الخلفية الأساسية للتنمية الزراعية

تحتل الزراعة مكانة هامة في عمليات التنمية Development Process في كافة الدول بغض النظر عن النظم السياسية والاقتصادية لها، كونها تلبي حاجة الإنسان من الغذاء وربما حاجات قطاعات أخرى من الاقتصاد القومي لبعض المنتجات الزراعية النباتية أو الحيوانية. إن الأرض والإنسان عنصرين مهمين في التنمية الزراعية، فالأرض وما تحتويه من إمكانيات طبيعية لها علاقة بالزراعة كالتربة ومصادر المياه ، والظروف المناخية تلعب دورا هاما في توجيه عملية التخطيط التنمية الزراعية. إن الخلفية التي يرتكز إليها وضع خطة التنمية الزراعية والإنتاج الزراعي والتي تعتمد بشكل أساسي على الدراسة الميدانية بكافة أشكالها المشاهدة والقابلة والاستبيان إضافة إلى نتائج الإحصاءات الزراعية، هذه الخلفية يمكن أن تتضمنها المحاور التالية:

1 - الواقع الطبيعي وما يوفر من إمكانات التنمية الزراعية وما يحتوي من محددات التنمية ومن المعروف أن أهم ثلاثة عناصر طبيعية تؤثر في الإنتاج الزراعي هي (التربة، الماء، المناخ)

2- الواقع البشري وامكانياته ومؤهلاته الاجتماعية والحضارية التي تلعب دورا كبيرا في عملية الإنتاج الزراعي. إذ أن العنصر البشري يلعب دورة إيجابية أو سلبية في العملية الإنتاجية الزراعية سواء كانت الأساليب المتبعة في الإنتاج الزراعي تقليدية أو حديثة (الشامي ، د. صلاح الدين علي، 1976).

3- الواقع الاقتصادي وما يقترن به من عوامل وضوابط تؤثر على نمط الإنتاج ونمط الاستهلاك المحلي والتسويق، وما يرتبط بذلك من حساب تكاليف الإنتاج والأرباح ومدى إمكانية الإنتاج الزراعي على المنافسة في إطار التجارة الدولية.

4- معرفة دقيقة للواقع القائم للنشاطات الاقتصادية المختلفة وموقع النشاط الزراعي منها ومعرفة مقدار ما يساهم كل من هذه النشاطات في تكوين البنية الاقتصادية للبلد أو الإقليم المراد وضع خطط التنمية الزراعية فيه، لأن أية حالة تنموية في أي قطاع لا يمكن أن تأتي معزولة عن الترابط العضوي بين جميع أجزاء العملية التنموية، فعلاقة التنمية الزراعية Agricultural development علاقة عضوية بالتنمية الريفية Rural Development والتنمية الريفية لها علاقة بالتنمية الحضرية urban development وهذه المجالات الثلاثة لها علاقة بالتنمية الإقليمية Regional development والتنمية الإقليمية هي جزء من التنمية الوطنية .National development