دور التسويق في التنمية

لم يتلقى التسويق الأهمية المطلوبة كعامل مهم وأساسي في عملية التنمية الاقتصادية في كثير من الدراسات الخاصة بالتسويق الزراعي، وقد يكون السبب هو تطور مفهوم السوق من نظام المقايضة إلى السوق بمعناه الواسع.

مع العلم ان التسويق والإنتاج كل منهما يكمل الاخر، فلا توجد أي قيمة اقتصادية للإنتاج بدون تسويقه إلى مناطق استهلاكه، كما أن لا داعي للخدمات بدون إنتاج يسوق لذلك فلا بد من تسمية كل منها وبالتالي تنمية الاقتصاد القومي.

يتلخص دور التسويق في التنمية الزراعية بما يأتي:

1- يعمل على التحول في الزراعة من نمط الاكتفاء الذاتي إلى مرحلة الإنتاج الواسع أو إنتاج السوق، فقد كانت المرحلة الأولى في عملية التنمية الاقتصادية تواجه العديد من العقبات ومنها مثلا تخلف وسائل النقل لغرض نقل المنتجات إلى مناطق استهلاكها وكذلك مشكلة التخزين، ولذلك يعد التغلب على هذه المشاكل مهمة ضرورية لعملية التنمية.

2- يعمل التسويق على اعطاء المزارعين فكرة واضحة وجلية عن كيفية توزيع مواردهم الإنتاجية، من خلال الحصول على المعلومات اللازمة عن أحوال الطلب والتي تساعدهم على اتخاذ خطواتهم الإنتاجية ونوعية المحاصيل التي تزرع.

3- النمو الخضري ظاهرة مرتبطة بالتنمية الاقتصادية، وهذه بدورها مرتبطة بنمو المؤسسات التسويقية.

فالتنمية الاقتصادية تؤدي إلى انتقال العمال من الريف إلى الحضر وذلك يتطلب نقل احتياجاتهم من السلع الاستهلاكية المواد الغذائية) كذلك من الريف إلى الحضر وليس هذا فحسب بل أيضا بنمو المؤسسات التسويقية.

4- تطوير كافة المنظمات التسويقية له الدور الفاعل في التنمية الاقتصادية، من خلال تفعيل الخدمات الأساسية مثل النقل والتخزين وبعض الصناعات الزراعية كونها جزء أساسي من عملية التنمية الزراعية.

وبصورة عامة من الممكن إذا كان الجهاز التسويقي أو النظام التسويقي المتبع غير كفوء ومتخلف أن يعمل على اعاقة عملية التنمية كون عملية التنمية تحدث فيها جملة من المتغيرات ومنها:

1- بزيادة النمو الحضري والصناعي تزداد مبيعات الزراع الموجه إلى السوق.

2- بزيادة الدخل يزداد الطلب على الخدمات التسويقية، فاذا لم تستجيب المنظمات التسويقية لهذه التغيرات بما يخدم النمو ففي هذه الحالة ستكون حاجزة العملية التنمية.