانب آخر، على اعتبار أنه كلما طالت الرحلة بين القرية والمدينة كلما قلت جاذبية المدينة للقرية والعكس صحيح ، وذلك لاعتماد الفرى على المدينة في العديد من خدماتها، وقد يرجع ذلك إلى صغر حجم مساحة المنطقة ومركزية حاضرتها ، ووجود شبكة الطرق ، ووفرة المواصلات وبعض الوظائف الخدمية الأساسية التي تؤديها القرى المجاورة مما يقلل اعتمادها على المدينة وهذا من شأنه توضيح ما يلي:

أ- إمكان تقديم الخدمات بشكل أيسر للمواطنين في موطنهم الجديد من الخدمات التي حرموا منها من قبل واعاقت طبوغرافية بلادهم القديمة استفادتهم الكاملة من القليل المتاح منها من حيث الكم والكيف والتعرف على طبيعة التغيرات التي أحدثها هذه الخدمات، ومدى استفادتهم منها، ولكن يمكن الاستدلال من بعض البيانات المتاحة عن مدى تجاوبهم مع الخدمات التي وتوفرها الدولة، ومدى مساهمتهم في تنمية مجتمعهم.

ب- ازدياد درجة العلاقات المكانية بين المدينة والقرى، وبقية المراكز الريفية الأخرى نتيجة لتقارب المسافات واتساع السهل الفيضي الخصب ووفرة الطرق الجيدة، هذا بجانب ازدياد سلطة الإدارة المحلية وتدخل السلطات الإدارية في تنظيم وتوجيه مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية بالقرى.