عناصر الفصل في الصحافة- الجداول

وهي الخطوط التي تفصل بين الوحدات الطباعية المشتركة في تصميم الصفحة، فصلا تاما من خلال وقوعها في نهاية هذه الوحدات طولا وعرضاً، كما تستخدم هذه الخطوط للفصل الجزئي بين العناصر الطباعية المستخدمة في بناء الوحدة الطباعية الواحدة، ولقد كانت هذه الجداول تستخدم فيما سبق للفصل بين أعمدة الصفحات ولا سيما أثناء مراحل الصف اليدوي للحروف في بداية ظهور الصحافة، حيث كانت صفحات الصحف تتكون من نهرين (عمودين) طوليين غالباً، يفصل بينهما خط واضح هو الجدول، ولكن بعد التحول إلى الصف الآلي للحروف، وتقدم تقنية الطباعة والإخراج انعدمت الحاجة الى ضرورة استخدام الجداول في هذا المجال، كما قل استخدامها للفصل بين أعمدة الصفحات، ولاسيما تلك الجداول الجاهزة التي كانت الصحف تستعين بها لتنفيذ الجداول الزخرفية، وذلك تبعاً لقلة فعاليتها، حيث ضمنت البرامج الحاسوبية الخاصة بالصف والإخراج الخطوط الخاصة بإنتاج هذه الجداول  .

وتتقسم الجداول بحسب اتجاه خطوطها وبحسب طبيعة عملها إلى قسمين هما :

١- الجداول الطولية : وهي الخطوط الرأسية التي تفصل بين أعمدة الصفحات، وقد تسمى بجداول الأعمدة ، ورغم أهمية استخدام هذه الجداول لتسهيل القراءة، إلا أن ثمة اعتبارات تدعو للإقلال منها، ولعل من ذلك ما تحدثه من إضعاف للوحدة المطلوبة بين العناصر الطباعية المشتركة في بناء الوحدة الواحدة من خلال وقوعها بين الأعمدة الخاصة بمتن هذه الوحدة، إضافة إلى ما تحدثه من اللبس لدى القراء من جراء استخدامها في الفصل بين العناصر والوحدات، وهو ما أدركته الصحف الأوربية والأمريكية، وعملت بموجبه على الاستغناء بالمساحات البيضاء عن بعض استخدامات هذه الجداول، حتى أصبح هذا الإجراء مظهراً من مظاهر التجديد فيها .

٢- الجداول العرضية: وهي الخطوط الأفقية التي تمتد عبر عمود أو أكثر وقد تستخدم للفصل بين الوحدات الطباعية، كما قد تستخدم للفصل بين العناصر الطباعية المشتركة في بناء الوحدات، إضافة إلى دورها في فصل الوحدات التحريرية عن الوحدات الإعلانية مع فصل الوحدات الإعلانية عن بعضها.

وبالإضافة إلى دور الجداول بنوعيها في مجال الفصل، فهي تؤدي دورا مهماً في خدمة أغراض التأثير في القراء، من خلال عملها على إبراز بعض الوحدات التي يراد لها ذلك، تبعاً لاعتبارات مهنية معينة، كما تسهم الجداول - في ظل استخدام طريقة بناء الوحدات المتعامدة - في مساعدة القراء في التعرف على العناصر الطباعية المشتركة في بناء الوحدة التي تحدها هذه الجداول، إضافة إلى مساعدتهم في تحديد اتجاه بقية مضمون الوحدة، ورغم أهمية الجداول ودورها في الإبراز إلا أن قدرتها هذه تعتمد على سمك الخطوط الخاصة بها، حيث إنه من المهم التنبيه إلى أنه يجب ألا يزيد سمك الخطوط المستخدمة عن أربعة أبناط، حتى لا تؤدي سماكتها إلى تعويق القراءة، كما أنه من المهم في حال استخدام الجداول مع الوحدات المتجاورة أن تترك مسافة في حدود " إنش " واحد بين الجداول ومتون الوحدات حتى لا يحدث لدى القراء شعور بتداخل هذه الوحدات المتجاورة  بما يسيء  للشكل الاخراجي المقدم.