هي تلك الأسئلة التي يقوم المحرر بطرحهاً بغية التأكد من صدق الأخبار ودقة المعلومات التي جاءت على ألسنة المحدثين، كما يهدف من ورائها أيضاً إلى اختبار مدى "حياد النبأ أو الرأي وموضوعيته، وأن المحدث لا يهدف من ورائه ولا يقصد نشره أو إذاعته إلى مقصد خاص، أو الى مطمع له صفة الذاتية، أو إلى هدف بعيد يكون ضد مصلحة القراء ، أو الجماهير أو الشعوب.

بعبارة أخرى أن السؤال الاختباري- التأكيدي- هو ذلك السؤال الذي يضع يد المحرر على النبأ الصحيح والمعلومة التي تسلم من الزلل، وتعري من النقص عن طريق اكتشاف هذه الصحة، وهذا النقص، وأهم من ذلك كله- وحيث يمكن للمحرر التأكد من صحة الأنباء والمعلومات بوسائل أخرى عديدة- ما يتصل بالآراء والمواقف ووجهات النظر، وحيث يقوم مثل هذا السؤال بدوره الكبير في هذا المجال، وحيث يقترب بدور المحرر هنا، من دور المحقق ورجل النيابة، ومعنى ذلك، أن هذه الأسئلة تقدم فائدة عامة، لأكثر أنواع الأحاديث الصحفية، كما تقدم فائدة خاصة، وتتركز على اسئلة الرأي وتتصل بها كذلك اتصالاً وثيقاً.

كما آنها تتشابه ويعض الأسئلة الأخبارية وأسئلة الرأي، في ضرورة أن يسبقها سؤال آخر، لأنها تطرح أساساً وتقوم فلسفتها على اختبار مدى صحة الرد والتأكد من ثقة المتحدث في حديثه والمجيب في إجابته، لذلك كانت اهمية وضعها تالية لأسئلة أحاديث الرأي، لأنها إليها أقرب، وعن طريقها تطرح، وتكون- في أغلبها- تالية لها، مختبرة ومقررة ومؤكدة.

ولابد هنا من الإشارة إلى أن هذه المجموعة من الأسئلة لا تعد قبل المقابلة تماماً في جميع الظروف والأحوال، وإنما عندما يخامر المحرر الشك في موقف الشخصية، ويكون غير واثق من قدرته وجدارته؛ وهنا تفيد المحرد خبرته وممارساته، وكذلك مهارته في إجراء المقابلة، وحيث آن هذا الضعف وهذا التردد، وما يمكن أن يحدث من أساليب المراوغة والموارية وعدم الثقة أو الدقة، هذه كلها يمكن أن تكتشف خلال المقابلة ذاتها، ويكون على المحرر بعد اكتشافها أن يطرح الأسئلة التأكيدية، آو الاختبارية، كماً تكون هي طريقه وسلاحه إلى هذا الاكتشاف، ومن هنا كانت صعوبة إجراء الحديث الصحفي نفسه مع أمثال هؤلاء ، خاصة في مرحلة قيادة الحديث الصحفي