المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
سند الشيخ إلى علي بن الحسن بن فضال.
2024-05-06
سند الشيخ إلى صفوان بن يحيى.
2024-05-06
سند الزيارة ونصّها برواية ابن المشهديّ مع ملاحظات.
2024-05-06
نصّ الزيارة برواية الطبرسيّ في الاحتجاج.
2024-05-06
برامج تربية سلالات دجاج انتاج البيض
2024-05-06
بين ابن ختمة وابن جزي
2024-05-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


وصايا تربوية  
  
1706   01:40 صباحاً   التاريخ: 10-5-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص34 ـ 52
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2018 1396
التاريخ: 9-1-2016 2082
التاريخ: 11-1-2016 2212
التاريخ: 11-9-2016 1752

1ـ استمع إلى ابنائك:

إذا أتاك ابنك ليحدثك عما جرى معه في المدرسة، فلا تضرب بما يقول عرض الحائط، وتفتح المذياع أو التلفاز، ولا تلقي لما يقول اهتماماً.

فحديثه إليك في تلك اللحظة بالنسبة له أهم من كل ما يشغل بالك من أفكار.. يريد أن يقول لك عمّا يشعر به من أحاسيس، أو ما ينتابه من آلام في المدرسة، بل ربما يريد أن يعبر لك عن سعادته وفرحته بشهادة التقدير التي نالها في ذلك اليوم.

أعطه اهتمامك إن هو أخبرك أنه نال علامة كاملة في ذلك اليوم في امتحان المادة (كذا).. شجعه على المزيد، بدلاً من أن يشعر بأنك غير مبالٍ بذلك، ولا مكترث لما يقول...

وإذا جاءك ابنك الصغير يوماً يخبرك بما حدث في المدرسة: (لقد ضربني فلان في المدرسة).

وأجبته أنت: (هل أنت واثق في أنك لم تكن البادئ بضربه أو إهانته ؟)، فتكون حقاً قد أغلقت باب الحوار مع ابنك، حيث تتحول أنت في نظر ابنك من صديق يلجأ إليه إلى محققٍ أو قاضٍ يملك الثواب والعقاب.

بل ربما اعتبرك ابنك محققاً ظالماً، لأنه يبحث عن اتهام الضحية ويصرُّ على اكتشاف البراءة للمعتدي عليه.

فإذا تكلم الابن أولاً إلى والديه، فعلى الوالدين إبداء الانتباه، وتواصل الحوار، وينبغي مقاومة أي ميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن(1).

2ـ عوّد ابنك أن يصارحك:

ماذا تفعل إذا عاد ابنك من المدرسة وهو يستعمل ألفاظاً بذيئة؟.

تذكر أولاً أنك إن انفعلت بالغضب والتوبيخ، فإنك قد تدفع الولد إلى إخفاء الأمور عنك في المستقبل، وإلى عدم مصارحتك فيما يجري معه خارج المنزل.

استمع لما يريد أن يقول لك بهدوء، وأشعره أنك معه.

اسأله: أين سمع تلك الكلمة البذيئة؟ وماذا قد تعني تلك الكلمة؟.

اشرح له أن استعمال الكلمات البذيئة طريقة بدائية، وغير مؤدبة في التعبير عما نريد، وأن هناك كلمات أفضل وألطف تعبر عن مشاعرنا وأفكارنا.

حاول أن تحدثه بهدوء واسترخاء مستعملاً الدعابة.

اعترف له أن كثيراً من الناس للأسف يستخدم مثل تلك العبارات في حالات الغضب والانفعال.

وإذا أتاكِ ابنكِ من المدرسة ليحدثكِ، فلا تقولي له: (دعك من الكلام الآن، اذهب واحضر لي كذا وكذا)، و(ألا تراني مشغولة الآن، سنتحدث فيما بعد).

أصغي إليه تماماً وأبدي له كل الاهتمام، ودعيه يسرد لكِ حديثه بحرية، ولا يكفي هذا، بل لابد من أن تبادر الأم إلى محادثته وفتح الحوار معه.

إذا عاد من المدرسة فدعيه يتحدث عن زملائه، عن إجاباته على أسئلة معلميه.

إذا قرأ قصة فاطلبي منه أن يحكيها لك.

وإذا وجدته حزيناً فاسأليه عن مشكلته.

وتذكري أن الحوار مع طفلك يعلمه الطلاقة في الكلام، ويساعده على ترتيب أفكاره، وينمّي شخصيته ويزيده قرباً منك.

وعلى الأم أن تنمي عادة الحوار الهادئ مع طفلها، فتطرح عليه بعض الأسئلة لترى كيف يجيب عليها، وتعوّده على عدم رفع الصوت أثناء الحديث، وعدم مقاطعة المتحدثين، وهكذا.

تسأله مثلاً: ماذا تفعل لو رأيت أخاك يضربه رفاقه؟ وماذا تفعل لو رأيت طفلاً مجروحاً في الطريق؟.

فالأطفال الذين لا يكلمهم آباؤهم إلا نادراً ينشؤون أقل ثقة بالنفس من الذين يعودهم آباؤهم على الكلام والحوار الهادئ(2).

3ـ وصايا في الإصغاء:

- لا تستمع بأذنيك فقط، وإنما بكامل جسمك، توقف عن العمل الذي تقوم به من قراءة، أو مشاهدة للتلفاز وانظر إلى ولدك.

- حاول أن يكون هناك شيء من العاطفة والملامسة، فتضع يدك على كتفه أو يده بين يديك.

- تأكد أنك تستمع إلى ما يقوله ولدك، وتشعر بما يشعر به في نفسه، ثم تعيد على ولدك وبكلماتك ما سمعته منه، مظهراً فهمك وتقديرك لما قال.

 - حاول أن تستنتج المشاعر التي ترافق عباراته:

فحين يقول: (إنني لا أحتاج لأن تكرر عليّ أوامرك)، فمعنى هذا أنه يشعر بالإذلال والصغر وكأنه لم يفهم.

وحين يقول: (إنني أكره المدرسة)، فهذا يدل على شعوره بالملل وأنه غير سعيد.

وحين يقول: (إنه لا يستطيع النوم)، فمعنى هذا أنه متوتر ومنزعج من أمر من الأمور.

- لا تجادل ابنك أو تسخر منه أو تستمر دوماً في إلقاء النصائح والمواعظ.

- استمع بشكل خاص إلى ابنك حين يعود من المدرسة، وحين يذهب إلى النوم، وحين تبدو عليه مشاعر قوية من الانزعاج والحزن.

- انزل إلى مستوى ابنك جسدياًّ حين تستمع إليه، فهذا يعطيه الطمأنينة والشعور بالقرب منك.

-  ضمّه إلى صدرك عندما يكون منزعجاً أو حزيناً، فتعطيه فرصة أكبر للتعبير.

- شجعه على الحديث، والتنفيس عمّا يجول في نفسه.

- تجنب إعطاء النصائح عندما يكون الولد في حالة غضب، لا تقل له: (لقد قلتُ لك من قبل ألا تفعل ذلك).

- اسمع لما يريد ابنك أن يقوله عن مدرسته أو نشاطاته.

- أشعر ابنك أنه إنسان هام بالنسبة لأمه وأبيه، وعامله بموضوعية واحترام.

- لا تُحرج ابنك، ولا تنتقص من قدره، أو تستهزئ بآرائه أمام الآخرين.

- لا تستعمل عبارات الإهانة والإذلال: (أنت أحمق، أو سخيف، أو مجنون، أو كذّاب).

- شجعه على النظر في وجه الآخرين عندما يتحدث معهم.

- دع أبناءك يدلون بآرائهم ووجهات نظرهم.

- لا تقل لطفلك عند انفعاله: (إنك أصبحت رجلاً، والرجال لا يبكون) فسيتعلم كيف يكبت مشاعره وانفعالاته وكأنه لا وجود لها(3).

4ـ ادرس نفسية ابنك:

وليس الطفل شكلاً مصغراً عن الرجل، وليس صحيحاً أبداً أن غرائز الطفل وميوله ورغباته وطرائق تفكيره هي نفسها عند الرجل، إنّما بشكل مصغر.

ولهذا كان الطفل يعاني من جراء هذا الاعتقاد الخاطئ، فإذا لعب وُبخ بدعوى أن عمله ليس من أعمال الرجال، وإذا ركب قصبةً وتخيلها حصاناً استهزأ به كلُّ من كان حوله، وإذا جلس في الحديقة يصنع من التراب الجبال والقصور منعوه بحجة عدم الفائدة من عمله.

إذا كان ابنك قوي الإرادة، فلا تحاول أن تتغلب على إرادة ولدك وتخضعه لإرادتك، ولكن حاول أن توجه هذه الإرادة التوجيه الصحيح، وعلى الابن أن يدرك أنه لا يستطيع أن يفعل دوماً كل ما يحلو له ويريد.

أما إذا كان حساساً، يشعر بالألم والانزعاج بسرعة، فلا تقارنه بغيره من الأولاد، وأظهر تعاطفك معه، ولكن دون أن تستجيب دوماً لطلباته ورغباته، وإذا ما كان ولدك من النوع السهل اللين، فلا تنشغل عنه بالأعمال الأخرى تاركاً ابنك يدبّر أموره بنفسه، فقد ينشأ مكتفياً بنفسه يظنُ أنه ليس بحاجة إلى أحد.

أما إذا كان ولدك انطوائياً انعزالياً، فحاول أن تفسح له المجال لإبداء الاهتمام والرغبة في بعض الأعمال، مع بعض التشجيع، كي تتوسع آفاقه ونشاطاته.

إذا تعلّم الولد الثقة بوالديه، فسيتعلم أيضاً الثقة بالناس الآخرين، وعلى الوالدين أن يدركا مبدأ (الاستمرارية) في أسلوب تعاملهما مع الأولاد، أي أن يتصرف الوالدان بمعيار واحد، وموقف ثابت.

دخل طفل مرة إلى متجر لُعب، فوقعت أنظاره على لعبة مكسورة، فسأل في غضب:

الطفل: من كسر هذه اللعبة؟.

الأم: أي شيء يعنيك في هذا؟.

الطفل: لا بد أن أعرف من كسرها، إنها غالية.

كان الصغير يسأل لا ليعرف اسم الذي كسر اللعبة، بل ليعرف ماذا حدث له، هل عوقب؟ وبأي صورة؟.

والرد البسيط هو أن هذا متجر يُجربُ فيه الناس اللعب التي صنعت ليلعب بها الأطفال، ويحدث أحياناً أن تُكسر بالقضاء والقدر، إن هذا الرد يجعل الطفل في أعماقه يقول: (إن هؤلاء الكبار أناس طيبون! انهم لا يغضبون بسرعة إذا ما كسرت لعبة عن غير قصد، إنهم متسامحون محبُّون للأطفال، وليس من الضروري أن أخافهم، بل إن الاطمئنان والأمان يسود حياتي بينهم)(4).

5ـ احترم طفلك:

إن الطفل بحاجة إلى احترام شخصيته لتنمو وتقوى، وإذا ما ذبلت هذه الشخصية، حُرم الطفل من النجاح والفوز في المستقبل، ولن يتهاون في ارتكاب الرذائل، لأنه يشعر بأنه محتقر مهان.

وليس معنى احترام الطفل الخضوع لكل رغباته والانحناء أمام شهواته، بل إنها البحث عن مواهب الطفل والسعي لتنميتها، وبعث الثقة فيه والعمل على تشجيعه وبثّ روح التفاؤل والاعتماد على النفس فيه.

وبالطبع فإن هذا الكلام ينطبق على الطفلة مثلما ينطبق على الطفل، أما سلوك بعض الناس بإهمال الطفلة، وإيثار أخيها عليها في كل شيء حتى تصير تشعر بحقارتها وصغر قيمتها، فهذا سلوك مشين لا يقبل به عرفٌ ولا دينٌ، ألا يكفي المرأة فخراً حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): الزمها، فإن الجنة تحت رجليها (5).

6ـ شجّع أولادك:

- لا تركّز على أخطاء أبنائك، وتجنّب التوبيخ واللوم والتخجيل، ولا تتصيّد الزلات والهفوات.

- ركّز دوماً على الجانب الإيجابي بدل السلبي، فقولك: (إنك حصلت على 10 من 20 صح في الامتحان) أفضل بكثير من قولك: (إنك حصلت على 10 من 20 خطأ)، مع أن النتيجة واحدة.

- ركّز انتباهك على السلوك الصحيح، وشجعه.

- لا تبالغ في الإطراء، ولا تقارن الولد بالآخرين، فهذا ما يدفع إلى الخصومة بدل التعاون والانسجام.

- استخدم تعابير التشجيع الحسن بدلاً من الإطراء المبتذل:

فتقول مثلاً: (أحب منك كذا وكذا)، (وإنني أقدر فيك خصلة كذا)، بدلاً من قولك: (أنت رائع)، (أنت أفضل من فلان).

- استخدم التعابير التي تبدي فيها سرورك بما قام به من عمل:

فتقول مثلاً: (أشعر الآن أنك قادر على القيام بهذا العمل)، بدلاً من أن تقول له: (إنك ولد رائع بالنسبة إلى عمرك).

- لاحظ التقدم والتحسن في طفلك:

فتقول له: (لاحظت أن علاقتك طيّبة مع أخيك في الفترة الأخيرة)، وتقول: (قبل أشهر قليلة كنت لا تستطيع قراءة أكثر من عشر صفحات، أما الآن فقد أكملت قراءة القصة كلها).

- تجنّب التثبيط:

فلا تقل: (لماذا لا تكون مثل فلان ؟!)، أو (إنك ولد كسول)، و(إنك دوماً ولد مشاغب)، و (إن غرفتك دوماً غير مرتبة).

- لا تحاول تصحيح الخطأ فور وقوعه، أخره بعض الشيء حتى تهدأ الأمور.

- حين يقول لك ابنك: (لا تقل لي ماذا عليّ أن أفعل)، فلا تقل له: (أنا أبوك وعليك أن تفعل ما أقوله لك).

- وحين يقول لك: (إنني أكره فلان، ولن ألعب معه ثانية)، فلا تقل له: (يجب أن لا تكرهه، وعليك أن تلعب معه).

- وإذا قال لك: (إنني لا أجيد الرياضيات)، فلا تقل له: (إن الرياضيات سهلة جداً، ولماذا لا تفهمها؟!)(6).

7ـ قلّل من التوبيخ:

انتبهوا أيها الآباء والأمهات إلى ضرورة التقليل من التوبيخ (الأوتوماتيكي) وغير الضروري، وإلى التقليل من الرقابة الصارمة على الاطفال، فالطفل ليس آلة نديرها حسبما نشاء، إن له إبداعه الخاص في إدارة أموره الخاصة، فلماذا نحرمه من لذة الإبداع.

وكثيراً ما يواجه الطفل بالعديد من الأسئلة والأوامر: (لماذا تضحك هكذا؟ لماذا تمشي هكذا؟، انطق الكلمات نطقاً سليماً، لا تلعب بشعرك، اذهب ونظف أسنانك...إلخ).

وكل ذلك قد ينعكس في نفس الطفل فيولد حالة من عدم الاطمئنان، أو فقدان الثقة بالنفس.

وكثيراً ما ينال الطفل الأول الحظ الأوفر من الاهتمام الجشع والرقابة الصارمة من قبل الأبوين، ثم ما يلبث الأبوان أن يشعرا بأنهما قد تعلما الكثير من طفلهما الأول، فيشعران أنهما بحاجة لإعطاء وليدهما الثاني بعض الحرية، فيتصرفان مع الطفل الثاني بمزيد من الثقة خلافاً للطفل الأول.

إن الطفل يشعر بدافع قوي للمحاربة من أجل حريته، فهو يحارب من أجل أن يتركه الأب يستخدم القلم بالطريقة التي يهواها.. ويحارب من أجل ألا يستسلم لارتداء الجوارب بالأسلوب الصحيح...

والحقيقة الأساسية أن الابن يحتاج إلى أن تحبّه وأن تحتضنه لا أن تحاصره.

ويحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة.

ويحتاج إلى أن تعلمه كل جديد من دون أن تُكرهه عليه(7).

وتجنب النقد والتعنيف والتجريح..

فمن العبارات التي تمس الأبناء في الصميم:

(رأسك كبير، لا يفهم).

(سوف تكون رجلاً عبيطاً).

(اخرس يا غبي).

8ـ استمع إلى وجهات نظرهم:

فحتى الطفل الذي يبلغ من العمر عامين فقط علينا أن نسأله: (هل تريد كوباً كبيراً مليئاً باللبن أو تريد فقط كوباً صغيراً ؟).

والطفل الذي لا يتجاوز أربع سنوات، من الضروري أن نسأله: (هل تريد البيض مسلوقاً أم تريده مقلياً ؟).

والطفل في السادسة من عمره يجب أن نسأله: (هل تُفضل البطاطا أو الفاصوليا في غداء اليوم؟).

إن الأطفال يجب أن يوضعوا في مواقف عليهم من خلالها أن يتدربوا على الاختيار(8).

9ـ علمهم الثقة بالنفس:

بعض الأطفال يخاف مقابلة الزوار، أو الظهور في مواقف معينة، فلا يتكلمون، أو تظهر عليهم (التأتأة) أو عوارض الخجل والاكتئاب.

وكثيراً ما يكون سبب ذلك ضعف الثقة بالنفس، وفقدان الشعور بالطمأنينة والاستقرار، وذلك نتيجة أساليب التربية الخاطئة، من تحذير مستمر، وتأنيب متواصل، أو غير ذلك.

أ ـ ما هي أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال ؟:

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يشعر بعدم الثقة بالنفس، منها:

1ـ الإكثار من الزجر والتأنيب كلما عبث الطفل بشيء يبعث في النفس الشعور بالقلق، ويقلل من ثقته بنفسه.

2ـ تربية الطفل معتمداً على الآخرين، فلا تتركه أمه يتناول الطعام بنفسه أو يرتدي ملابسه بنفسه، كذلك تركه يعتمد على الخدم في كل أموره، يجعله ينشأ تواكليّاً اعتمادياًّ على الآخرين، فلا تنمو فيه الثقة والاعتماد على النفس.

3ـ مقارنة الآباء بينه وبين طفل آخر بغية تشجيعه على الدراسة مثلاً، كثيراً ما يعطي عكس المقصود، فتتثبط عزيمته، وقد يفقد الثقة بنفسه.

4ـ الإفراط في سيطرة الآباء على أطفالهم يشلُّ حرية التفكير عندهم.

5ـ الشجار والمنازعات بين الوالدين تبعث في النفس الشعور بعدم الاستقرار أو الطمأنينة، مما يزعزع ثقة الطفل بنفسه.

6ـ إصابة الطفل ببعض العاهات كالبدانة أو النحافة الشديدة أو القصر أو العرج قد تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس.

ب ـ كيف نجعل أطفالنا يثقون بأنفسهم؟:

لا يمكن للطفل أن يثق بنفسه إلا حين نثق به، ونعهد إليه بتحمُّل الأعمال التي يستطيع القيام بها، وندعو إخوته الذين هم أصغر منه سناً إلى طاعته واحترامه، طالما هو يحترم إخوانه ويعطف عليهم.

إن الطفل يحب أن يقوم بالجزء الأكبر من العمل، ولكن كلما زاد عليه الإلحاح شعر بالرغبة في العناد، وعدم القيام بما نطلب منه من أعمال.

إن المراقبة الحنونة للطفل، والكلام بهدوء معه، والتوجيه المليء بالثقة، وعدم منع الطفل من فعلٍ إلا بعد الدخول في حوار يحسُّ من خلاله بالحزم في قولنا، وعدم إطلاق التوبيخات وكأنها قذائف صاروخية... كلُّ ذلك يساعد في بناء ثقة الطفل بنفسه.

أما إذا لم نكترث له، ولم نثق به، وأخبرناه دوماً بأنه عاجز عن القيام بأي عمل، فإنه سيصبح ضعيف الشخصية، لا يثق بنفسه، ويعجز عن القيام بمسؤولياته، وينطوي على نفسه، ويصبح من المتخاذلين(9).

10ـ عوّد ابنك على النجاح:

علينا كآباء أن ننمّي في نفوس أبنائنا الإحساس بالنجاح منذ الصغر، نشجّعهم كلما نجحوا في أمر من الأمور، فهذه قصة لاعب عالمي في لعبة (البولنغ) يدعى (نيلسون بيرتون) فعندما سئل عن سر نجاحه أجاب: (لقد علمني أبي مذ كنت في الرابعة من عمري كرة السلة، ولكنه اتبع طريقة مختلفة، ربما لا يدركها الكثير من الآباء، أحضر سلة، وأعطاني الكرة وطلب مني أن أرميها، وأخذ يحرك السلة أمام قذفاتي لكي أتمكن من إصابة الهدف دوماً، كان يتظاهر بالفرح عندما تصب الكرة في السلة، ويحتضنني مشجعاً، وكنت أصيب الهدف، فزادت ثقتي بنفسي وقد سرت على هذه العادة حتى وصلت إلى النجاح كأشهر لاعب محترف).

وإذا تصرفنا مع أطفالنا على أساس أنهم لن يحسنوا التصرف سنجد أنهم سوف يستخدمون القرارات السيئة، وعلينا أن نرشدهم ليسيروا بطريقة صحيحة لا من تلقاء أنفسهم.

علم ابنك الصغير مثلاً كيف يرمي الكرة في السلة، واعطِ ابنك الكرة واطلب منه أن يرميها، حرك السلة أمام قذفاته لكي يتمكن من إصابة الهدف دائماً، أظهر لابنك الفرح كلما دخلت الكرة في السلة، فإن ذلك سيزيد من ثقة الطفل بنفسه وسيجعله ينشأ على حب النجاح.

11ـ علم ابنك تحمل المسؤولية:

لكي ينشأ الابن قادراً على مواجهة الحياة، لا بد من تعليمه تحمل المسؤولية منذ الصغر، والحقيقة أنه لا يوجد وقت محدد أوسنٌ معينة تصلح لتكون بداية حاسمة لتحمل المسؤولية عند جميع الأطفال، ولكن هناك قاعدة بسيطة تقول: (عندما يبدي الصغير رغبة في القيام بعمل من الأعمال مهما كان سنّه، فإن هذا الوقت هو الوقت المناسب له كي يتعلّم تحمُّل المسؤولية في ذلك العمل).

 وللأسف فإن كثيراً من الأمهات والآباء يقومون بكل أعمال الطفل نيابة عنه، فيأمرونه أن يلبس ثيابه، ثم لا يفعل، فيلبسونه، ويلقي الطفل بثيابه على الأرض فيرفعونها عنه، وهكذا.

وهذا ما يضرُّ الطفل ويقوده للكسل والاعتماد على الآخرين.

أعطِ أولادك حرية اتخاذ قرارهم الشخصي، ولكن انقل لهم تلك المسؤوليات تدريجياً، ولا تتوقع من أولادك تحمل المسؤوليات الجديدة فجأة.

اشرح لهم ودرّبهم، وشجّعهم، وكن قدوة حسنة لهم.

والمهم في الأمر رغبة الولد بتأدية الأعمال، وليس الإتيان بتلك الأعمال، ولا شك أن لتشجيع الوالدين دوراً أساسياً في قدرة الأولاد على تحمل المسؤولية.

أ - صور من الواقع:

- ابني لا ينهض عندما يُوقظ في الصباح:

نادِ عليه مرة واحدة، أو أعطه ساعة منبهة، ودعه يتأخر قليلاً عن المدرسة ويتحمل مسؤوليته في الصباح.

- ابني لا ينظف أسنانه بانتظام:

أعطه الخيار بين تنظيف الأسنان أو فقدان الحلوى إن لم ينظف أسنانه، وسيتحمل مسؤولية نظافة أسنانه.

- ابنتي تهمل ما عليها من واجبات منزلية:

اتفقوا جميعاً على توزيع أعمال المنزل، وأفضل النتائج تكون عندما يعاني الأولاد جميعاً من التقصير (تأخّر الغداء مثلاً إذا لم تنظف الصحون).

ب - وصايا تربوية في تحمل المسؤولية:

- عليكِ أن تكلفي طفلك بين الحين والآخر، وحسب سنه ببعض الأعمال المناسبة.

- اختاري التكاليف المناسبة لجنسه:

فلا تكلفي طفلك الذكر بغسيل الصحون، وترسلي طفلتك الأنثى إلى البقال.

- اختاري التكاليف المناسبة لسنّه:

فليس من المناسب أن تطلبي من طفلك حمل شيء ثقيل جداً.

- احرصي على التدرج:

فلا ترسلي طفلك، لأول مرة، إلى بقالة بعيدة ليشتري شيئاً منها، ولا تبدئي بتكليفه بشراء سلع ثمنها مرتفع من أول مرة.

- لا تعنفيه إذا أخطأ:

فإذا أرسلتِه ليشتري شيئاً وعاد وقد أخطأ في عد النقود، أو كسر ما اشتراه في الطريق، فلا تقولي له: (ليتني ما أرسلتك)، أو (الحق علي أني وثقت فيك واعتمدت عليك).

وإذا طلبتِ من طفلتك أعمالاً في المطبخ، ولم تنجح فيها، فلا تقولي لها: (اذهبي والعبي فما زلت صغيرة)، أو (كان عليّ أن أفعل هذا بنفسي).

بيّني لطفلك خطأه بهدوء، وأفهميه أننا جميعاً نخطئ في بدايات تعلمنا، وأن الخطأ لا يعني العجز أو الفشل.

- راقبيه وكوني معه في البدايات.

- لا تكلّفيه عملاً في وقت غير مناسب.

فإذا كان يلعب مع أصدقائه ومنسجماً في لعبه، فلا تقطعي عليه سعادته بتكليفه بعمل يحرمه من لعبه، وإذا كان جالساً أمام شاشة التلفزيون يشاهد الرسوم المتحركة، فلا تحرميه من هذه المشاهدة بإرساله لإحضار شيء.

شجعيه قليلاً إذا أدى ما كلفته به (10).

12ـ مصروف الجيب:

مصروف الجيب ليس مكافأة للطفل على سلوكه الطيب، والحرمان منه ليس عقوبة توقع عليه إذا أساء.

إن مصروف الجيب في واقع الأمر درس في السلوك له أهدافه المحددة، وينبغي تدريب الطفل على حُسن استخدام النقود، وتحمل مسؤوليات التصرف فيها.

لا تقولي لابنتك: ستحصلين يا عزيزتي على مبلغ كبير من المال لو ساعدتِ (ماما) في غسل الأطباق، وأنت لو سقيت أشجار الحديقة لك مصروف أكبر.

فبمثل هذه الأمور نعدُّ أطفالنا لأن يعملوا الخير ثم يمدوا أيديهم بعد ذلك يريدون أن يحصلوا على الثمن.

ومرفوض أن يرفع الصغير مثل هذا الشعار إزاء ما يُطلب منه.

إننا قد نحولهم إلى مكتنزين وإلى بخلاء إذا نحن رحنا نزرع في نفوسهم حب المال، كما أننا قد ندفع بهم إلى أن يكونوا مسرفين إذا لم ندربهم على الإنفاق.

علمي طفلك أن النقود ليست كل شيء في الحياة، وأن هناك الكثير من الأشياء لا تستطيع النقود أن تشتريها، ولا تقدّر بمال، كالفضيلة والشرف والصدق وغيرها(11).

13ـ لا تُسرف في الدلال:

الدلال فعل يغرس الأنانية في نفس الطفل، فينبغي على الأم أن تخفي عن ابنها حبها الشديد له، كي لا يتخذه وسيلة لارتكاب أفعال قبيحة دون أن يخشى عاقبتها، فيصبح عنيداً قاسي الطباع.

وكثيراً ما يؤدي الدلال إلى شدة التضييق والحرص على الأطفال، حتى إذا ذهب الطفل في نزهة، جعلته أمه إلى جانبها ولم تسمح له بالابتعاد عنها، وبدأ يعكر مزاج الآخرين فلا هو يلهو اللهو البريء، ولا هو يكفُّ عن أنينه وضجيجه.

وتروي إحدى المربيات أنها جيئت بغلام أخرس مدلل لمعالجته، وتبين فيما بعد أن الطفل سليم، ولكن العلة حدثت عندما كانت أمه تدرك من عينيه ما يريد، فتلبي طلباته دون أن يحتاج إلى ازعاج نفسه بالكلام، ولما فُصل عنها ووضع عند أقارب له لا يهتمون به كثيراً أصبح من الناطقين(12).

14ـ علمه التخشن:

ومن الضروري تعويد الطفل على التخشن، وعدم إجابة رغباته دائماً، خشية إفساده بالدلال والنعم، فيستحسن أن يلبس الخشن من الثياب أحياناً، ويصعد الجبال، ويسير على قدميه مسافة تتناسب مع سنّه وقوته، ومن الخير للطفل أن يتعود مهما كان غنياً على الاعتدال في المأكل والمشرب والملبس.

ولكن ينبغي دوماً أن نراعي في التخشن صحة الطفل وسنه واستعداده، وأن يكون ذلك بإرشاد الطبيب والتدرج في كل شيء.

وعلينا كما يقول المربون أن نمنع الطفل من ثلاثة أشياء:

1ـ التعوُّد على التلذُذ، فإن ذلك مفسد ضارٌ له.

2ـ حب البطالة والكسل، فينبغي أن يدرّب الصبيُّ على العمل من أول حياته.

3ـ الإسراف في كل شيء، كي لا يعتاد على الرغد والنعومة.

15ـ (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم):

حديث متفق عليه، فاعدلوا بين أولادكم في الأموال والعطايا، وفي كل شيء، تبرّكم أولادكم، وكم أخطأ أشخاص كتبوا أموالهم لبعض ورثتهم، فأصبح الحقد والبغض بين الورثة، وذهبوا للمحاكم، فضيعوا أموالهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ طفلك الصغير هل هو مشكلة؟، للأستاذ محمد كامل عبد الصمد.

2ـ سلوك الطفل، للدكتور فرانسيس إيلغ.

3ـ أولادنا، للدكتور مأمون مبيض.

4ـ دليل الآباء الأذكياء في تربية الأبناء، للأستاذ عبد التواب يوسف.

5ـ رواه النسائي وأحمد.

6ـ سيكولوجية الطفولة، للدكتور ملاك جرجس، وأولادنا، للدكتور مأمون مبيض.

7ـ العلاج السلوكي للطفل، للدكتور عبد الستار إبراهيم، وتربية الأبناء في الزمن الصعب، منير عامر وشريف عامر (بتصرف كبير).

8ـ دليل الآباء الأذكياء في تربية الأبناء، للأستاذ عبد التواب يوسف.

9ـ الذكاء العاطفي، للدكتور دانييل جولمان.

10ـ مشكلات تربوية في حياة طفلك، للأستاذ محمد رشيد العويد.

11ـ خذي بيد طفلك إلى الله، للأستاذ حامد عبد الخالق.

12ـ نحو أسرة مسلمة، للأستاذ محمود مهدي الإستانبولي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم التربية والتعليم ينظّم جلسةً حوارية لملاكه حول تأهيل المعلّمِين الجدد
جامعة العميد تحدّد أهداف إقامة حفل التخرّج لطلبتها
جامعة العميد تحتفي بتخرّج الدفعة الثانية من طلبة كلّية الطبّ
قسم الشؤون الفكريّة يشارك في المؤتمر العلمي الدولي الخامس في النجف الأشرف