الستراتيجيات التنافسية

تشير الستراتيجية التنافسية Competitive Strategy الى اختيار المنظمة لمجموعة مختلفة من الانشطة بقصد تقديم مزيج فريد من القيمة (Porter , 1996). والستراتيجية التنافسية بهذه الكيفية تتعلق بالموقف التنافسي الفريد الذي تختاره المنظمة لنفسها لتقديم قيمة الى زبائنها تختلف عن تلك التي يقدمها المنافسون (Harrison and John , 1998). وتجدر الاشارة الى ان اختيار الموقف التنافسي الفريد ليس كافياً بمفردة لضمان امتلاك المنظمة لمزية تنافسية وذلك لان هذا الموقف يمكن ان يقلد بطريقتين هما (Porter , 1996):

1- ان يرتب المنافس موقفه التنافسي لمواجهة الاداء المتميز، اي ان المنافس يعيد النظر في انشطته الحالية ويقلد انشطة المنظمة الموقف التنافسي الفريد.

2- ان يبقى المنافس في موقعه الحالي ويسعى بنفس الوقت للحصول على ما يتميز به الاخرون. اي ان المنافس يبقي على انشطته الحالية ويقلد انشطة المنظمة ذات الموقف التنافسي الفريد. وعليه فان اختيار الموقف التنافسي الفريد يجب ان يدعم بالمبادلات بين انشطة المنظمة، اي ان تعطى بعض الانشطة اهمية كبيرة على حساب الانشطة الاخرى لنفس المنظمة.

مما سبق يؤشر اقتران مفهوم الستراتيجية التنافسية لدى الكثير من المهتمين بميدان الستراتيجية باسهامات الاستاذ Michael E. Porter عندما قدم نموجذه المعروف بعجلة الستراتيجية التنافسية Wheel of competitive strategy، الشكل (10-1) ، في اشارة الى العوامل المؤثرة في صياغة الستراتيجية التنافسية والمتمثلة بالاتي (Porter , 1980):-

-       نقاط قوة المنظمة ونقاط ضعفها.

-       القيم الشخصية للمديرين التنفيذيين الرئيسين او الافراد المؤثرين.

-       الفرص والتهديدات البيئية الخارجية.

-       ما ينتظره المجتمع من المنظمة (التوقعات الاجتماعية).

يتضح من الشكل السابق ان الستراتيجية التنافسية للمنظمة هي في حقيقتها انعكاس لاهداف المنظمة، المتمثلة بالمنافسة والربحية، والمسؤولية الاجتماعية والحصة السوقية، وسياساتها التشغيلية معبراً عنها بكل من المنتج، والرقابة والتمويل، والبحث والتطوير، والشراء، والعمل، والانتاج، والتوزيع، والمبيعات، والتسويق ، والسوق المستهدف.